أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


وصفي الـعـروبي

بقلم : محمد الأصغر محاسنه
29-11-2012 10:32 AM
الحديث عن الشهيد وصفي التل له شجون والحديث عن شخصية مثل وصفي التل غير الشخصيات أو كلها على الإطلاق، فاللذين عاشوا بالقرب منه يشهدون له بذلك وبشخصيته المميزة فوصفي صاحب القيم النبيلة وصاحب الأخلاق.. وهو صاحب الفقراء عندما كان يحثهم على الزراعة من الغور إلى الصحراء وصفي الشخصية الأردنية النادرة في كل ما تحمل وتجمع من الذكاء والشهامة والكرم، والخضوع لأدنى الناس، والسؤال عن أحوالهم عندما كان في موقع المسؤليه.
عندما كان يدرس في مدرسة السلط الثانوية كان من أوائل الطلبة المتميزين، فبعث إلى الجامعة الأمريكية ببيروت ليدرس الفلسفة والسياسة والاقتصاد، في زمن كانت التيارات القومية في أوج ازدهارها، وكانت الجامعة آنذاك تضم مجموعة كبيرة من الطلاب العرب، مما وفر بيئة ساهمت في صياغة طموحاته، فاتفق مع مجموعة من الطلاب في الانخراط في الجيش البريطاني، لإيمانه بان الملحمة لا محالة مع الصهاينة، فتعرف وقتها على الصحراء مما أدى إلى معرفته في الشؤون العسكرية، فشارك في حروب لبنان وفلسطين من عام 1948-1949.
وصفي الذي لا يحتاج في النهاية إلى مديح ولا شهادات الآخرين لإنصافه، كيف لا وهو ابن المدرسة القومية بلا منازع، وقد آمن بتطبيق الأفكار وتحويلها إلى واقع. وهو الذي قاتل على ارض لبنان وفلسطين إلى جاتب صفوف جيش الإنقاذ، فقد كان يسعي دائما من أجل قضية واحدة لا غير، هي قضية فلسطين وآمن بان الجهد الأردني لا يكتمل إلا بالجهد الفلسطيني لأنهما في النهاية مكملان لبعضهما، لقد كان دائما يخاف على أن أي تكتل سياسي يهدف إلى فصل الضفة الغربية عن الشرقية هو تهويد لفلسطين.. كان لوصفي موقفا وا ضحاوصريحا ومباشرا بإصراره على عدم دخول الأردن من حرب حزيران مهما كانت الأسباب ومهما كانت المبررات والدوافع فالظروف والمعطيات السياسية والعسكرية للدول العربية آنذاك كانت تؤكد بوقوع الهزيمة. وعلاوة على ذلك وبالنسبة للأردن ستكون الكارثة باحتلال الضفة الغربية والقدس العربية. ، كان وصفي ، ثائراً منفعلاً عصبي المزاج ، ولقد كان آنذاك رئيساً للديوان الملكي ، وكان يردد باستمرار: أن الخطر الداهم يزحف نحو أمتنا العربية وأن الهزيمة قادمة وأن الكارثة مقبلة على الأردن ، ولا سبيل لدفع كل ذلك عن الأردن إلا بعدم دخول الحرب. وكان يقول: \'إذا دخلنا الحرب ، فإن الهزيمة والكارثة محققه..
فهم وصفي القطرية الحقيقية وفسرها باعتبارها الخطوة الأولى والأساسية لبناء الدولة العربية مثلما هي الطريق السليم والصحيح لتكون وحدة ثابتة تتقدم برؤىً ومفاهيـــم إنسانية قومية ، وترتكز على أسس قومية وشعبية واضحة ، وبحيث يكون هناك إصلاحات وتغييرات تطرأ على حياة الإنسان العربي وأما الهوية الوطنية الأردنية في فكر \'وصفي التل فهي لا تقبل الانقسام أبداً فهي من معاني السمو والرفعة في الفكر والوجود وبقيادة هاشمية حكيمة ، وحياة أفضل ، وحرية. وقناعة. فالوطني هو من يصون أمن البلد والدولة والمجتمع ، وهو من يحرص كل الحرص وبروح المسؤولية والصدق مع مجتمع متماسك وأصيل..
فيا أبا مصطفي أن اللذين قتلوك هم الذين ادعوا بحب فلسطين وهم اللذين سعوا إلى تهويدها وتآمروا عليك وعليها، وحملوك مسؤولية الأحداث -أحداث أيلول- وهم بعيدون كل البعد، فقط شعارات وخطابات كاذبة لا تمت للمشروع العربي بشيء ولا بفلسطين وتخليصها بل تهدمه ما دامت هناك مؤامرات وفتن... لم يعرف هؤلاء الخفافيش الذين لم يقدروا على مواجهة شمسك المشرقة بأنك كنت ملتزم بالعمل العربي وبقضية فلسطين قبل كل شيء وما قيل عنك وتعاونك مع البريطانيين فهذه حجة العاجز والممتلئ قلبه بالحقد ولأن هذا البلد طيب بكل رجاله فقد تعرض للكثير من الإساءة، فمثلما وقع الشهيد عبدا لله بن الحسين الملك المؤسس في القدس وقع وصفي في 28/11/1971م على يد جماعة تدعي أيلول الأسود في القاهرة وهو يؤدي واجبا قوميا. ستبقى شمسك يا أبا مصطفي مشرقة واسمك شعلة مضيئة في ضمائر الأردنيين واللذين أمنوا بوحدة الرأي والمصير وتبقي الخفافيش لا تقدر على مواجهة الشمس المشرقة

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
29-11-2012 07:28 PM

اما انه يحب الأردن وشعبه فصحيح .............

2) تعليق بواسطة :
30-11-2012 07:48 AM

يكفي.... من قتل وصفي ليس من تدعوا انهم هم - القاتل الحقيقي هي ...

3) تعليق بواسطة :
01-12-2012 05:56 PM

سلم قلبك ولسانك وقلمك ايها الشهم محمد الاصفر والاكبر المحاسنه .على هذا الوصف لرجال من امثال الشهيد (وصفينا ووصفة شفائنا وكبريائنا .عشت

4) تعليق بواسطة :
01-12-2012 08:03 PM

كــان عبدالناااصر لا يحب وصفــــي لان وصفي فكرياااا وسيااسيا كاان اقوى منه وكااان وصفي جماااهيريا قويااااا .... الدوله القطريه العربيه ..... من فكرتها هي حب لعالمه العربي ليس حكرا على الاردن كمااا كان والده عرار

5) تعليق بواسطة :
01-12-2012 11:17 PM

عبد الناصر كان مشغول مع سوكارنو وتيتو ونهرو ولوممبا وكاسترو وغيرهم في بناء دول عدم الانحياز وبالتالي لم يلتفت لمنافسه الشديد المرحوم وصفي

6) تعليق بواسطة :
23-01-2013 12:33 PM

السيد محاسنه.
منهج تأليه مت تولوا مسؤوليلت القرار السياسي العربي في الماضي والحاضر يؤدي بنا دوما للمبالغه فى تصوير وتحليل الامور بطريقه تطغى عليها العاطفه على حساب التحليل التمحيصي الناقد والهادف للوصول الى فهم واستنتاج موضوعي.عزيزي ابو المحاسنه.تفكير وصفي التل ومنهجه السياسي ارتكز على موقف سياسي محوري ,تمثل في التمسك بالارث الجيوسياسي الذي فرض وحافظ عليه الحلفاء بعد الحرب الكونيه الثانيه,والذي بني ونما وتطور على اساس تفتيت بلاد الشام والهلال الخصيب الى كيانات تفتقد معظمها لمقومات الدول القادره على بناء اقتصاد ومجتمع ونظام سياسي يمتلك عوامل القوه والاستمراري والتكامل في ظل استقلال سياسي حقيقي.نعم ,وصفي التل كان مدافع مستميت عن مفهوم الاقليميه والقطريه كهدف جيوسياسي بحد ذاته, اي انه ايد بكل قوه استمرار واستفحال واقع التجزئه لصالح كيانات وفئات قطريه ذات مصالح مرتبطه مصيريا بالمستعمر,بحكم ضعف مكوناتها وامكانياته( انظر للبنان,فلسطين الاردن..),بنفس الوقت ناصب العداء للفكر القومي الوحدوي وبكل الوسائل والطرق من الحث خلف حلف بغداد الى معاداة اول تجربه لوحده سياسيه عربيه الخ.السيد محاسنه. واقعنا اللحالي اعني في بلاد الشام والعراق,يفرض علينا وقفه مراجعه وتحليل للعوامل التي اوصلتنا الى ما نحن عليه من بؤس ودمار وضياع اني ومستقبلي.الاشخاص والقاده العبقري والتافه معا يذهبون والشيء الوحسد الباقي هو ما تركوه من افكار او انجازات لشعوبهم,وللاسف فان تركة اغلبية القاده العرب قد لاتتجاوز علامة مقبول .واقعنا الراهن يتطلب ازاحة غبار الماضي والامتثال للواقع والانطلاق منه لبناء منظومه فكريه جديده قادره على ايجاد حلول شموليه لمشاكل الوطن والشعب.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012