أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


تموت الحرة جوعا ولا تأكل بثدييها

بقلم : طايل البشابشة
18-11-2012 10:03 AM
منذ عامين تقريبا أو أكثر وأحرار الأردن في الشوارع بحراكهم الشريف ومسيراتهم واعتصاماتهم أوبأقلامهم
الحرة على صفحات المواقع الألكترونية الوطنية ,أو بالندوات الحوارية على شاشات الفضائيات يطالبون
بالإصلاح ومحاربة الفساد الذي استفحل ونمى وغدا غولا يهدد الوطن إقتصادا وهوية ,بعد تضخم الدين العام
والعجز المهول في ميزانية الدولة,حيث دفع البعض منهم الثمن غاليا بعد أن اعتقل وضرب وأهين بل تعذب على
يد أبناء جلدته من بعض العتاولة والجهلاء من رجال الأمن العام والبلطجية شذاذ الآفاق ممن أسموا أنفسهم
بالموالاة,إلا ان ذلك للأسف لم يحقق إلا النزر اليسير من إ صلاحات لاتذكر وبقي الفاسدين في مواقعهم وكأنهم
يمدون ألسنتهم إستخفافا وسخرية من المطالبين بالقبض عليهم ,رغم تغير الحكومات ورؤسائها الذي لم يجرؤ
أحدهم بالتعرض لهم وإحالتهم للقضاء.
كل هذه التضحيات التي قدمها أحرار الأردن وتحذيراتهم من أن بقاء الحال كما هو عليه سيودي بالوطن الى
التهلكة ,ورغم أن بوادر ذلك بدت من فترة ليست بالقصيرة وذلك بإنفلات الأمن وقلة هيبة الدولة وانعدام
الولاء للوطن الذي خطفه الفاسدون ,فكان أن كفر بعضهم بذلك الوطن الذي أختزل (بضم الألف) بالنظام
الذي إحتضن الفساد وترعرع ونمى واحتمى تحت جناحيه,فتحالف مع من لايريد خيرا لهذا الوطن ولا هم له
إلا الوصول للسلطة فاختار فسطاطهم بعد أن انخدع بطرحهم الذي يخفي ما يخفيه من أجندة تحت ستار الدين والديمقراطية.
ما شاهدناه في الأيام التي مضت من ردود فعل من شعبنا الأردني من مسيرات وتجمعات ,ردا على قنبلة رفع
الأسعار النفطية التي فجرها دولة رئيس الوزراء عبدالله النسور وحكومته(ممسحة الزفر)التي ورثت واقعا و
إقتصاد ا مريعا بالغ الخطورة كما أوضح دولته,بعد أن أعطى خياران أحلاهما مر فإما إفلاس الدولة وانهيارها
أو أن يتحمل المواطن وزر ما سرق ونهب الفاسدون من أموال الوطن ومقدراته وسوء إدارة من كان في سدة
المسؤلية وصنع القرار.
ولأن الأردني جمل المحامل وحمال الأسية,خرج كعادته محتجا ورافضا لهذا الإجراء بمسيرات عودنا عليها
خلال العامين الماضيين لاتتجاوزالهتاف والتنديد لعل وعسى ان يدرك المسؤول خطورة الوضع والتوقيت
فيعدل او يؤجل ما سبب هذا الزلزال ,وخصوصا أن الدولة لم تقنع المواطن بخطوات كان يجب إتخاذها كالقبض
على الفاسدين الذين تسببوا بما هو فيه, فكان الشعار المطروح والمعلن أن المواطن لن يدفع من جيبه وقوت
عياله لإصلاح ما تسبب به من سلب ونهب وما زال حرا طليقا.
لكن قلة من الحمقى أوالحاقدين الذين لايريدون خيرا لهذا الوطن وشعبه ,تسللوا واندسوا في هذه المسيرات
والإحتجاجات مستغلين غضب الشعب فأمعنوا حرقا وتكسيرا ونهبا للممتلكات العامة وعلى رأسها بعض
المقرات الأمنية عرين الرجال الذين هم العين الساهرة التي لاتنام ألتي توفر الأمن والأمان للمواطن والوطن.
يستحيل أن يكون أردنيا منتميا لهذا التراب من قام بهذا الفعل الشائن ,يستحيل أن يكون جسده النتن قد نما
وترعرع على هذه الأرض التي لم تبخل عليه يوما ,بمائها وهوائها وخيرها ،قد يكون جاهلا أومختلا أولنقل
جائعا فقيرا معدما(مع أن الكلاب شبعانة خبز)أيبرر له ذلك أن يهدم ما بناه الأجداد والآباء بعشرات السنين بالمال الذي دفعوه من قوتهم وقوت عيالهم..؟ تموت الحرة جوعا ولا تأكل بثدييها ,مقولة أقولها لهؤلاء الحمقى ولأني افترض أنهم قلة من الشباب الباطل العاطل الذي يفتقر للوعي ولم يتربى على الوطنية والوفاء لبلده,بسبب المنهاج المدرسي الذي قصر في زرع الإنتماء للأرض ,واكتفى بإعلام التطبيل والتزمير الذي اختزل الوطن بأشخاص بعد أن جند لذلك العديد من الفضائيات والإذاعات المأجورة, فكانت جل ثقافته التي اكتسبها منها ومن النت والشات والبرامج الهابطة التي زرعت الشر في نفسه فانعكس ذلك على سلوكه الشائن بعد أن جاءته الفرصة فاغتنمها مترجما كل الحقد والكراهية التي يضمرها للمجتمع ككل , و لو أنه تربى واطلع على تاريخ أجداده ومجتمعه الفلاحي الزراعي وما عاناه من بعض سنين القحط والجفاف والجوع ,لكنه بقي صامدا وفيا لهذه الأرض وأمينا عليها ولم يفرط بذرة من ترابها الطهور لما فعل فعلته .
كلمة أخيرة أقولها لك أيها الأردني الشهم الغيور على هذا الحمى,الوطن أمانة في عنقك تسلمتها من الآباء
والأجداد فحافظ عليها لتسلمها لأبنائك,إذا كان من هو في سدة الحكم والمسؤولية غير مستعد لتقديم تنازلات
وإصلاحات والقبض على الفاسدين فلا تدع ذلك مبررا بأن تساهم في تدمير هذه الأمانة ,لأنك الخاسر الوحيد
أنت وأبنائك أما الفاسدون فطائراتهم وأرصدتهم التي سرقوها بإنتظارهم ,فكن على قدر المسئولية لإن المؤامرة
على هذا البلد قد أصبحت قاب قوسين أو أدنى من إكتمال مراحلها ولعل تعليق الناطق الأمريكي على أحداث
الأردن بقوله (إن الأردنيين متعطشون للتغيير)إلا خير دليل على أن الضوء الأخضر قد أعطي لبداية النهاية
ويأتي قول كلينتون بعد ذلك بيوم للملك (إن رفع الأسعار قرار مؤلم لكن لابد من ذلك)فأمريكا كما حدث سنة
70عندما قالوا للملك حسين يرحمه الله أنهم مع الجواد الرابح..يعني أن المتغطي بلحاف أمريكا بردان ولا
يمكن إستبعاد أنها هي من أعطت الأوامر لحلفائها بأن يوقفوا الدعم عن الأردن.
يعني ببساطة يجب أن نقلع شوكنا بأيدينا ولا نركن على الآخرين فكلامي لكم تذكرة فتفكروا يا اولي الألباب.
نسأل الله عز وجل أن يكلأ الأردن برحمته ويحفظه عزيزا غير مهان بعد أن أهانه من خان الأمانه وجعله دولة
متسولة تستجدي عون الآخرين إنه السميع المجيب.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
18-11-2012 05:54 PM

السيد طايل البشابشه حفظه الله ورعاه
اتابع مقالاتك وتعليقاتك باستمرار واعجب واتأثر كثيرا بطرحك وبالمستوى الفكري والثقافي و المخزون الوطني الصادق لديك،
مشكلة الوطن سياسيه واقتصادية واجتماعية ، مشكلة المواطن الاردني البسيط الذي يشكل 80% من عدد السكان مشكلته الكبرى اقتصادية اولا واولا واولا ، ثم تأتي الحرية والعدالة والديمقراطية ، بمجرد الاقتراب من قوته الى حد لا سيتطيع تأمين لقمة الخبز لاسرته يثور ، ولن تقف بطريقة اي قوة رادعة ،
في عصر عمر بن الخطاب رضى الله عنه كان هناك مايسمى عام الرماد جوع وقحط مر على البلاد ، لكن شعبه لم يثور علية ، لان الجوع على الكل فان كان استحقاق الفرد تمرة كان استحقاق عمر نصفها ، لكن المفارقة ايضا ان الخليفة عمر لم يقم الحد على السارق في هذا العام مع انه تعدى على لقمة غيره ، فهل اخطأ ام اصاب الخليفة عمر ؟؟؟ هناك من قال اقامة الحد كانت واجبة لانه استبق نفسه بحق غيره ، وهناك من قال شدة الجوع تقتضي تعطيل الحد من باب حفظ النفس فهي مقدمة على السرقة . تصور كم كان عادلا عمر في حكمه ، إلا انه تشكل في عصره فريقان فريق معارض وفريق موافق !!
انت ماذا تقول ؟؟
طبعا شتان ما بين حكم عمر بن الخطاب رضي اللة عنه وبين الحكم بعصرنا ، انت وانا نتفق على ان 90% من
موظفي اي قطاع حكومي او خاص كانوا على علم بان مديرهم يسرق ويستغل منصبة ويعين الاقرباء والمعارف ويوصل فلان ويسحق فلان وفي نفس الوقت الجميع ساكت ، لماذا السبب خوفا على الوطيفة فهي مورد رزقة الكافي لاطعام اولاده ، اي بمعني ليسرق كل المؤسسة ما دام الراتب يقبض فلا احد سائل ، هذا نموذج اخر، قد يعين مدير لدائره من قبل بتوصية من فوق !! وهو لا يفقه شىء ويلقي المديح والتبجيل لقراراته فيصدق نفسة وتنهار دائرته بقراراته التافه . هاكذا صنعنا نحن الفاسدين ، على مراحل طويلة ، فابن الفاسد استقى الفساد من والده وطوره واصبح الفساد مهنة تلقن وتورث و تدرس وتتطور و تتخرج من جامعت غربية .
القاعدة الشعبية ممهدة والفاسد ذكاؤه ينصب بسرقة اموال الشعب بعد ان سخر القانون و تلاعب عليه ،
محاكمة الفاسد بالقضايا الدسمة تتطلب تنازلات من مسؤولينا وحراكنا واحزابنا اول هذه التنازلات الاعتراف
بان ذكاؤه اوسع وضميره مرهون او ميت ، اقتنص واستغل وورط غيره ثم هبش وهرب مستحقاتة لخارج البلاد . صدقني لا محاكمه ولا بقانون من اين لك هذا ولا قانون اشهار الذمة تستطيع ان ترغمه على اعادة ما سرق .
المسألة بحاجة الى اعادة تقيم وبناء من الاساس بالعقل والوعي والمنطق وحب الخير للوطن وليس للنفس والشخوص

2) تعليق بواسطة :
18-11-2012 08:11 PM

السيد طايل البشابشة.....
تحية طيبة و بعد. اشكرك على مقالك الرائع الذي يجمع ما بين قوة اللغة و عمق الثقافة و الفكر الاردني الأصيل.
اتمنى منك مواصلة الكتابه و نحن لك متابعون.

3) تعليق بواسطة :
18-11-2012 09:55 PM

أخي الأستاذ عمر ...تحية واحتراما
بكل الحب و العاطفة الوطنية الصادقة قرأت تعليقك الكريم على مقالي الذي استلهمته من الألم الذي اجزم انك تشاركني اياة مع اشقائنا الاردنيين الاحرار لما وصل اليه حال وطننا الذي نحب ونعشق.
ايضا انا اتابع تعليقاتك العديدة على
عدة مقالات في هذا الموقع الذي جمع بين قلوب وميول الكثير من المثقفين الاردنيين
فبتنا نعرف بعضنا دون ان نلتقي.
شكرا لك على الإطراء وعلى الشعور الطيب
الذي يجمعنا وهو حب وعشق هذا التراب
الغالي ..كيف لا وهو مثوى الأجداد ومسكن
الروح للأولاد والأحفاد.

أما اخي ابن الوطن ..فيكفيه فخرا انه
اختار هذا الأسم وهذا يعني انه شقيق لكل فرد بهذا الوطن فكلنا ابنائه .
شكرا لإطرائك وتواصلك.

4) تعليق بواسطة :
19-11-2012 07:49 PM

اخي الكانب المحتر:
كم اتمنى ان يستقي منك بعضا من كتاب الصحف ) المشهورين ) وممن يتقاضون مبالغ ليست بالقليلة على كتاباتهم السطحية والتي لاتحاكي جوهر القضايا والاحاسيس الصادقة للشارع الاردني المتمثل بك وباخرين طيبين من امثالك يضعون الوطن في مهجهم وقلوبهم ولا يبتغون غير امنه وسلامته. لك الشكر وحماك وامثالك الطيبين من كل مكروه وحمى هذا الحمى الذي بدونه لا حياة ولا كرامة لنا . فالاردني عاش مغموسا بالعزة والكرامة.

5) تعليق بواسطة :
19-11-2012 10:23 PM

انت حر وابن حره يا استاذ طايل ويشهد الله انك من الوطنيين الاحرار الذين نفخر بهم ونتباهى بوجود امثالهم بوطننا الغالي .. بوركت على هذا المقال الرائع فوالله انك طرزت مافي صدورنا بما كتبته .. حفظك الله ورعاك واكثر من امثالك .. حمى الله الاردن وجميع دولنا العربية والاسلامية وجنبها كل الفتن ما ظهر منها وما بطن ...

6) تعليق بواسطة :
20-11-2012 01:14 AM

الاستاذ المحترم الأردني الصادق وحتى النخاع أرفع لمقالك الرائع جميع القبعات وأقف وقفة احترام وتقدير للحس الوطني عندك وعند كل اردني غيور على تراب الوطن وتبرها الثمين .أضم صوتي لصوتك بأنه تحتم علينا في هذه المرحلة الحرجة نتكاتف ونتعاضد ونلملم ما تبقى من أشلائنا المتخمة بالجراح ونحافظ على هويتنا و أردننا الغالي الذي رواه الاجداد بالعرق والدم لئلا نتشرذم ونعاني الأمرين الضياع والاستعباد ونصبح لقمة سائغة في أفواه الفاسدين والمتعطشين لسقوط رايتنا الخفاقة التي تأبى أن تنكس وتجوع ولا تأكل بثدييها ، تحية لكل وأردني شهم ولكل النشامى أمثالك يذودون عن تراب الوطن ولو بكلمة حرة ونزف صادق من الحبر ، قلوبنا تعتصر ألما عما ألم بدارنا الرحبة المضيافة من دمار وخراب. ونبتهل إلى الله. ونناشد الأردنيين الأحرار بهبة الوعي والحفاظ على مقدراتنا و مؤسساتنا فهي لنا رغم أنف الحاقدين.
أستاذي طايل البشابشة الكريم تحية إكبار وتقدير لحسك الوطني المرهف ولأفقك الرحب وفكرك اليقظ و وعيك النادر وأكثر الله من أمثالك لكي يبقى الأردن وطن عز وفخار ودمت قلما حرا نشميا أردنيا تأبى الانكسار.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012