بقلم : د.عبدالله محمد القضاه
24-10-2012 09:48 AM
من أعظم الأخلاق رفعة العفو عند المقدرة، وهي من صفات الله وأسمائه الحسنى فهو سبحانه؛ العفو القدير، أي؛ يعفو بعد مقدرته على الأخذ بالذنب والعقوبة على المعصية، فالعفو بدون مقدرة قد يكون عجزاً وقهراً , ولكن العفو مع المقدرة والانتقام فلا شك أنه صفة عظيمة لله فيها الكمال , فهو سبحانه يحب العفو , ويحب أن يرى عبده يعفو عن الناس، وقد ربى رسوله على ذلك الخلق العظيم فقال الله لرسوله': خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ' (الأعراف:199)، ويقول سبحانه:' فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ )(الشورى: من الآية40).
نحن في الأردن؛ نحمد الله؛ أن أنعم علينا بقيادة عربية هاشمية ورثت الأخلاق والتسامح كابرا عن كابر، فالهاشميون يسيرون على نهج جدهم المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام الذي قال:' إن الله لما قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي'، رواه البخاري ومسلم، ويروى ان النبي عليه السلام كان نائمًا في ظل شجرة، فإذا برجل من الكفار يهجم عليه، وهو ماسك بسيفه ويوقظه، ويقول: يا محمد، من يمنعك مني. فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم بكل ثبات وهدوء: الله، ' فاضطرب الرجل وارتجف، وسقط السيف من يده، فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم السيف، وقال للرجل:' ومن يمنعك مني؟' فقال الرجل: كن خير آخذ. فعفا النبي صلى الله عليه وسلم عنه. متفق عليه.
ويسجل للهاشميين بأنهم وعلى مدار سنين حكمهم المديد لم ولن تراق قطرة دم لمواطن معارض او سياسي متآمر، ومايزال يستذكر الأردنيون بكل الفخر والإعتزاز سيرة الراحل العظيم الحسين بن طلال عليه رحمة الله؛ وكيف كان يعفو عمن تآمر على حكمه وخان وطنه فلم يأمر بإعدام أي معارض لابل ذهب الى أكثر من العفو بإن قلد المتآمرين مواقع قيادية لمنحهم فرصة العودة الى جادة الصواب!!!.
وفي هذه الأيام المباركة؛ لا أشك للحظة واحدة؛ بإن سيد البلاد الملك عبدالله الثاني حفظه الله وأدام عزه؛ سيحيد قيد انملة عن النهج الهاشمي المبارك؛ وهو القادر بإذن الله أن يعفو عمن أساء اليه شخصيا وتطاول على مقامه السامي؛ ليدخل بذلك الفرحة لقلب أمهات العشرين المعتقلين من نشطاء الحراك الشعبي في الليالي العظيمة عند الله ويجعل بذلك عيد الأردنيين عيدين؛ فالعفو من شيمكم ياسيدي وأجركم على الله!!!.
a.qudah@yahoo.com