أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


رؤيه حول الاحداث في سورياوالموقف الاردني... الحلقة(3)

بقلم : سليمان نصيرات
22-10-2012 09:29 AM


لقد قام تحالف كل من ايران وحزب الله والنظام السوري على اسس على اسس طائفيه محضه وان شعار الممانعه لم يكن الا للاستهلاك الشعبي , وان بدايات هذا التحالف ليست جديده , فقد بدأ هذا التحالف في عهد حافظ الاسد وقبل اكثر من ثلاثين عاما , عندما وقف مع ايران وزودها بالسلاح والصواريخ التي ضربت بغداد. ولم يقف مع الجناح الآخر لحزب البعث رغم الطروحات البعثيه القوميه التي يرفعها النظام السوري كشعار.

لقد وقف حافظ الاسد مع ايران الشيعيه ضد بعث العراق الذي كان يأخذ طابعا سنيا في تشكيله وقياداته . فالنظام في سوريا وحسب ما اسسه حافظ الاسد خلال ثلاثين عاما هو علوي اولا من الناحيه الواقعيه وبعثي من الناحيه التجميليه .
واذا ابتعدنا عن المجاملات او انتهاج سياسة النعامه في التعامي عن رؤية الواقع الخطر من خلال دس الراس في الرمال ,لا يمكن لأحد ان يصدق ان الجيش الذي يقصف ليل نهار, ومنذ اكثر من سنه ونصف مدنا سوريه وليس مدنا لشعب معادي, مثل حلب وحماه وحمص ودرعا ودير الزور والرستن ومعرة النعمان وغيرها هو جيش الدوله السوريه بالمعنى الحرفي للكلمه ,وهذه المدن يسكنها اغلبيه سنيه , ان طيارا سوريا واحدا لا يمكن ان يقصف احياء سكنيه لمدن سوريه, مهما كانت المبررات المطروحه .انها حرب اعطاها النظام بعدا طائفيا منذ بدايات الانتفاضه التي تحولت الى ثوره بسبب اراء بعض القيادات العلويه المتطرفه بالسلطه , والتي اقترحت ان يتم التعامل مع حراك درعا ومن اللحظه الاولى بمنتهى القسوه لارسال رساله للجميع انه لن يكون هناك رحمه لمن يرفع رأسه ولو مطالبا بشيئ من الكرامه والحريه , ولكن كما يبدوا ان الرساله ذهبت بإتجاه آخر غير ما خطط له اصحاب نظرية القبضه الحديديه والاذلال من خلال الاعتداء حتى على الاعراض لتركيع الشعب , فقد ادت الى ثوره عارمه شملت كافة نواحي سوريا ما عدا مناطق محدده ومعروفه .
ان حقائق الامور تقول ان حافظ الاسد قد حيد حزب البعث وحوله ديكورا لحكمه , وهمش الاغلبيه في سوريا من خلال وضع رموز ديكوريه لا تهش ولا تنش نوابا له او في الحكومه بينما كان القرار يتخذ في اماكن اخرى معروفه للسورين والباحثين .

لقد انتهج الاسد الأب واضع اللبنه الاولى لما نراه الان في سوريا,سياسة القبضه الحديديه وان سياسة القبضه الحديديه التي يتعامل بها النظام حاليا مع الشعب السوري مستوحاه من سياسة القبضه الحديديه التي انتهجها حافظ الاسد في حماه في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي .ولكن لم يدرك الابن واعوانه ان الظروف تغيرت بشكل كبير جدا عن تلك الظروف , فالاتحاد السوفييتي اختفى , كما انه هناك صحوه للشعوب العربيه التي استعبدت لعدة عقود بذريعة المقاومه او التحضير لمعركة تحرير لم تأتي ابدا, او لإتاحة الفرصه للتحول الاشتراكي والذي ثبت انه فتره مقتطعه للتمكين للزمر الحاكمه من ان تمسك زمام الامور بقوه .

لقد انتهج حافظ الاسد سياسه بعيدة المدى لاعادة تدوير النخب السياسيه والعسكريه الحاكمه ومنذ بداية حكمه لسوريا في مطلع السبعينيات من القرن المنصرم بنخب جديده ذات طبيعه معينه من خلال زرع القيادات العلويه في الصفوف الاماميه للجيش والقوى الامنيه وتمكن من زج اعداد من الطائفه العلويه وتوريطها في اطار صياغته لديناميكية عمل الدوله السوريه, فالطائفه العلويه التي تشكل حوالى 2.5 مليون من تعداد الشعب السوري قد جند منها اكثر من 200 الف عنصر في الجيش السوري بحيث كان هؤلاء يشكلون العمود الفقري للحرس الجمهوري والفرق المدرعه والقوه الجويه والقوات الخاصه واجهزة الامن والاستخبارات .وان المتقاعدين من هؤلاء كانوا يشكلون مليشيا النظام او ما اصبح يعرف بالشبحيه.وهذا هو الواقع الحقيقي للوضع في سوريا بدون روتوش , وان معظم الانشقاقات التي تتم حاليا هي من افراد وضباط الجيش من السنه الذين كانوا يشعرون بالتهميش في الجيش السوري .

علينا ان ندرك ان هناك قرارا غربيا تقوده امريكا وتساهم به بقوه السعوديه ودول الخليج العربي بضرورة كسر حلقة هذا التحالف وان لا تكرر امريكا خطأها في العراق بخطأ جديد في سوريا عندما اتاحت للنفوذ الايراني ان يتمدد في العراق ,فهذه الدول معنيه وبشكل اساس في تحجيم النفوذ الايراني او اخراجه نهائيا من سوريا ولبنان وان الحلقه ألأهم في هذا المحور هي سوريا وأن سوريا في المستقبل ستكون منطلقا اساسيا لاعادة الوجه العربي للعراق الذي اصبح حاليا تحت نفوذ الملالي سواء من هم في قم او في النجف .

على ضوء هذا الموقف الذي تدعمه امريكا والدول الغربيه ودول الخليج العربي والسعوديه , وكذالك دول الربيع العربي مصر وتونس وليبيا, هل يمكن ان يبقى الاردن متفرجا ويمسك العصا من منتصفها, او ذو تأثير هامشي في سير الاحداث في سوريا.

ان هناك ضروره قصوى لوضع استرتيجيه سياسيه وعسكريه وامنيه جديده للتعامل مع الوضع في سوريا وافرازاته في المستقبل ,وبالسرعه القصوى ,قبل ان تداهمنا الاحداث ونصبح نلهث وراء الحدث ,,فهناك سباق ما بين النظام ومسانديه وما بين المعارضه ومسانديها , فالنظام مستميتا لحسم الموقف العسكري لصالحه ولو بمساعده مباشره من ايران وحزب الله وقبل الانتخابات الامريكيه ، وان المعارضه ومسانديها تبذل اقصى جهدها للصمود وحتى الانتخابات الامريكيه , على امل ان يحدث تغيرا جوهريا في موقف القياده الامريكيه والدول الاوروبيه لدعم المعارضه بالسلاح وبخاصه فيما يتعلق بمقاومة الطائرات والاسلحه المضاده للدروع وغيرها لتحييد عناصر القوه لدى النظام وهي متركزه في الجو والمدفعيه والدبابات..


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
22-10-2012 11:23 AM

بعد سقوط الوحده السوريه المصريه اتخذ مشيل عفلق قراره بالاستيلاء على السلطه وللاسف فقد اعتمد بذلك على الضباط العلويين وبعد ان تمكن من الوصول للقياده بالتعاون مع رفيقه صلاح البيطار ما لبث ان انقلب عليهم ابن الطائفه العلويه صلاح جديد عام 1966 ومجموعه من رفاقه كنورالدين الاتاسي ويوسف زعين وقائد سلاح الجو الطيار حافظ الاسد الذي وجد الطريق معبدا عام 1970 للانقلاب على رفاقه وليودعهم غياهب السجون ويبدأ بتنفيذ مخطط الطائفه العلويه وتحويل سوريا العظيمه لاماره نصيريه وراثيه مدعومه من الصهيونيه العالميه مقابل امن وهدوء جبهه الجولان مع رفع شعارات الممانعه والمقاومه وكل ما يلهب عواطف واحاسيس الشباب العربي المتعطش للوحده العربيه .
وقد عمل حافظ الاسد على تحالفه الوثيق مع الدوله الفارسيه التي تتخذ من الاسلام اسما وغطاءا لها ليصبح منفذا لمخططاتهم والعمل على تاسيس قاعده قويه لهم في جنوب لبنان
واليوم تتعرض سوريا العروبه للدمار وشعبها الطيب للقتل والقمع على ايدي السفاح بشار الاسد ليبقى حكمه للابد
شكرا للاستاذ سليمان النصيرات على تحليله الواقعي والمنطقي على الساحه السوريه

2) تعليق بواسطة :
23-10-2012 12:26 AM

شو بدك تورطنا بحرب سوريا مشان مين دمر الاردن اتقي اللة

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012