بقلم : ابراهيم ارشيد النوايسة
31-10-2012 09:38 AM
إلى الذين مُنحو الإبتسامة... وجَعلوها كالعملةِ الصفراء المزيفة غير المحظور التعامل بها .
إلى الذين يصطنعون الود وهم بعيدون عن المودة .... إلى الذين يمجدون أرباب العمل وينسون العمل والعمال .
أقدم هذه الكلمات ولا أهديها رأيت الناس جُلهم أفاعي وذا الشهم منبوذ يعاني ... وإن الصدق في الدنيا شحيح... والكذب في الدنيا صريح... ترى الحُكام يضحكون على المحكومين بالكذب والتسويف ... وترى الرعاة الحفاة يتطاولون في البنيان .
كثرت في هذا الزمان السلبيات وبدأت تتلاشى الإيجابيات فكم من صاحب فكرٍ وقيمٍ وأخلاق نبيلة، يعاني من قلة الفهم أو لا يُسمع له كونه يريد الإصلاح والفلاح ، وترى الحفاة العرى المتفيقهون يخرجون علينا عبر منابر الإعلام وينطبق عليهم قول الحق سبحانه وتعالى ( وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون ) المنافقون الآية (4) .
يخرج علينا المتفيقهون لكي يثبتوا لنا نظرياتهم المهترئة العفنة بأموالهم الملوثة حصاد الفساد ويعتقدون بأننا لا نفهمهم وكأنهم يسوقون قطيع من الغنم ، ولكنهم لا يعلمون بأن حُلمنا عليهم وصبرنا ليس ضعفاً إنما قوة وحكمة ، وبأنهم مكشفون ببرامجهم وخططهم الهادفة إلى التمسك بهم من أجل حفنة شعير .
إن أحرار الأردن الشرفاء في هذا الوطن يرفضون السياسات المبطنة جملةً وتفصيلاً .
نعم آثرنا على البقاء في الشارع، لعدم رغبتنا في الإحتيال والتسويف على هذا الشعب العظيم الحر الذي يفضل الموت جوعاً أو عطشاً ولكنه يرفض السياسات اللئيمة الفئوية الهادفة إلى تمزيق الوطن وتجويعه في المؤامرات أو ما تسمى الإتفاقيات التي عُقدت في الخفاء أو العلن جبراً أو قصراً ، لبقاء الوطن مسلوب الإرادة ، مُسيّس على مبدأ فَرق تسُد، أو جوع كلبك بقولك أمرك يا سيدي .
إني أرى بأنه أن الأوان لهذا البركان الأردني العظيم أن ينفجر على الطواغيت والظلمة المرتزقة الذين عاثوا في الأرض فساداً، ومزقونا إلى أشتات، لا يجمعنا سوى لغة واحدة ولو طبقناها في نفوسنا وبيوتنا ومجتمعنا لخرجنا على العالمين بأفضل ما وصلت إليه القمة الإنسانية، إنها لغة القرآن الكريم معتقداً ومنهجاً وتشريعاً وتنفيذاً .
عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (قال رسول الله يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها، قالوا: أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: بل أنت يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن، قالوا: وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت) . أخرجه أحمد وأبو داود.
ابراهيم ارشيد النوايسة
Abosaif_68@yahoo.com