أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


حماس ووهم الانتصار

بقلم : محمد منصور هزايمه
30-11-2012 09:43 AM
لا نعرف من أوحى لحماس تصوير نفسها وكأنها احد النتائج العظيمة للربيع العربي ولماذا تصر الحركة أن تتصرف وكأن الربيع العربي جاء بها حالا الى السلطة حيث ما زالت تصدر خطابا يوحي بانها زاهدة في السلطة وانها حركة ما زالت تركب موج المقاومة.
الواقع يقول ان حماس سعت للسلطة باي ثمن وما اصعبه من ثمن حيث دفعه الفلسطينيون عامة انقساما لم يلتئم حتى الان وتناحرا فلسطينيا بدا الاختلاف مع اسرائيل اهون منه ويدفع اهل غزة خاصة كل يوم ثمن سلطة حماس من دمهم وأمنهم وأبناءهم وأعصابهم.
لذلك وغيره كان ينبغي أن يتصدر الربيع الفلسطيني ربيع العرب وأن يمسح الفلسطينيون هذه الفسائل التي آثرت السلطة وكانت القضية بالنسبة لها تجارة وتكسب وفتح في هذا اشد من حماس وآذت بل اماتت المشروع الوطني والتحرري والتي هزت شرعية قضيتهم حتى امام الاصدقاء ليكون ذلك النسخة الاولى من ربيعهم ويكون مقدمة للنسخة الاهم والاكبر بان يكنسوا الاحتلال واثاره من حياتهم.
حماس اليوم تتفاخر بانها حققت انتصارا هاما في طريق تحرير فلسطين والناطقون باسمها الذين يفوق عددهم ما للدول العظمى يصرحون ويشرحون لنا كيف ان اسرائيل دمرت غزة وقتلت اهل غزة ومع ذلك فقد هزمت وان حماس حققت انتصارا ساحقا لا يمكن مناقشته أو الاختلاف حوله.
من البداية عرفنا أن حماس منتصرة وأن الاعلام العربي الذي يذكرنا هذه الايام بمرحلة احمد سعيد يطبل للانتصار ولا اعرف اي حرب لنا مع إسرائيل خرجنا منها منهزمين منذ ذلك الحين.
قبل سنوات الهب زعيم المقاومة عواطفنا بانتصار عظيم على اسرائيل ما زلنا نحتفل به لنصحو على دمار بلد بأكمله وليصارحنا الزعيم بعدها بقليل بأنه لم يكن يتوقع أن تكون ردة فعل اسرائيل بهذه القسوة والا لكان احجم عن التحرش بها.
الغريب ايضا ان حماس كانت آنذاك مع حزب الله في محطة من محطات تحرير فلسطين وحزب الله كان مع حماس في جولة سابقة ايضا انتصرت فيها على اسرائيل في طريق تحرير فلسطين لكن لماذا لا يجتمعون اليوم حول مائدة فلسطين ؟ الم ينسب حزب الله وحماس انتصاراتهم السابقة الى دعم نظام الاسد لماذا اليوم لا يبارك هذا النظام مقاومة حماس ويبارك انتصارها؟ اليس تحرير فلسطين كان دائما بالنسبة لهم جميعا هدفا استراتيجيا لا يحيدون عنه؟ الم يفاخر نظام الاسد انه حرر لبنان مع حزب الله لكن لم يحرر الجولان مع الحزب اياه ؟ لأن التحرير لم يكن هدفهم قط.

حماس وقادتها المقاومين وضعوا بين أيدينا اسباب النصر العظيم مسبقا فهم أوحوا لنا أن اسرائيل \'محصورة\' بين \'خيارين\' اما أن تحقق ما تريد بالقصف الجوي وحماسنا منصورة – بإذن الله- حيث لن تجرؤ إسرائيل على الحرب البرية وإن دخلت في الحرب البرية فالنصر ايضا لحماسنا لان اسرائيل لم تستطع أن تحقق أهدافها من خلال القصف الجوي فخيارات النصر محسومة وما اشلاء أهل غزة ودمار بيوتهم وموت عائلات كاملة الا ثمنا رخيصا لهذا النصر العظيم وما علينا كعرب الا أن نقدم التهنئة ونبارك النصر.
ما يقوله الحمساويون أنفسهم أن القطاع تلقى ضربات اطاحت بكل شيء وأن الضحايا بالمئات بين قتيل وجريح وأن مئات المنازل وعشرات المدارس وملاعب رياضية ومباني حكومية قد دمرت وفي اسرائيل سقطت مئات الصواريخ بأسمائها وارقامها لكننا لم نسمع عن دمار او قتلى أو جرحى الا ما يمكن عده على اصابع اليد الواحدة.
حماس تصور لنا أن الربيع العربي بدوله وشعوبه يدعم اساليبها في التحرر والمقاومة وما زالت تتعاطى مع هذا الخطاب متجاهلة أن الربيع العربي هو قبل كل شيء تحرر الإنسان والعقل العربي من الخرف والافكار الهزيلة التي سوقتها الانظمة والتيارات المختلفة نفسها وكأنها راس حربة التحرر علما بأن السلطة كانت أسمى غاياتهم.
لا نعرف ما الذي قدمته قيادات الربيع العربي لأهل غزة اكثر من ذي قبل غير زيارات بائسة وخطب انشائية واجتماعات معروف سقفها سلفا منذ زمن ما قبل الربيع العربي.
بالمقابل فقد قام اصدقاء اسرائيل وهم اللاعبون المؤثرون في الساحة الدولية بزيارتها وقدموا الدعم والمساندة واعتبروا حماس مسئولة عما حدث.
قبل هذه المواجهة الاخيرة جلست مع احد ابناء غزة المتدينين وممن يتميز بالرصانة زارها من قريب وقبل المواجهة الاخيرة اكد ان المقاومين يطلقون صواريخهم بين الاشجار ويهربون وبعدها تغير اسرائيل لتعاقب سكان البيوت المجاورة ويدفع اهل غزة الثمن الغالي من دماءهم وأبناءهم وهكذا نستفز الوحش ونترك مواجهته لأطفال غزة.
اما إعلامنا العربي اليوم بما يملكه من امكانيات وفضائيات اشبه بالدكاكين التي تروج بضاعة فاسدة فهو يتعاطى مع الشأن العربي تماما مثل محطات التسلية التي تقدم \'ما يطلبه الجمهور\' و \'على كيفك\' وحسب النظرية الخالدة \'الجمهور عاوز كده\' لتسوق لنا انتصارات وهمية وتعاملنا كما الأنظمة باستخفاف وتعتمد على سذاجتنا في التصفيق لكل ما هو افك وضلال.
تخيلوا أن رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو كان عالقا فوق الشجرة وأنه كان يصرخ طالبا النجدة من اصدقائه كي توافق حماس على التهدئة وينقذ ماء وجهه وان باراك وزير الدفاع الذي خدم اسرائيل اكثر من خمسين عاما وقام بأعمال عظيمة لأجل شعبه عندما يقدم استقالته فكان بسبب هزيمة جيشه أمام حماس حيث أن الاستقالة مفردة لا يعرفها قاموس العرب بل أن \'حركة\' حماس استطاعت أن تصنع توازن الرعب مع اسرائيل حيث لم يستطع ذلك كل العرب عبر عقود ولو سقطت حكومة اسرائيل بعد اشهر في انتخابات حرة ونزيهة سيكون انتصار حماس نفسه لعنة لنتنياهو فقد كانت هذه القصة التي امتعنا بها إعلامنا العربي .
إن حالنا العربي اليوم وحال إعلامنا ومقاومتنا يذكرنا بقصة ذلك الاعرابي الخالدة في تراثنا حين سئل عن سرقة غنمه حينها قال نعم سرقوا الغنم لكني اشبعتهم شتما!
واخيرا اسمحوا لي ان اسال ببراءة وان شئتم بسذاجة متى وأين وأي حرب لم ننتصر فيها على اسرائيل؟
ولماذا ما زالت تتوسط خارطة وطننا العربي الكبير بارتياح؟!
منصور محمد هزايمة الدوحة - قطر

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
30-11-2012 10:45 AM

تحية الى مجاهدين حماس والى اهل غزة رحم الله شهدائهم وشافى جرحاهم ، واقول للقراء مقال لا يستحق القراءه ،على الاقل يقنعنا ماذا حققوا الذين لم يحاربو اوقفوا الاستيطان واوقفوا الاعتقالات ومصادرة الاراضي وخنق الناس ،كما منعوا الحفر تحت المسجد الاقصى ،الكاتب يستهبل عقولنا ويضع درجة حماس بدرجة اسرائيل بالقوة ، كل شيء له ثمن وانت لا تريد ان يدفع الثمن على الاقل ابناء حماس والفصائل وعائلاتهم قتلى او جرحى ومع هذا لم يتركوا القطاع ودفعوا الثمن مثلهم مثل اي شخص في غزة ، للاسف اننا تربينا على الخنوع والذل لهذا ستقبى اسرائيل منتصره علينا في عقولنا قبل ان تهزمنا على الارض الف تحية للصابرين في غزه وحفظكم الله ونصركم وثبتكم لانه افضل لكم من كل هذه الامة المنافقة

2) تعليق بواسطة :
30-11-2012 11:44 AM

الى السيد جواد. الكاتب كان جدا واقعي و صريح في طروحاته و لم يختبئ من الشمس خلف غربال. النصر و الهزيمه تقاس بالخسائر و الانجازات. تحيه لك استاذ منصور هزايمه.

3) تعليق بواسطة :
30-11-2012 11:58 AM

انا اؤيد كل ما قلته واطلب ممن ينظرون على حماس ان يستلمو الدفة عوضا عنها وهاي الميدان يا حميدان

4) تعليق بواسطة :
30-11-2012 04:21 PM

فعلا الكاتب هزايمي وفعلا المقال لايستحق القرائة لكن عندي سؤال للكاتب شو رأيك في السلطة وكيف بتصنف اعمالها الي من يوم مادخلت الارض المقدسة منعت وسجنت كل حر شريف يفكر لوتفكير فقط بالمطالبة بحقة بتحرر والاستقلال واسترجاع وطنة المحتل وحريتة السليبة وشو رأيك في ابو العبس افعالة وكلامة لمل يقول ان اسرائيل وجدت لتبقى وانه تخلى عن ارضة لاسرائيل ومابدو يرجع لارضة طب شو رأيك بالاعمال المشينة لمسؤلي السلطة وفيديوهاتهم المخلة بالاخلاق والشرف وهيها منشورة على كل مواقع العالم وكيف برأيك بدك الفلسطينين يرضو بالسلطة مسلطة على رقابهم وهي اشد وطأة من الاحتلال الصهيوني عليهم وما يرضوا بمن ينادي بتحرير المقدسات ويقارع عدوهم ولا يرضى ببقائة جاثما على صدورهم قبل وطنهم ويتركه يهنئ بها وكيف لشعب الفلسطيني ان لايرضى بمن ينادي بالاخلاق والطهارة ويقبل بمن جلب لهم البارات والخمارات ليضيع شبابهم ويلهيه عن حقة بالجهاد والمطالبة بحماية ارضه وعرضه

5) تعليق بواسطة :
30-11-2012 08:35 PM

اشكر الاخوان الذين ايدوا كلامي وعلقوا عليه واقول للاخ ابو صطيف متى نتكلم بالواقعية ،حسني مبارك خلع وزين العابدين والقذافي اقنعني بالواقعية ،دائما المظلوم يدفع الثمن ودائما الثمن غالي ولا تنسى ان سلعة الله غالية الا ان سلعة الله الجنه، يا اخي الامور بخواتيمها وليس بواقعيتها من قال ان غزة وحيدة تقف امام اسرائيل بجبروتها وعشرين دولة عربية خرساء صماء لا ترى شيء تخشى غضب اسرائيل ،هذا قدر المظلوم ان يخسر ماديا ومعنويا ،ولكن الله مع المظلوم ولن يخذل مظلوم ابدا وحسبنا الله ونعم الوكيل

6) تعليق بواسطة :
30-11-2012 10:58 PM

عليك ان تتعلم مفهوم النصر السياسي مات من روس في حرب العالمية الثانية 30 مليون من المان 10 مليون لو نصر بنقاص بحجم موتى او القتلى ما انتصرت روسيا افرا يا عزيزي اللبرالي قبل ان تتحدث بفهوم الانتصار ..........

7) تعليق بواسطة :
01-12-2012 08:42 AM

اشكر السيد جواد المجالي الذي قام بالرد المنصف على الكاتب..... وليسمح لي الكاتب ان اقول له بإننا كفلسطينيين وكعرب وكمسلمين لم نفرح منذ سنين طويله كما فرحنا ومدننا المغتصبه من الصهاينه تدك بالصواريخ التي اعادت لنا جزء من كرامتنا المهدوره...

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012