10-08-2010 12:55 PM
كل الاردن -
كل الأردن- أصدرت اللجنة الوطنية لإحياء نقابة المعلمين تصريحاً صحفياً رداً على تصريحات نائب رئيس الوزراء وزير التربية د. خالد الكركي في مؤتمره الصحفي يوم السبت، حيث اعتبرت اللجنة أن رسائل الكركي في المؤتمر الصحفي لا تبعث على الارتياح، كما انتقدت دفاعه عن قرارات زميله الوزير السابق بدران، والتي اعتبرتها قرارات تمس بمعيشة المعلمين وعائلاتهم وخبزهم.
واستغربت اللجنة استهانة الكركي بالحديث الذي دار بينه وبين وفد منها زاره الأسبوع الماضي وتحدث معه حول نقابة المعلمين، حيث وصف الكركي ذلك الحديث في مؤتمره الصحفي بأنه مجرد حديث عابر.
وتالياً نص التصريح:
في نظرة متفحصة لكلمات معالي الوزير حول حراك المعلمين ونقابتهم والمستودعين منهم والمنقولين، ظهر جلياً استمرارية نهج الوزارة في السير على خطى وزيرها الأسبق إبراهيم بدران الذي أساء لكل معلمين الأردن، وحتى من كان معلماً منهم، ولما كانت كلمات الوزير الكركي تحمل رسائل مبطنة لا تبعث على الارتياح فيما تخص قانونية النقابة، أو القرارات الخاطئة للوزير السابق والتي لم نعرف لها وجهاً وطنياً إلاَّ من معالي الوزير الجديد، فأين وجهها الوطني عندما يمنع الحليب والخبز عن الأطفال الأبرياء ؟ أو تثقل الديون كاهل هؤلاء المعلمين ليكون للقرار بأي وجه من وجوهه الثلاثة وجهاً وطنياً ؟! فهذا بذل ما بعده بذل من الحكومة للمعلمين .
إن العودة عن الخطأ فضيلة ما بعدها فضيلة، فوصف القرارات السابقة بالإدارية البحتة هذا توصيف جديد للحكومة للقرارات العرفية، ونستغرب كيف يطلق الدكتور الكركي حكمه عليها، وهي في عهدة القضاء الأردني النزيه، كما نستغرب دفاع معالي الوزير عنها بهذه الصورة، وهذا ما لم نعرفه عنه من قبل، إذ كان من الأجدر بمعاليه أن يكتفي بإلاشارة إلى أنها بعهدة القضاء، لا أن يطلق حكمه المسبق وهو في السلطة التنفيذية وليس القضائية فزمالته لمعالي الوزير لا تجبره على التمسك بقراراته الخاطئة التي نال بها من المعلمين، كما لا تلزمه بتمجيدها .
فتحويل نقل المعلمين التعسفي واعتباره ضمن منطوق قرار الوزير السابق قراراً إدارياً، فقد حوله معالي الوزير الكركي إلى قضية إنسانية بحتة، ألم يكن القرار جائراً ويحمل صفة تليين المواقف الصلبة للمعلمين، ويحمل لواء تخويفهم مستقبلاً، تفتيتاً لجهود المعلمين المباركة في حراكهم، حيث أظهروا حرصاً على الثوابت الوطنية الأردنية الأكيدة، وهم من كانوا هُداة في حب تراب الوطن الغالي.
وبنظرة أعمق لحديث معاليه ولغة الخطاب الجديد حول لقائه بالمعلمين ووصفه بأنه " إغلاط " –محرر كل الأردن: "اغلاط" باللهجة الكركية تعني كلام ودردشة- فلم يكن اللقاء كذلك على الإطلاق، حيث قدم المعلمون مطالبهم ومقترحاتهم، وكان معالي الوزير مستمعاً جيداً وأبدى تفهما لمواقفهم، وطلب معاليه أن تكون اللقاءات القادمة موثقة، ونحن نستمع لحديثه عن الشعبية فنقول لمعاليه : تستمد الدولة سلطتها من الشعب وهذا ركن أساسي دستوري في حياة الدول، ومن القرارات الوطنية الجريئة التي تخدم الوطن والمواطن لا تلك التي ترمي به إلى أحضان المجهول، ودفاع معاليه عن تلك القرارات يظهره مغامراً بشعبيته وهذا ما لا نريده له لما يمثله معاليه من جرأة في الطرح وبعد في النظر و ابتعاد عن كل ما يؤذي الآخرين في مشاعرهم.
فمفهومنا للشعبية الالتصاق بالوطن والمواطن وخدمة قضاياهما، والتي تعتبر بؤرة الشعبية، وإن دعوتنا إصلاح الوزارة لا تعتبر غمزاً من قناة معالي الوزير، فهذا واقع الوزارة ونحن أبناؤها .
والله من وراء القصد .