أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


تداعيات قرار الرئيس د.عبدالله النسور

بقلم : ناصر الخزاعله
17-11-2012 09:52 AM

اغضب فإن الله لم يخلق شعوباً تستكين اغضب فإن الأرض تـُحنى رأسها للغاضبين هذا ما بدأت فيه مقالي السابق غضب الاغلبية الصامتة والذي توقعت فيه خروج الاغلبية بعدما اخذ دولة رئيس الوزراء يمهد بتصريحاته عن النية لرفع الاسعار واتخذت اربعة محاور للحديث
والمحور الاول:-
اتخاذ دولته قراره برفع الدعم عن المحروقات بنسب يعلمها الجميع ووضع حسبة رياضية لدعم المواطن ،حسب سعر اسطوانة الغاز والبنزين اوكتان90 والسولار والكاز، بمبلغ مقداره 19 قرش للفرد من الشريحة المستحقة واعلن انه استثنى الاغنياء من الدعم وهم قلة قليلة ستأخذ قيمة فاتورتها من جيوب المواطنين بحكم ان اغلبيتهم تجار او اصحاب استثمارات مختلفة ، ولم يحسب دولته تداعيات الرفع على باقي متطلبات المواطن ،حيث سترتفع اجرة النقل بجميع اشكالها ركابا وشحنا للبضائع وغيرها وكذلك ارتفاع اسعار كل السلع غذائية وانشائية ودوائية .
وتطرق بحديثه عن العمالة الوافدة والوافدين وعن قيمة ما تستفيد منه الخزينة جراء ذلك ، وكنا نأمل منه منع العمالة الوافدة بالعمل في القطاعات التي يستطيع الشباب الاردني القيام بها ،وهو لم يحسب ان العمالة الوافدة والتي ستطلب زيادة من جيب المواطن للمحافظة على ما يوفره بل سيطلب اكثر مما كان يحصله من قبل ليرسله لبلده بالعملة الصعبة والتي تستنزف الخزينة ونسي ان معدل البطالة لدى الشباب والشابات ترتفع كل يوم وهذا يفجر ازمة اجتماعية يترتب عليها تفكك اجتماعي لنصل الى ازمة اخلاقية من انتشار السرقة والنصب والاحتيال وانحطاط اخلاقي .
المحور الثاني :-
فيتمثل بالمخرجات عن القرارات الغير مسؤولة سيحدث ركود اقتصادي يشل حركة الوطن بكل مرافقة وهنا يسبب خسارة كبرى في التجارة والزراعة والصناعة وسيستدعي رفع رسوم التعليم، في الجامعات والكليات والمدارس الخاصة ،وكذلك القطاع الصحي فسترتفع فاتورة المعالجة والعلاج والاقامة في المستشفيات والمراكز والعيادات الخاصة ، هذا ولن يكتفي بالرفع المعلن فستزيد ان عاجلا او لوقت قريب فاتورة الكهرباء والمياه وسيليها رفع ثمن رغيف الخبز ،وهذا واقع لامحالة لان الوطن مرتهن لتنفيذ اوامر صندوق النقد الدولي ونادي باريس وغيرها وهن اشبه بجهنم والعياذ بالله عندما يلقى بها من تسلم كتابه بشماله، وتقول هل من مزيد ، وهنا تصبح جميع مرافق الحياة الضرورية لعيش المواطن بمأكله وملبسه وغذائه ودوائه وسكنه سيرتفع وسيثقل كاهله ولن يستطيع مقاومة هذا الغول القاتل والمخيف امام دخل لا يكفيه قبل رفع الاسعار او تحرير الدعم عن النفط كما يحلو لحكومتنا الرشيدة والتي حاولت استغفال المواطن الاردني من خلال طلة دولته على شاشات التلفزة شارحا نظريته التي سماها الحراكيين الاذكياء أينشتاين نسور او العكس وحصرها بعدة دنانير وكأنها لن تفرخ غلاء في جميع متطلبات المواطن الضرورية اليومية وفي هذا المحور بينا الاثر الاقتصادي التي ترتب على هذه القرارات وكذلك الاثار الاجتماعية والصحية والتعليمية والقائمة تطول
المحور الثالث :-
وهو السياسي فقد خلق ازمة سياسية داخلية حيث الوطن مقبل على انتخابات نيابية وهنا المواطن الذي حورب بقوته وملبسه ومسكنه والكثير من المتطلبات اصبح غير معني بجلب مجلس نيابي مكرر لمجلس 111 ومجلس المشاجرات بالأحذية وغيرها من الفضائح التي ارتكبها بعض النواب الذين جاءوا بالتزوير، في ظل الصوت الواحد المرفوض شعبيا باستثناء من وضعوه وهم قلة قليلة متنفذة ومنتفعة مصت دماء الاردنيين والشعب فقد ثقته بهم اما على المستوى الخارجي وامام الدول الديمقراطية والتي تطلب من دول العالم الثالث بانتهاج الديموقراطية والاصلاح السياسي سيكون موقف الدولة محرجا وسيترتب عليه مواقف تزيد الامور سوءا على سوء .وما مقالات الصحف الغربية والامريكية التي تتحدث عن ان النظام غير جاد بالإصلاح ومنها جريدة الغارديان.
وبخصوص دول الجوار فقد هاجم الشقيقة مصر ورئيسها علنا وبنقد لاذع لمرجعية الرئيس المصري من خلال انتقاد الاخوان المسلمين المصريين بدون ادنى اعتبار للمخاطبات الدبلوماسية ،وكلنا يعرف ثقل الدولة المصرية واهميتها !واستدار للعربية السعودية وقطر ولمح لضغوطاتها وكذلك دول مجلس التعاون وسوريا وامريكا والرجل اخذ يشرق ويغرب ،مع اعتذاري الشديد للكلمة التي سأوردها وكأنه تلميذ في السياسة ، ما هكذا تورد الابل دولتكم .ولا يصح ان ننبش عش الدبابير لتلسعنا من كل جانب وكان لتصريحاته وللإعلام الغير ناضج الذي تشرف عليه الحكومة اكبر الاثر على الاعتداء على اخواننا من المواطنين السعوديين الذي اعتدي عليهم بالأمس
المحور الرابع :-
وهو تمسكه بالقرار وعناده امام هبة شعبية كزلزال أو براكان الغضب الشعبي الذي اخرج الاغلبية الصامتة ولأول مرة بتاريخ الاردن للشارع منددة ومستنكرة اطلقت شعارات تجاوزت الخطوط الحمراء التي تحلو للبعض تسميتها وخرقت كل السقوف ، وهنا نقول ان اركان الدولة تهتز ان اصر على مواقفه واعترف هو بنفسه حين اصر على صحة قراراته الا انه اردف قائلا ان تسويقها كان خطأ! وهنا اسأل دولته هل كنت متوقعا ان يسوق قراراتك الاخوان المسلمين او احزاب المعارضة او قناة الجزيرة والعربية وغيرها ؟ ام ان عندك تلفزيون حكومي ولا اقول عليه اردني لأنه في حين كان الوطن يشتعل من الى اقصاه الى ادناه كان يبث برامج هزيلة من مثل المسلسل الكوري المدبلج ولسان حاله يقول الطخ عندنا والعرس عند الجيران ، لكنهم افلسوا ولم يستطيعوا تسويق قرارات وحلول خاطئة
ومن هنا اناشد المواطنين الاردنيين ان يستمروا بحراكهم السلمي وان لا يكسروا عود من شجرة ولا يرموا ورقة في شارع وان يحموا المؤسسات والدوائر الحكومية والخاصة وممتلكات المواطنين وان لا يقاوموا رجال الاجهزة الامنية حتى ولو اعتدوا عليهم بالضرب ، وأن يطردوا اي عابث يحاول الاندساس بينهم ليسيء للحراك الحضاري الذي انتهجوه منذ عامين حفاضا على كرامة الوطن وكرامتهم
لنبين للعالم اننا طلاب حق وان الاردنيون جاهزون لتطبيق الديموقراطية ونتقن حكم انفسنا وان الشعب مصدر السلطات . وان نزيل الغشاوة التي صنعتها أيدي عابثة عمدت على وصف الحراك الشعبي بالمخرب وشتى الاوصاف التي ذكرها عطوفة مدير الامن العام بمؤتمره الصحفي ،ومن هنا لا نبرئ الحكومة وبعض المتنفذين ممن كانوا وراء المخربين والذين اطلقوا النار والأعمال الهمجية التي حدثت وهي غريبة على الشعب الاردني العظيم ، نعم لن نبرئهم حتى يأتوا بدليل واضح عن هؤلاء المجرمين بتحقيقات تتميز بالموضوعية والشفافية والمصداقية ،ونطالب القضاء بإيقاع اقسى العقولات بحقهم .
عاش الاردن حرا عربيا يحكمه ابناءه بمنتهى الديمقراطية
وليخسأ الخاسئون والله اكبر

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012