الأخ الدكتور حسين توقه
لقد حضرت لك أكثر من محاضرة تحدثت فيها عن كثير من المواضيع الإستراتيجية كما أنني ٌرأت بحثك هذا ضمن عنوان ( التبعية التكنولوجية في النواحي التسليحية وهو يدرس في عدد من الكليات العسكرية في دول الخليج كما أخبرني أحد الأخوة المطلعين أنه قد تم إرسال نسخة منه إلى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين
والواقع أنني أحاول قدر جدهدي أن أرسل رسالة إلى كل الأخوة الباحثين أن العقيدة القتالية والإستراتيجية العسكرية العليا لجيش الدفاع الإسرائيلي تعتمد اعتمادا كليا على إبقاء الفجوة في النوعية التكنولوجية بينها وبين جيوش الدول العربية ولما كانت مصادر السلاح معروفة وترتبط ارتباطا كليا بمصالح إسرائيل فلا بد لنا من الإعتراف بأن أي مقارنة بين نوعية السلاح في العالم العربي وبين نوعية الإسرائيلي وبكل أسف لا مجال للمقارنة بينهما وهذا يقودني إلى سؤال أشعر أنه هام جدا إذا كانت الأسلحة الإسرائيلية متفوقة على الأسلحة العربية فما هو المجال للتعويض عن هذا العجز وما هي العوامل التي يتفوق فيها العرب على إسرائيل في مجال المقارنة الإستراتيجية لأنه وحتى هذه اللحظة فلقد فشلت الغلبة السكانية وفشلت الكثرة في أعداد الجيوش وفشلت كل أجهزة الدفاع الجوي وكل الصواريخ العربية
ومن المؤلم أن نعترف أن ما تمر به الدول العربية من ثورات قد ساهم في تأخير النمو السياسي والإقتصادي والأمني والعسكري فحتى تتمكن الأنظمة الجديد مت التغلب على الدمار النفسي والمعنوي والمادي وحتتى تتضح مهام النظام الجديد وإعادة تحالفاته مع دول العالم فإننا بلا شك بحاجة إلى وقت طويل ولا أظن أن مشاكل الفاقة وتأمين الحاجات الأساسية والتأمين الصحي ومطالب العدالة الإجتماعية والتغلب على آثار الفساد سوف تنتهي بسرعة بل على العكس أظن أننا بحاجة الى عدد من السنين تكون إسرائيل قد استفردت بالقضية الفلسطينية وعزلتها عن النظام العربي المشغول بثوراته وتهديداته النابعة من الداخل
ويؤلمني أيها الأخ حسين توقه أن أعترف أننا نسير من سيء إلى أسوأ وأن انشغال الأنظمة بالبقاء وبالحفاظ على مكوناتها قد نقل القضية الفلسطينية إلى الدرجة الثانية أو الثالثة في الأهمية القومية
الأخ الدكتور حسين
قد يتساءل البعض ماذا تريد هذه السيدة من موضوع هو في معظم الأحيان من تخصص الرجال وبالذات الذين لهم خبرة في عالم السلاح والمعارك والإستراتيجية والذين توشح صدورهم صفوف من النياشين والأسلحة لم يحملها رومل ولا عمر برادلي
ولا حتى مونتغمري والواقع أنني لا أريد أن أتحدث عن هذه الجوانب العسكريةولا أبعادها ونتائجها أو حتى مقوماتها ولا أريد أن أتحدث عن مقارنات نووية أو كيماوية أو جرثومية . وإنما أريد أن أتحدث عن دور القمم العربية ودور جامعة الدول العربية ودور السياسي العربي . إن أي تفوق في أي معركة وأي نصر في أي معركة لا يعتبر نصرا إذا لم يحقق الأهداف التي شنت الحرب من أجلها له>ا فإن إسرائيل رغم كل ترسانتها ورغم كل معاركها فلا زالت لم تحقق أهدافها ولن تحصل على السلم فوق أراضيها التي اغتصبتها . نعم لقد فشلت إسرائيل من جانب كما فشلت الدول العربية من جاني آخر حتى في إعلان استسلامها قد فشلت بتبنيها السلام كخيار استراتيجي.
إن مؤتمرات القمة قد فشلت في تحقيق أهدافها التي أنشئت من أجلها وأصبحت عبارة عن معرض للأزياء بين ممثليها ووزراء الخاجية العربية الذين يحضرون إجتماعاتها وأصبحت دولة أقل من حي شبرة في تعداد سكانها تفرض على جامعة الدول العربية سياستهاهذه السياسة ليست وبكل أسف سياسة عربية وإنما هي سياسة أمريكية تضع مصلحة إسرائيل قبل الدول العربية الأعضاء فلقد فشلت جامعة الدول العربية ومؤتمرات القمة العربية منذ أن انحرف حسني مبارك عن مبدأ الإجماع العربي الذي تم بناء عليه اتخاذ كافة قرارارت القمة منذ تأسيس الجامعة العربية كما فقدت الجامعة العربية وكل القادة العرب مصداقيتهم مع أنفسهم ومع شعوبهم منذ أن اتخذوا السلام كخيار استراتيجي لهم رغم أن إسرائيل قد رفضت هذه التوصية وهذا الخيار حتى قبل أن يتم التوقيع عليه ولقد فشلت الجامعة العربية في إتخاذ أي قرار أو أي إجراء منذ لحظات احتلال العراق ومنذ الهجوم الإسرائيلي على حزب الله ومنذ محاولات تقسيم السودان وبدء الثورات العربية في تونس وفي ليبيا ومصر واليمن وسوريا وأظن أنها عاجزة عن تقديم أي عون أو أي مساعدة للضفة الغربية أو قطاع غزة وكأن الخيار الأوحد المتبقي يقول وبكل وضوح أن الواجب على كل دولة عربية أن تدبر أمرها بنفسها فلا وحدة ولا قومية ولا دين بات يربط هذه الدول فقد باع الأمين العام نفسه إلى الشيخ حمد رئيس وزراء قطر
قد أبدو لكم أنني خارج السرب العربي أو قد يتهمني البعض بالخيانة إذا قلت أيها ألأخوة الفلسطينيون لا تعتمدوا بعد اليوم على القادة العرب فهم بالكاد يتدبرون أمورهم من الأخطار المحدقة بهم وأقول للشعب الفلسطيني تخلى عن قادتك فقد باعوك للصهاينة المحتلين وليس أماك غير خيارين أن تستمر في القتال وتعود الى صوت البندقية أو تضع يدك بيد الأعداء الصهاينة شريطة أن يعطوك دولتك حرة وعاصمتها القدس
فالعرب منهزمون عسكريا ومفلسون سياسيا وفاسدون حكما وقد أتعرض الى النقد والمحاربة لأنني أقول الحق من وجهة نظري وإنني أتألم وأنا أقول ربما نلنا احترام اليهود إذا حلربناهم وحصلنا على الإستقلال رغما عنهم وهو آت لا محالة وهو أفضل بكثير من الفتات والإذلال الذي يتمنن به علينا شيخ أو أمير أو ملك أو رئيس وفي القدس الشريف أسوة لكم فمهما تعددت الصرخات ومهما استشهد من أجلها المقدسيون فستظل الآلة الجهنمية الإسرائيلية في تهويدها بينما لا تتعدى الإشارة إلى القدس والى المقدسيين أكثر من جملتين بين رئيس لجنة القدس العليا وبيم ملك كان والده يبكي من أجل القدس واستشهد جده الأول وهو يصلي في القدس
يبدو أن الشماغ الأحمر والأبيض هو رمز للأردنيين والحطة البيضاء والسودء رمز للفلسطينيين والشماغ الأصفر كان يرمز للفرسان والغترة البيضاء للخليجيين ولكن الشماغ الأحمر الأردني يتميز بالهدب الذي تشتهر به أيادي النساء الأردنيات في كل من السلط والكرك وإربد والغور فهذا الهدب هو نتاج لساعات طويلة وأيام من التركيز والعمل المتواصل الدقيق فالشماغ الأردني يتميز عن غيره بأنه نتاج عائلي إنساني وهو رمز للآباء وله دلالات عظيمة ومعاني كبيرة لعل أشرفها أن نزع الشماغ يعني رفع الغطاء وفقدان عزيز واليوم وقد رفعت الأمة العربية غطاء رأسها وتقوقعت على حالها وانفصمت أواصر الأخوة بينها ونزلت إلى ساحة السباق في عالم لا يرحم تضع شروطه دول عظمى وتشرف على تنظيمه دول لا تمت للعروبة بصله أصبحت الأمة العربية مشغولة في ميادين غريبة موضوع على رؤوسها البرادع بدل الشماغ لا ترى يمينا أو شمالا بل حتى لا تستطيع أن تنظر الى الخلف والجوكي الماهر يمسك بيديه كرباجا صغيرا والمهماز يكاد يختفي في كعب البوط فتتسابق هذه الدول العربية من اجل الفوز برضى الولايات المتحدة والغريب في الأمر أن الشماغ الأصلي مصنوع في بريطانيا وما هو مصنوع في السعودية إنما هو تقليد متوسط الجودة
لقد وصلنا الى قناعات واضحة وضوح الشمس بأن الدول العربية معدومة الإرادة ومحرومة من اختيار المصير فمهما ارتفعت سقيفة الحرية والديمقراطية وارتفعت الأصوات وتعددت المسيرات والمظاهرات فإن الفائز الوحيد هم الذين يتنازلون عن كرامتهم وهم الذين يبصمون بالخمسة لأسيادهم في الخارج فلا القائد قائد ولا الزعيم زعيم وما إسرائيل إلا كالسيف المسلط على رقاب الناس تذكر الناس أننا مهما حاولنا ومهما طالبنا فإن الحائط المسلح والجدار الفاصل بيننا وبين العالم أعلى منا وأن كل قلاعنا وحصوننا مفتوحة على مصراعيها لأعدائنا مع أنها عصية علينا فثرواتنا بأيديهم ومقدراتنا رهن إشارتهم وجيوشنا تحت إمرتهم ونحن نذكر كيف التحقت الجيوش تحت إمرة التحالف وكيف وصلت جيوشنا العربية تخوم بغداد ولا نعلم متى تصل جيوشنا العربية سوق الحميدية والجامع الأموي وكم من الآلاف سوف تقتل
إن إسرائيل لا تحتاج هذا الكم الهائل من السلاح يكفيها ما نقوم به نيابة عنها في كل الدول العربية يكفينا ما يحدث في فلسطين وفي غزة بل يكفينا هذا التهويد المسلط على الرقاب في القدس واليوم تخرج علينا مصر العربية بقيادتها الجديدة وإنني أريد أن أسأل مصر العروبة مصر الإسلام لا أريد أن أسألها عن مصير صحراء سيناء وعن سيادة مصر فوق سيناء وعن كون سيناء منطقة منزوعة من السلاح وإنما أريد أن أسأل ما هو تعداد سكان مصر هل تجاوزوا 85 مليون نسمة أم وصلوا التسعين مليون أي أننا لو سلمنا أن كل مصري يحتاج الى رغيف خبز فقط للإفطار ورغيف خيز للغذاء ورغيف خبز للعشاء أي أن الأخوة المصريين بحاجة إلى 270 مليون رغيف خبز يوميا ولو سألنا الحكومة المصرية ما هو احتياط كمية الطحين الأمريكي في المستودعات والمخازن لهالنا أن نعرف أن هذا المخزون لا يتجاوز في أفضل حالاته من 3 إلى 4 أسابيع
كيف تسمحون لأنفسكم بأن نعقد مقارنة في السلاح مع إسرائيل ونحن لا نتمكن من تأمين لقمة العيش وبحاجة إلى استيراد كل شيء الدواء والغذاء حتى ألأوراق والأقلام التي نكتب بها وأجهزة الحاسوب فلننسى المدفع ولننسى الصاروخ ولننسى الطائرة ولنبحث كيف نعيش
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .