|
|
|
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الأردني والعربي بين الأمس واليوم..
بقلم : طايل البشابشة 14-12-2012 11:23 AM في بداية غربتي قبل نحو ثلاثين عاما ونيّف,كان سكني الأول في أحد أحياء مدينة جدة الساحلية الجميلة ,التي تجثوا على شاطئ البحر الأحمر عروساً هادئة وادعة,أمن وأمان واطمئنان وإزدهار إقتصادي تكلله إلفة بين قاطنيها مواطنين ووافدين رغم اختلاف مشاربهم وتعدد لغاتهم وعاداتهم وتقاليدهم. كان جيراني معظمهم من قبيلة جهينة العربية الأصيلة ذات الجذور التي تضرب في أعماق تاريخ الجزيرة العربية منذ الجاهلية وحتى اليوم ,وبالتحديد من فخذ الرفاعية. صليت للمرة الأولى في مصلى الحي القريب من سكني,ولم أكن حينذاك أعرف أحدا من سكان الحي كوني استأجرت السكن بواسطة مكتب عقار,وما أن فرغت من صلاة العشاء وهممت بالخروج وإذ بأحد المصلين كبار السن في منتصف السبعينات أو يزيد يناديني وبلهجة البدوي التي يناديني بها أبي ياولد ياولد ,حيث كنت في العشرينات من العمر..تعال اجلس هنيا وأشار إلى جانبه مسترسلاً حديثه أأنت رفاعي..؟أجبته بعد أن جلست بجانبه أنا من الشمال من ديرة بعيدة..ما أدري تعرفها أو سمعت فيها..أنا من الأردن. وكان وقع إجابتي على وجهه البشوش,أن زاد بشاشة بل حبوراً وسعادة لدرجة أثارت استغرابي مما حدث لهذا الوجه الملائكي الذي تطوقه لحية كثة بيضاء زادته وقاراً وإكباراً. ربت الشيخ على كتفي واسترسل بحديثه سائلا:أنت منين من الأردن..؟أجبت بتودد ترافقه ابتسامةأنت تعرف الأردن ياعم ..؟أعرفها أكثر من جدة أجاب الشيخ,وأردف أعرف عمان ومعان أعرف اربد والسلط والزرقا كمان وشتبغى قولي أنت منين..؟أجبته أنا من الكرك الظاهر أنت ما تعرفها,قاطعني الشيخ بحدة..أفا كيف ما أعرفها غرب القطرانه وجامعها العمري,الغريب لن طلب معزب يجلس بحذاه وياكثر من يستضيفه,الكرك بلاد خير زينة بالسنين الزينة قمحها وشعيرها للركب وأشار بيديه إلى ركبتيه,أهلها زينين مسلمين ونصارى.انظم إلينا بعض المصلين من ساكني الحي بعد أن أنهوا صلاتهم وجلسوا كحلقة بدت وكأنها عقدت إحتفاء بي كوافد جديد على الحي. جارنا الجديد أردني من ديرة كل أهلها كرم وطيب بدأ الشيخ حديثه بعد أن أشار إلي,رد أحدهم معقبا على كلام الشيخ موجها حديثه إلي,عرفنا الأردن من كثر ما كلمنا عنها عمنا فهي محور حديثه عن أيام الشباب. استرسل الشيخ بحديثه موجها كلامه لي سبحان الله ياوليدي كنا نطلب الرزق عندكم واليوم تطلبونه عندنا سبحان مغير الأحوال ,أول مرة رحنا الأردن طلعنا من ينبع ديرتنا كنت بعمر هذا الولد وأشار الى شاب يبلغ الثامنة عشرة ,طلعنا من ينبع أنا واخوياي اثنين سما أسمائهم يعرفهم الجالسين معنا,على رجولنا(على الأقدام) نترزق الله وعلى الدرب كل مالقينا عرب(بيوت شعر)نضيفهم يكرمونا ونتريح عندهم ويملون زوادتنا ونمشي حتى نلاقي عرب ثانية وهكذا لين نصل بلاد الخير,مره نغرب على الكرك وبعض أهل ديرتنا يغرب على فلسطين فلان وفلان وذكر عدة أسماء,نحصد لاكان فيه حصيد أو نشتغل بالغور بالبساتين. ولن شملنا لعمان أول ما نصل اليادودة نضيف ذاك الأجودي النصراني أبو جابر ,عنده مضافة لمرارين الدرب ننزل عنده يقرينا ناكل ونشرب ونتروش(نستحم)وننام والتعبان المريض يريض ما يقوله احد روح وبعدين نمشي لعمان نشتغل بسوق البخارية وعند الجامع الحسيني بوسط البلد وهكذا. شعرت بالنشوة والفخر بكرم الأجداد وحسن وفادتهم للضيف والغريب ,وقارنت الأمس باليوم ونظرة هذا الجيل للوافد العربي الضيف والقرار الأخير بتسفير العمالة المصرية,والقوانين التي استحدثت التي تفرق ولا تجمع وترسخ القطرية للأسف بين أبناء الأمة الواحدة,ضاربة بالعادات العربية الأصيلة والقيم الحميدة عرض الحائط بل وتخلق العداء بين المواطن والوافد..ليس في الأردن فقط بل في كل وطننا العربي..وكم كنت أتمنى أن يكون هذا القرار أو القانون الذي أصدر من قبل حكومتنا الرشيدة,موجها الى غير العربي الذي بلاده أولى به وليس للشقيق الذي كل ذنبه أنه ولد هو أو أباه خارج الحدود التي رسمها المستعمر البغيض ألذي رسم هذه الخرائط التي زادتنا وهنا على وهن وجعلتنا بلاد مقطعة الأوصال و فريسة سهلة النوال لأطما عة في خيراتنا ومواردنا ولنكون دوما سوقا استهلاكية لمصانعه ومنتجاته ,ولذا نرى كل بارقة أمل تولد نحو الوحدة نجد من يحاربها فتؤد في مهدها لنبقى ننتظر بسمارك عربي يوحد هذه الأمة كما وحد بسمارك المانيا.
التعليقات
1) تعليق بواسطة :
14-12-2012 04:33 PM
 مقال رائع ينًم عن أنسان اصيل المعدن وهذا عشًمنا في مغتربينا الكرام وهم سفرائنا , وأوكد على ما يقوله الكاتب المحترم في وجوب أحترام وتقدير الزائر والقادم والمغترب , فهذا الأنسان العربي ×تًرك وراءة عائله ومن غير اللائق والله أن يعود لأطفاله من بلاد شقيقه مكسور الخاطر ,,ولكن حسًب ما أعلم أنه تلافي هذا القرار .
2) تعليق بواسطة :
14-12-2012 09:35 PM
مااجمل الامس باليوم كل شيء طبيعي
3) تعليق بواسطة :
14-12-2012 10:34 PM
المقال رائع
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
الرد على تعليق