بقلم : عمر قاسم اسعد
21-10-2012 09:24 AM
ما يقارب الثلاث سنوات من بدء الحراك الشعبي المطالب بالإصلاح والتغيير والإسقاط ،
أكثر من ثلال سنوات والواقع يزداد سوء على سوء ، وكل من يسمي نفسه معارضة أو حراك أو تيار ما زال يراوح مكانه ، وكل الحكومات المتعاقبة تضحك على الشعب وتستغفله ، بل تتحداه أن يرفع رأسه ويخرج من الإطار النظري إلى الإطار العملي .
والإسقاط بات الحل الوحيد للكثير من أبناء هذا الوطن المطالبين بالعدالة والديمقراطية والحقوق .
التغيير هو الحل الوحيد الجذري الذي يتمناه كثير من أبناء هذا الشعب الأردني الصابر ،ومهما كانت النتيجة فلن تكون أسوء مما هو قائم أو ما سيكون في المستقبل القريب .
فما زال الإمعان في الإذلال والقمع والقهر والتسلط على رقاب الشعب ، لقد وصل الأمر إلى لقمة الخبز ، وها هم ينازعزنا عليها .
أصبح كل شئ في وطني بالوراثة وكل المناصب أصبحت تنتقل بالجينات من (( الجد للابن للحفيد )) وما زالت مناصب تستحدث للذين لم يولوا بعد من أصحاب الجينات ( السائدة أو المتنحية ) .
كل الحقوق التي كفلتها الديانات والدساتير والقوانين أصبحت منح وأعطيات ومكارم ، وعلينا أن ننعم ونتنعم ونضحك ملئ أشداقنا ونتغنى بالنعم التي تسبغ علينا كل لحظة من لحظات حياتنا ــ المفعمة بالقهر والإذلال ــ .
قبل عدة شهور ــ تقريبا ــ تواصلت مع معارض معروف ، وكان يخبرني بحتمية سقوط النظام خلال سقف زمني نهاية عام 2013 واستند إلى حتمية السقوط من خلال معطيات على أرض الواقع سواء على الساحة الأردنية أو الإقليمة أو الدولية ، وكنت أحاوره بصعوبة سقوط النظام لاعتبارات كثيرة تختص بالشأن الأردني تحديدا وأيضا ظننت أن هذا النظام قد استخلص العبر والدروس من سقوط انظمة عربية وأنه من الصعب بمكان عملية الإسقاط ،
وخلال هذه الفترة وما سبقها تابعت الكثير من الحراكات وبعض التيارات وتابعت جزء كبيرا من ( الموالاة ) وقرأت شعارات وسمعت هتافات وأدركت إني كنت مخطئا في ظني حول صعوبة إسقاط النظام ـ ليس لاعتبارات تختص بالساحة الأردنية ـ بل لاعتبارات تتخطى حدود الوطن .
وإن لم يكن إسقاط النظام من خلال حركة الشعب ــ المقهور ــ فإنه حتما سيسقط من خلال تصرفاته وممارساته التي ستسرع بسقوطه ,
والشارع الأردني هو وحده من يمتلك الإحساس بنبض الشارع ولا يمكن لأي مسؤول مهما كان أن يمتلك الإحساس بنبض الشارع .
الشارع ملك للشعب ، الشارع ملئ بالمفاجئات ، والأيام حبلى بكل جديد .