ناقل البحرين… مشروع حيوي قد يغير واقعنا سينعش اقتصادنا وسيكون سياج امننا

السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024

ناقل البحرين… مشروع حيوي قد يغير واقعنا سينعش اقتصادنا وسيكون سياج امننا

بقلم : الدكتور ثابت المومني
08-12-2012 10:59 AM
ناقل البحرين او ما يسمى بقناة البحرين مشروع قديم جديد تم الاتفاق دوليا على انشائه انطلاقا من خليج العقبة وحتى البحر الميت على ان يكون كامل المشروع في الاراضي الاردنية.
هذا المشروع ارادت له اسرائيل ان يكون من البحر المتوسط الى الميت ومن ثم الى خليج العقبة كي يكون بديلا لقناة السويس وبالتالي السيطرة على طرق التجارة البحرية العالمية.
قبل عشر سنوات تقريبا تم الاتفاق دوليا على ان يتم انشاء ناقل البحرين ( انابيب) وليس قناة بسبب تخوّف دولة عربية وصديقة من ان يأتي يوم تسخّر فيه اسرائيل هذه القناة لأجل تنفيذ وتمرير مشروعها من المتوسط وحتى الاحمر مرورا بالبحر الميت .
كما اسلفنا فقد تم التوافق دوليا على انشاء هذا المشروع الضخم وتم عمل دراسات اولية وبيئية ريثما يتم البحث عن مصادر تمويلية حيث كانت كلفة المشروع المقدرة انذاك من 5-6 مليار دولار حتى اصبحت اليوم تزيد عن 10 مليارات بلغة السوق مع الاخذ بالاعتبار التغيرات وعدم الاستقرار في محيطنا العربي.
خطة هذا المشروع كانت تهدف الى انشاء ناقل البحرين للاغراض التالية:
1- اعادة التوازن الطبيعي والبيئي للبحر الميت / والذي ينخفض عن حوالي 422 مترا عن سطح البحر / من خلال ضخ المياه اليه ورفع مستواه بمعدل متر واحد سنويا حتى يصبح مستواه عند 400 متر تحت سطح البحر بما لا يؤثر على المشاريع القائمة حول البحر الميت من كلا الجانبين ولا يضر ببيئة البحر ولا بتوازناته التكتونية والزلزالية.
2- شق قناة بطول 12 كبلومتر انطلاقا من راس خليج العقبة وبعرض كيلو متر واحد وعمق 10 امتار وفي الاراضي الاردنية وبعدها يمتد الناقل بانابيب تضخ المياه من اعماق الخليج الى منطقة الريشة في وادي عربه والتي ترتفع 240 مترا عن سطح البحر ( يعني ان فرق الارتفاع عن البحر الميت سيصبح 642 مترا).
3- تجمع المياه في منطقة الريشة في خزانات ضخمة ليصار الى تسييلها انسيابيا باتجاه البحر الميت وتوليد الطاقة الكهربائية بكميات كبيرة اضافة لتحلية المياه من خلال الطاقة الكهربائية وبمعدل 830- 870 مليون متر مكعب من المياه الصالحة للشرب ويكون حصة الاردن منها حوالي 530- 570 مليون متر مكعب والبقية للكيان والسلطة الفلسطينية كدول مشاطئة للبحر الميت.

لا اريد ان اخوض بتفاصيل فنية اكثر من ذلك ولكن في حال تنفيذ بدء التزود يمياه الديسي في نهاية العام القادم فاننا سنكون مضطرين لنهاء مشروع ناقل البحرين قبل دخول عام 2023 كما هو مأمول ، وبالتالي فان فائضا مائيا سيتحقق من جراء ذلك وسيبقى مستمرا حتى عام 2045- 2050 حيث سيتطلب الامر بعد ذلك البحث عن مصادر او طرائق اخرى لادارة مصادر المياه المتوفرة وقد تكون الطاقة النووية هي المخرج.
المهم في مشروع ناقل البحرين انه سيعيد الهيبة والهيئة والطبيعة والبيئة للبحر الميت اضافة الى انه سيوفر لنا الطاقة الكهربائية والمياه الضروريتان لدفع عجلة التنمية والازدهار الاقتصادي.
نحن نعلم بان الاردن يمتلك ثروة نفطية هائلة مختزنة في الصخر الزيتي وهذه الثروة لا يمكن لنا ان نستخلصها الا بتوفر ثلاثة عناصر اضافة للارادة، اول هذه العناصر هي توفر المال والماء والطاقة حيث ان عدم وجود وتوفر المياه بكميات كافية سيجعلنا نتغنى بوجود ثروة نفطية في الصخر الزيتي ابد الدهر دون مقدرتنا على استخراجها منه.
ان توفر المياه والطاقة سيجعلنا دول نفطية من الطراز الاول اضافة الى اننا سنصبح دولة منتجة للكثير من الخامات التي يزخر بها هذا الوطن.
لن اطيل اكثر فالموضوع يحتاج الى عدة مقالات وتحليلات ولكني اقول بان تفكير الحكومة بالعزوف عن تنفيذ مشروع ناقل البحرين سيجعلنا بين مطرقة التخلف التنموي وسندان الفقر المائي وهذه اسباب كافية للثورة ضد الذات وذد كل شيء ومن هنا فانني اوصي صاحب القرار في هذا الوطن العمل على الاعداد لتنفيذ ناقل البحرين لان فيه ادارة لعجلة التنمية واعتقد بان خبرا التعدين والاقتصاد والجيولوجيا يفقهون قولي تماما وبغير ذلك فان عملية الجباية من جيوب المواطن لملء حزائن الدولة والميزانية لن تجدي نفعا فما يدرينا بان الاجيال القادمة ستقبل مبدأ الجباية اصلا واذا رفضت هذه الاجيال فماذا سيكون دور الحكومة واجهزتها الامنية؟!!! أليس درهم وقاية خير من قنطار علاج؟!!.