أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


عقوق الوطن عقوق الوالدين

بقلم : احمد محمد المجالي
25-12-2012 11:32 AM
قال الشاعر أحمد شوقي :
وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي
إذا كان عقوق الوالدين يعتبر من أكبر الكبائر ، فإن عقوق الوطن أكبر ، لأن الوطن أهم من الوالدين وأكبر ، ويكفي أن من مات دون وطنه فهو شهيد مكرم عند الله تعالى .

حق لنا أن نعبر عن آرائنا ، وحق لنا المطالبة بكل حقوقنا ، وحق لنا الاعتراض عما نراه يضر بنا ، ولكن من حق الوطن علينا أن نقف إلى جانبه ، في السراء والضراء ، وأن لا نخربه بأيدينا ، ونعتدي على مقدراته التي ما وصلنا إليها إلا بعد عناء ومعاناة ، ويجب علينا أن نحمد الله على ما وصلنا إليه من تقدم في جميع المجالات ، ومنها العلمية ( في مجال الطب ) والسياسية والثقافية والاجتماعية وحتى الزراعية ، وأهم ما يميزنا عن غيرنا ما ننعم به من أجهزة أمنية واستخبارية ، ومن حماية للممتلكات العامة والخاصة على حد سواء ، وأننا أرض خصبة للاستثمار ، فأصبحنا محجا استثماريا . اما ما يقوم به بعض الفاسدين المفسدين الحاقدين العابثين المأجورين ، من أفعال تسيء إلى الوطن وسمعته ، فما هو إلا قتل لمقدرات هذا الوطن الغالي .

إن الاستقرار الذي يتمتع به وطننا الحبيب ما جاء من فراغ ، ولكنه بني على أكتاف الرجال الشرفاء في هذا الوطن الغالي ، الذين قدموا كل ما يستطيعون من أجل هذه المكانة العالية التي وصل إليها أردننا الحبيب على قلوبنا ، والتي يبارز وينافس فيها الدول المتقدمة التي يربو عمرها على آلاف السنين ، ويبلغ اقتصادها القمم ، إلا أن أعمار الأمم لا تقاس بالسنين ، لكنها تقاس بالانجازات ، وما تصل إليه من تقدم وسمو وارتفاع

أيها الأردنيون الشرفاء يا من تربيتم في مدرسةالهاشميين الشرفاء يا من رضعتم حب الوطن مع حليب أمهاتكم يا من عاهدتم الله أولا وقيادتكم ثانيا وانفسكم على الاخلاص لهذا الوطن وبنائه وحمايته هبوا هبة رجل واحد للوقوف في وجه من لا هم له في هذه الأوقات الا التخريب والاصطياد في المياه العكرة قفوا أيها الأردنيون في وجه خفافيش الظلام االذين لا يظهرون الا في العتمة ولا يطيب لهم العيش الا إذا أثاروا الفتن وأفسدوا في الأرض.

نعم أحبتي إن الذي تسول له نفسه الاساءة الى الوطن وتخريبه وإثارة الفتنة فيه اكبر ذنبا ممن يعق والديه فأن يموت أبوك خير لك من أن لا تجد وطنا تحتمي به فحماية الوطن أهم بالكثير الكثير من حماية الوالدين وأن تفقد والديك أقل ضررا من أن تصحو من غفلتك فلا تجد وطنا لك وتجد نفسك وآل بيتك مشردين تعيشون في مخيمات تفتقد لأقل وسائل المعيشة .

فكل انسان منا يتمنى أن يعيش بأمان وطمأنينة لذلك يجب أن نقف جنبا الى جنب ونوحد فكرنا ورأينا وقوتنا ونسخر طاقاتنا لحماية هذا الوطن وأن نعتبره تاجا على رؤوسنا ونحميه ونفديه بالغالي والنفيس ونسقيه بدمائنا ونحافظ على كل ما فيه من مقدرات وممتلكات عامة وخاصة.
لينظر العقلاء في هذا الوطن لما يدور حولنا وما هم عنا ببعيد ، فالعراق ليس عراقا ولن يكون ولن يعود ، والعرب ليسوا العرب الذين نعرفهم ، حتى أن نظرة الأمم الأخرى لنا كعرب ومسلمين تغيرت فقد فقدنا هيبتنا واحترامنا وذلك لأننا أدخلنا علينا الدخلاء وهيأنا لهم البيئة المناسبة لكي ينفذوا مخططاتهم من أجل مصالح رخيصة لا قيمة لها لا تسمن ولا تغني من جوع فماذا استفاد من باع وطنه فأصبح بلا وطن ، ومن باع كرامته وأمسى لا كرامة له . حسبي الله ونعم الوكيل ، فكيف ينام وتقر عينه كل من ساهم في اسقاط وطنه، وكيف يهنأ من خان وطنه وأمته وضميره ، علينا جميعا أفرادا وجماعات أن نشكر الله على ما حبانا في هذا الوطن العزيز الغالي من قيادات متتالية متتابعة ، بنت هذا الوطن وأوصلته إلى ما هو عليه الآن من موقع متقدم في مصاف الدول المختلفة .

يا أيها الفاسدون ، يا أيها الحاقدون ، أيها المخربون ، أيها الجبناء ، لا مقام لكم في وطننا هذا وبين الشرفاء من أهله ، فارحلوا إلى غير رجعة ، فأنتم الجاهلون الذين لا يفكرون في المستقبل ، اخرجوا من وطننا ، اخرجوا من بيننا لا نحبكم ، لانحب التعامل معكم ، على المهتمين بالوطن الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه الإساءة إلى هذا الوطن ، والله لا يهمني أحد ، ولا أخشى أحد ولا أحابي أو أنافق أحد ، ولا أخطب ود أحد ولا أطمع بشيءمن أحد ، ولكني مع الوطن ، تدمع عيني ويألم قلبي كلما يساء إلى الوطن الغالي .

ساقف ومعي كل الشرفاء في أردننا الحبيب في وجه كل خائن كالشوكة في الحلق ، وأدعو الله العلي القدير أن يحمي هذا الوطن قيادة وأرضا وشعبا من عبث العابثين ، وكلامي هذا ليس حبا بالمسؤولين ولكن خوفا على وطني بصفتي مواطن لا أتمنى غير الأردن وطنا لي ، أعيش فيه على علاته ، على قلة وارداته ، على ضعف مقدراته ، على فساد بعض رجالاته ، ولكن يبقى الوطن عزيزا غاليا عاليا على كل الصغائر والصغار، نسموا به ونرتفع ، نفتخر بكل ما فيه . نعم إن كل مواطن شريف حر لا يتمنى إلا ما أتمنى .

فالله أدعو أن يحفظ وطننا ويحفظنا وأن يديم علينا نعمه ما ظهر منها وما بطن

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
25-12-2012 01:55 PM

أحيي في الكاتب الكريم هذا الشعور الأصيل تجاه وطنه وأثني على تأكيده بأن كل مواطن منتم شريف لن يكون إلا مثله صامدا ثابتا على أرضه ذائدا عن أهله وأمنه ومعيشته بكل المتاح من الوسائل وأولها الإيمان بإستمرارية هذه الأرض ودوامها حتى يرثها الله تعالى وما عليها فلندعوا جميعا أن يحفظ الله سبحانه علينا نعمة الوطن والأمن والأمان

2) تعليق بواسطة :
26-12-2012 09:13 PM

ألإنتما...هو ذلك الاحساس الصادق الساكن بالقلب والمتربع على عرش المشاعر لاتهزه رياح الربح و الخساره او سموم القياس بالانتفاع والضرر ...فهو علاقة عشق ابدي مطلق راسخ رسوخ الجبال قديمة التكوين.

3) تعليق بواسطة :
30-12-2012 11:41 AM

الله عليك وعلى أحساسك الرأع أتجاه الوطن

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012