أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


هل تقصد الحكومة أن ينادي الشعب بإسقاط النظام؟

بقلم : محمد سلمان القضاة
15-11-2012 09:31 AM
يا دكتور عبد الله النسور، أنتم ترأسون حكومة غير منتخبة، بمعنى أن الشعب الأردني لم ينتخبكم لتتولوا زمام أموره، وأما ما يهم الشعب الأردني الكريم، والذي طالما نعتناه بالشعب الكاظم الغيض والصابر على المر والقابض على الجمر، وذلك في هذه الأوقات العصيبة، فهو ما يتعلق بقوت يومه وقوت عياله، وأنتم يا نسور، يبدو أنكم اقتربتم من المحظور، ورفعتم الأسعار و'شعللتموها'غير آبهين بأن هذا الشعب قد يثور!

واليوم يا صديقنا يا نسور نقول لكم إنه قد انكشف المستور، وها هو الشعب الأردني لم يعد يقدر على كظم مزيد من الغيض ولا هو بقادر على الصبر أكثر على المر وعلى مسببات المر، ولا هو بقادر على المضي بالقبض على الجمر، فأنتم بدأتم باللعب بالنار مع هذا الشعب المحتار، ولكن الشعب اليوم بدأ يشق طريقة نحو الحرية، وبدأت خيله الغاضبة تثير النقع والغبار.

إنها الخيل يا نسور، قادمة إليكم في الدوار الرابع، على شكل احتجاجات جماهيرية حاشدة غاضبة يوم الجمعة القادم، ولعمرنا إن المرء ليحتار بشأن ماذا يطلق على الجمعة القادمة من مسمى، أيدعوها جمعة الإنذار أم جمعة الثورة على الفاسدين الأشرار أم جمعة 'وين الربع وين' أم جمعة 'جايينكو عدّوار'، والمقصد الدوار الرابع هذه المرة وليس دوار الداخلية، فإلى أين يا نسور سيكون الفرار؟!

إسطوانة الغاز بعشرة دنانير يا حكومة يا مفترية، والأسعار صارت نار، وأمامكم سؤال كبير: ترى كيف ارتفعت المديونية من ستة مليارات دولار في عهد الملك الراحل إلى قرابة 22 مليارا في الوقت الراهن؟ فهل يا ترى تقامرون بميزانية الشعب الذي لم يعد قادرا على كظم الغيض؟ أم أنكم تقامرون بمقدرات الشعب الذي لم يعد قادرا على الصبر على المر فترة أطول؟ أم أنكم تقامرون بمقدرات الوطن والمواطن على حد سواء؟

يا رئيس الحكومة غير المنتخبة، إذا لم تقوموا بالتراجع السريع عن قراراتكم الهوجاء المتعجلة بشأن رفعكم أسعار قوت الناس، فإن 'الفأس قد تقع في الرأس'، وعندئذ فلا تستطيع أي قوة إيقاف الطوفان، ولعمرنا وكأن حكومتكم غير المنتخبة تدعو الشعب بشكل غير مباشر إلى الثورة العارمة التي لا تبقي ولا تذر!

يا نسور، ليس عيبا أن تتراجعوا عن قراراتكم غير المدروسة، فاسحبوها قبل الجمعة القادمة، اسحبوها قبل ان يجف حبرها وقبل أن ينتشر خبرها، فتالله إن حكومة الظل التي نتشرف برئاستها لتستشعر أن النار تكاد تشتعل في الهشيم الأردني، وهي ترى أن في 'الجو غيمة'، وهي غيمة كبيرة هذه المرة، تثير الرعد والبرق والمطر!

وانظر يا نسور، فهذه بعض المؤشرات على عدم اتصاف قراراتكم المتعلقة برفع الأسعار بالحكمة: فهي تأتي في ظل فقر مدقع تعانيه الغالبية العظمى من الشعب الأردني الكريم، وهي تأتي في فترة تنذر فيها الحرب الأهلية في سوريا بتطاير الشرر في كل الاتجاهات، وهي تأتي في ظل العديد من الأزمات التي يعانيها الوطن الأردني الغالي على قلوب الجميع، وهي تأتي في ظل أزمة قانون الصوت الانتخابي الواحد، وهي تأتي في ظل مقاطعة شريحة كبيرة للانتخابات، وهي أدت بالكثيرين إلى حرق بطاقاتهم الانتخابية مسبقا واحتجاجا وغضبا.

يا دكتور عبد الله النسور: هل تعرفون ماذا يعني رفعكم لسعر أسطوانة الغاز إلى عشرة دنانير؟ وهل تدركون قيمة أسطوانة الغاز بالنسبة للمواطن الفقير المعدم الغلبان؟ وهل تعلمون أن المواطنين يقومون بهزهزة أسطوانة الغاز عندما تقترب من الانتهاء، بل ويقومون بتعريضها للحرارة من أجل الحصول على آخر قطرة غاز فيها؟!

يا نسور أجيبوا بصراحة: هل تقصدون من وراء رفعكم للأسعار في هذا التوقيت الحرج والحساس أن يقوم الشعب بالثورة الحمراء وأن ينادي بإسقاط النظام؟!

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
16-11-2012 11:19 AM

نعتذر

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012