بقلم : عواد عايد النواصرة
28-10-2012 01:03 PM
نودّع بكلّ ما تحمل الكلمات من حزن وأسى حبيبنا الكبير حبيب الزيودي ونحتسبه عند الله تعالي، ونسال الله أن يكرم مثواه الأخير. فقد كان بحقّ فارس الكلمة، وصوت الوطن، فقد عرفناه محبّا لوطنه، وعاشقا لترابه، فقد أعطى للحروف وزنها وحوّلها إلى قوافي تخلّد ذكراه، وبقاؤها معنا يخفف فاجعتنا به، فمصابنا فيه جلل وحزننا عليه عظيم، ولكنها إرادة الله تعالي وقدره الذي لا يردّ.
فصاحب الكلمة اليوم مفقود، وغدا سوف تبكيه القصائد وتحزن على فقده القوافي، فمن حقّه أن يرثى فالكلام كثير، ومن حقّه أن يبكى فالدمع وفير، ومن حقّه أن يخلّد في الذّاكرة لسطوعه كشمس في تاريخ وطنه، فما أعياه عن مدحه سقم، وما أشغله عن ترسيخه قانون. فكان سيفا، وفارسا، وقلما، لم يبتغي هذا ولا ذاك، فكان حاضره لقلمه مبتغاه. وماضية في التميّز ذكراه. ولازمته علياء قلمه في كل محفل فخطّت أنامله وأبدعت ، واعتلت هممه عروش الثّقافة، وغزت قلوب العاشقين لإبداعه وتميّزه في كلّ محفل.
فقد أفجعنا خبر وفاته وهو في ريعان العطاء، فكان خبرا صاعقا، خففه علينا ذكراه الطّيبة ووطنيته الممزوجة بنزق التميّز وكبرياء الكلمة، تلك الكلمة التي ستخلّد ذكراه في المدى المنظور وما بعده، وسترفع القبعات عاليا في وداعك يا حبيب، وستبقى الحبيب في قلوبنا، الحبيب لمحبيك، الحبيب لوطنك، فالعزاء للوطن بفقد حبيب. والعزاء لكلّ محبيه، والعزاء لأهله، فله الرّحمة، ولهم من بعده طول البقاء.
عواد النواصرة رئيس ملتقى المزرعة الثقافي. الأغوار الجنوبية
awad_naws@yahoo.com