بقلم : د.مولود عبدالله حسين رقيبات
07-11-2012 10:37 AM
زيارة لافروف لم تحقق شيئا جديدا. بقلم د.مولود رقيبات.
الزيارة الاخيرة التي بدأها وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف الى منطقة الشرق الاوسط يوم الاثنين الماضي مستغلها من القاهرة ثم عمان ورام الله لا يمكن وصفها الا بانها فشل للدبلوماسية الروسية يضاف الى عدة مواقف فشل سابقة خاصة فيما يتعلق بالموضوع الرئيس الذي يقلق الشعوب العربية والقوى الدولية الاخرى والمتمثل بالازمة السورية، والحلول الممكنة للخروج من الازمة . ففي القاهرة التي بدأ راس الدبلوماسية الروسية زيارته منها التقى فيها بالاضافة الى الرئيس المصري وكبار المسؤولين المصريين ،الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي والمبعوث الاممي والعربي الى سوريا الاخضر الابراهيمي وبحث معهما الازمة السورية من وجهة نظر النظام السوري ،حيث سمعنا وشاهدنا تصريحات سيرغي لافروف من القاهرة تخوض في عموميات الحديث عن الازمة ،ويراوغ الموقف الروسي مكانه ،اذ لا تغيير في سياسة روسيا من الازمة ،وكما اكد العربي في المؤتمر الصحفي المشترك بانه تم الحديث حول كل شيء ولكن لم يتم الاتفاق على شيء محدد بخصوص الازمة السورية. وفي ذلك اشارة واضخة ان الوزير الروسي لم يحمل في جعبته الى الشعوب العربية اي جديد او مبادرة لوقف نزيف الدم الذي يؤكد لافروف كلاميا على ضرورة وقفه، دون اتخاذ الخطوات الضرورية لذلك، واكتفى باتهام بعض الدول بدعمها للمنظمات المسلحة في سوريا للاستمرار في الحرب حتى النصر، ويكون بذلك عبر من جديد عن الموقف الروسي الرسمي منذ بداية الازمة والمنحاز علنا الى جانب الابقاء على نظام بشار الاسد والدعوة لاجراء مفاوضات مع هذا النظام وهو ما يرفضه السوريون انفسهم. من هنا نستطيع القول بان الزيارة عبرت وبوضوح عن فشل الدبلوماسية الروسية بتقديم اي جديد وهي تخطب ود وصداقة الشعوب العربية وقياداتها، وارتضت بالاسد بديلا عن الوطن العربي كله، وهي بذلك لن تلقى الترحيب العربي بعد رحيل الاسد الحتمي. عاد لافروف ليؤكد على اهمية اعلان جنيف الصادر في الثلاثين من يونيو الماضي الداعي لوقف العنف ولكنه بدل الضغط على النظام كي يسحب قواته من المدن والالتزام بوقف العمليات العسكرية والاعتقالات وتشريد الملايين راح يطالب الدول العربية بالضغط على المقاومة لوقف العنف وكأنما لدى المقاومة طائرات الميغ والسوخوي والدبابات والراجمات والكاتيوشا ،وبنفس الوقت يبرر صفقات توريد السلاح الى النظام السوري بانها تندرج ضمن عقود قديمة ،فاين المنطق السياسي؟يدعون لوقف القتال والعنف ويوردون السلاح بكافة صنوفه واشكاله للنظام ويطالبون العودة الى جنيف؟ والاغرب من ذلك تصريح لافروف من العاصمة الاردنية عمان خلال المؤتمر الصحفي اليوم مع وزير الخارجية ناصر جودة والذي اكد فيه بان من يريد تغيير نظام الاسد انما يريد اكمال حمام الدم في سوريا وبذلك يقدم اعترافا صريحا بان حمام دم يجري في سوريا ولم تتورع بلاده بتوريد الحطب والوقود لهذه النار المستعرة منذ عشرين شهرا تقريبا، مع المطالبة باجراء حوار مع هذا النظام وكانما تناسى الوزير ان الشعب السوري يرفض الجلوس مع هذا النظام واركانه وفي مقدمتهم بشار الاسد. فكيف يجلس السوريون الى طاولة بشار بعد ان قتل اكثر من خمسة وثلاثين الف انسان من شيوخ واطفال ونساء، وشرد الملايين الى مخيمات في دول الجوار ،واعتقل مئات الالاف يعذبهم بالسجون ،واغتصبت شبيحته الاف الحواري السوريات ،فهل بعد هذا كله ياتي لافروف يطالب السوريون بالتصالح مع هذا النظام وينسى ما ارتكب بحق شعبه؟. ومن هنا يحكم على الزيارة بالفشل وعدم اصلاح ما افسد على مدى السنتين الماضيتين في علاقات روسيا بالعرب مع التاكيد على احتفاظ الاردن بعلاقات جيدة مع القيادة الروسية ولكن الوزير الروسي استمع من الاردنيين الى شرح عن المعاناة التي يواجهها الاردن بسبب اللاجئين من سوريا ،الهاربين بارواحهم طلبا للحياة وما تشكله هذه الهجرة من ازمات على الاقتصاد الوطني الاردني فماذا سيكون موقف روسيا من ذلك؟.
اتفق مع روسيا الدولة التاريخية واختلف مع لافروف وسياساته ودبلوماسيته لان الوضع في سوريا لن يحل بالحوار ولا بالتفاوض مع نظام قاتل ،بل بالتخلص من هذا النظام، وان اراد الروس صداقة العرب عليهم ان يضحوا بحليف شكلي ضعيف يتهاوى والتمسك بالشعوب العربية واولها السوري العظيم.