بقلم : ابراهيم ارشيد النوايسة
23-10-2012 09:12 AM
نتحدث اليوم بكل حزنٍ وآسى عن عودة الجاهلية الحديثة ، واستغفال الشعب الأردني العظيم من قبل عصابة من المتنفذين في شراء وبيع الأصوات ، فهم يلعبون على وتر حساس وخطير في ضل الضنك المادي الذي ما وصلنا إليه لولا التزوير في فرز برلمانات عاجزة ضعيفة تعمل لمصالح ضيقة وآنية وتعمل بالسر لطمس الحقائق وتزوير فكر المواطن الأردني البسيط ، في تحقيق اجنداتها الخاصة .
كثيراً من المفاهيم الخاطئة التي تسعى رموز الفساد لتروجيها لدى العامة من الناس ، بأن المعارضة الأردنية متمثلة فقط بجبهة العمل الإسلامي التي تنوي الإستحواذ على السلطة ، بل ترسم العنصرية وبأن هذه الحركة الإسلامية ليست أردنية الأصل إنما هي .....
في 5/10/2012م شهد الأردن كرنفالاً حشد له جميع اطياف المعارضة الأردنية ، وحاولت الحُكومات الهشة استخدام الترهيب في حشد مسيرة ولاء وانتماء ، وقمت بالأتصال بكافة الأجهزة الأمنية والتحدث معهم بخطر ما سيجري بل بقيت الأجهزة الأمنية على الحياد وبأنها لن تتدخل بُحجة عدم اتهامها وتكرار سيناريوا دوار الداخلية ، إلا أن بعض الحكماء والعقلاء من الشرفاء في هذا الوطن قد حملوا مدير الأمن العام مسؤولية ما سيحدث ......
المفكرين والحاملين هموم الوطن يقفون الأن عاجزين عن حلول في تغير قانون النواب كون الإرادة الملكية صدرت في حل مجلس النواب ، تزامناً مع الكرنفال وكأنهم الأن ومن خلال ما بثته قناة جوسات بالأمس ينتظرون (مصباح علاء الدين السحري) للخروج من المأزق السياسي في ظل ما تشهده الأقاليم العربية المحيطة بنا من توترات سياسية وعسكرية .
كيف سنستطيع مواجهة التحديات الخارجية، وكيف سيكون الرد الأردني على استشهاد العريف محمد عبدالله المناصير على الحدود الشمالية، وما شاهدنه بالأمس من احباط سلسلة تفجيرات قادمة ايضاً من الحدود الشمالية تستهدف كيان الأردن وجرها إلى ما يجري في سوريا في ظل الفراغ السياسي للإرادة الشعبية في تحديد المصير .
إن بناء المجتمع الداخلي يحتاج إلى التفاني والوعي السياسي وتشمير السواعد واتخاذ القرار السياسي الجريء في توحيد الصف الأردني ونبذ الفاسدين، منعاً لتكرار سيناريوا 1989م، والذي قدم القرار السياسي به تنازلات للحفاظ على تماسك النسيج الوطني ، رغم انتقاد بعض الدول العربية على هذه السياسة إلا أن إرضاء الشعب والشعور بالأمن السياسي والإقتصادي ومكافحة الفساد من خلال مجلس برلمان حقيقي لا يشتري الأصوات ويبعها لسلطة التنفذية ، -أهم بكثير من النظريات الخارجية التي تهدف إلى الرق والعبودية في عالم الثورة الفكرية الحديثة ، والتي لا تنسجم مع الأفكار الجاهلية القديمة .
إن اتخاذ القرار الحاسم من رأس النظام الأردني سيجنب الوطن ما بدا يلوح بالأفق من تداعيات خطيرة جداً على الصعيد الإستراتيجي السياسي .