22-07-2010 05:26 PM
كل الاردن -
وزع د. محمد أبو بكر التصريح الصحفي التالي على وسائل الإعلام:
- انفقت اكثر من نصف مليون دينار لتاسيس حالة حزبية محترمة.
- صوبت أوضاع الحزب دون مساعدة أحد , ولم تكن هناك أية ديون عليه .
- الدائرة المالية السابقة ارتكبت تجاوزات خطيرة , فحاولت ( بحماقة ) تحمل بعض الاعباء انقاذاً لسمعة الحزب .
- سهام الحقد ستصيب من يطلقها وعلى الباغي تدور الدوائر .
في العام 1990 وبعد الانفراج الديمقراطي في البلاد كنت احد المؤسسين العشرة لحزب دعاء والذين كان على رأسهم شقيقي الدكتور يوسف ابوبكر وأشخاص كانت لهم الرغبة الصادقة في عمل حزبي محترم يلتزم بالدستور والقوانين ويقدم فكراً عروبياً اسلامياً مستنيراً , فتأسس الحزب حسب قانون الأحزاب لعام 1992 وحصل على الترخيص القانوني في شهر نيسان من العام 1993 .
ومنذ تاسيس الحزب وحتى اقرار نظام الدعم المالي , كنت انا وعائلتي نقوم بالانفاق على الحزب من مالنا الخاص دون مساعدة من احد ودون تلقي أي دعم سواء كان داخليا او خارجيا , واستمرت مسيرته بكل ما فيها من عناء وتعب ومتعة , لأننا كنا نريد أن نؤسس لحالة جديدة ومتجددة في الحياة السياسية الاردنية وبفضل جهود الاخوة الاوائل الذين اخذوا على عاتقهم حمل هذه المسيرة الطيبة بأناسها الطيبين الذين لا ننسى تحملهم المشاق والسهر خدمة لحزب دعاء واهدافه وبرامجه , حيث احتل الحزب موقعه الذي يستحق على خريطة الاحزاب الاردنية واستقطب الكثيرين من الاعضاء الذين مازلنا نذكرهم بكل الخير أمثال المرحوم عساف الكايد ومحمد العيشات ومحمود ابوخوصة ومحمد الزغل وعماد ابو ردن ومحمد المراعية واحمد الرفاعي وغيرهم الكثير ممن اعطوا هذا الحزب من جهدهم وعرقهم .
تميز الحزب بالنظافة في كافة الاتجاهات , سواء نظافة ونصاعة اعضائه أو من حيث عدم وجود الوجوه الفاسدة التي تعمل على تعكير صفو الاجواء , لأننا كنا بمثابة عائلة حزبية واحدة يجمعها الحب والاحترام والمودة وفوق ذلك يجمعها فكر راق اجتمعوا عليه فحافظوا عليه من كل اولئك الذين كانوا يريدون شراً بحزب دعاء .
واستمرت القافلة بالسير بكل امان واطمئنان والعائلة تقدم للحزب بكل سخاء , وهذا لا ينكره الا كل جاحد خائن , ولا اعتقد ان هذه الأنواع من الأعضاء كانوا ضمن صفوف الحزب , لأنهم أناس مخلصون لا يعرفون الجحود ولا الخيانة , بل هم طيبون كهذه الارض الطيبة التي نعتز بها ونفخر ونرويها بدمائنا ونحافظ عليها بأهداب عيوننا .
إلى أن صدر قانون الاحزاب السياسية لعام 2007 , فقررنا في الحزب العمل على تصويب الاوضاع وبما يتوافق مع القانون , في تلك الأثناء كنت اعمل في بيروت , واتنقل بين العاصمة اللبنانية وعمان , واتخذت قراراً بالموافقة على البدء بإجراءات التصويب التي ستحتاج مبلغاً من المال ليس هيناً , فأبديت إستعدادي لذلك ودون مساعدة من أحد على الاطلاق , وكنت اقوم بارسال الاموال تباعاً الى ان انجزنا تصويب الحزب وكنا اول حزب يقوم بتصويب اوضاعه .
حتى هذه اللحظة لم تكن على الحزب اية ديون او التزامات مالية تذكر بالمعنى الحقيقي , وكل ما تحملناه فوق انفاقنا لا يتجاوز الثمانية الاف دينار قمنا بتسديدها مع تقديم اول دفعة مالية من الدعم المالي الحكومي , وتنفسنا الصعداء , وكنا سعداء بإقرار نظام الدعم الذي رأينا فيه انه سيتيح لنا العمل بكل سهولة ويسر ويعمل على تمكيننا من التوسع وافتتاح المكاتب في الفروع والقيام بالنشاطات المختلفة .
كنت ما زلت انتقل بين عمان وبيروت نظراً لأعمالي في العاصمة اللبنانية وكنا قد شكلنا في الحزب لجنة مالية وهي مفوضة بالتوقيع في الشؤون المالية ويرأسها أحد الأعضاء واسمه خليل العرجا والذي كان ايضاً مسؤولاً عن الشؤون التنظيمية في الحزب , وكنت اتوسم فيه الخير نظراً لنشاطه وحيويته , ولكني لم اكن اعرف ان وراء الاكمة ما وراءها .
كانت تصلني رسائل من بعض اعضاء الحزب حول وجود تجاوزات مالية وديون , وانا بطبعي لا احبذ التدخل في الشؤون المالية لأنني اجهل بأمرها وتفاصيلها , وفي احدى الجلسات تبين ان الحزب ترتبت عليه التزامات مالية قدرت بتسعة وثلاثين الف دينار , فكانت صاعقة فوق رأسي , فعندما بدأنا السؤال والاستفسار , كانت تأتي اجابات غير مقنعة , وبدأنا البحث عن حلول للخروج من هذه الديون.
ارتكبت حماقة كبرى , وهي اولى الحماقات اعتقاداً مني بانقاذ الوضع , فقمت بالطلب بضرورة تحويل هذه الديون الى ديون شخصية , وتنطحت انا لهذا الموضوع اعتقاداً مني ان الاهم هو انقاذ الحزب وسمعته حتى لو تحملت انا شخصياً الجزء الاكبر منها , حيث قمت برهن الشقة التي اسكنها وطلبت من المدعو خليل العرجا القيام بإجراءات تسديد هذه الديون , واعتقدت انه قام بذلك , الم اقل انني في قمة الحماقة ؟ ولكنه للاسف الشديد كان يسير بالامور الى الهاوية بصورة غير مقبولة ومفاجئة لي وللآخرين .وعندما بدأت وزارة الداخلية بصرف الدفعة الثالثة من الدعم نهاية عام 2009 تم تعليق الدعم عن الحزب نظراً لوجود هذه المخالفات وقيام بعض الاشخاص الذين بحوزتهم شيكات صادرة من الحزب بإبلاغ وزارة الداخلية - دائرة الاحزاب - لان هذه الشيكات لا رصيد لها اصلا ً , وهنا الطامة الكبرى , وحتى هذه اللحطة وانا احاول انقاذ ما يمكن انقاذه بتحويل جزء من هذه الديون ولو على حسابي الشخصي , فكنت مستعدا للتضحية باسمي وسمعتي وتحمل هذه الديون التي لا اعرف حتى اللحظة كيف صارت واصبحت , وكيف تم هذا التلاعب والتواطؤ .
ماذا سافعل إزاء ذلك وماهي الحلول لهذا المأزق الخطير الذي أوقعتنا فيه الدائرة المالية التي اساءت لحزب نظيف طاهر يعمل منذ أكثر من عقد ونصف دون ان يمس بكلمة واحدة ودون أن يتحمل ولو ديناراً واحداً كدين عليه ؟فكان القرار بأن توجهت الى هيئة مكافحة الفساد وقمت بالابلاغ عن وجود شبهة فساد مالي , وبدأت التحقيقات المستمرة حتى هذه اللحظة , وفي هذه الأثناء قام بعض الاشخاص الذين التزمت لهم شخصياً بتهديدي بضرورة الدفع لهم والا تقديم شكاوى ضدي للحصول على حقوقهم , وها أنذا الآن أقوم بتصويب اوضاعي وتسديد ما يترتب علي من التزامات أنا بريء منها براءة الذئب من دم يوسف والكثيرون من اعضاء الحزب يعرفون ذلك , ويدركون بأن محمد أبوبكر انظف وأشرف من أن يمد يده لمال عام وغيره , وهو الذي مازال ينفق من جيبه الخاص منذ اليوم الاول للتأسيس وحتى وقت قريب , ويقدّر ما تم انفاقه على الحزب مني أنا شخصياً أو عائلة ابوبكر بأكثر من نصف مليون دينار والله خير الشاهدين على ذلك , والاعضاء الذين مازالوا يمتازون بالطهارة ونظافة اليد واللسان , لأننا هكذا في حزب دعاء الذي كان نظيفاً طاهراً الى أن لوثته تلك الأيدي الوسخة .
في خضم تلك الاجواء غير السوية تقدمت بإستقالتي من الحزب مرتين وكنت اعود عن الاستقالة مجبراً ومضطراً ونزولاً عند رغبة الاخوة الاكارم الذين كانوا يعتقدون ان استقالتي هي هروب من الواقع وتحمل المسؤولية , وكان البعض يؤكد ان خروجي من الحزب يعني بداية الانهيار التدريجي له وافول نجم الحزب واندثاره , الى ان بدأت سلسة من اللقاءات مع بعض الأعضاء الذين توسمت فيه الخير , ومنهم من كان قدم استقالته سابقاً احتجاجاً على سوء الأوضاع وتصرفات الدائرة المالية , فأقنعتهم بالعودة وضرورة عقد مؤتمر عام للحزب ينتخب قيادة جديدة لإنقاذ الحزب من الحالة المتردية التي وصل لها .طلبت من الاخوة قبل عقد المؤتمر العام ان يوافقوا على اعفائي من موقع الامين العام لأنني ارغب بالراحة , فكان الاقتراح ان اتولى منصب الرئاسة , بحيث لا اثقل نفسي بالشأن الداخلي الحزبي وأتفرغ للامور الخارجية , وأتيح المجال لقيادة جديدة أن تعبر بهذا الحزب الى بر الامان وتعمل على حل كافة الاشكالات القائمة والعمل على تصويب الوضع الداخلي التنظيمي وكذلك المالي .
وتوسمت الخير بشخص اخي العزيز اسامة بنات بتولي موقع الامين العام واختيار مجلس امناء للحزب , فعقدنا المؤتمر وابلغنا نتائجه لوزارة الداخلية , ووافقوا على ذلك وبدأنا مسيرتنا الجديدة في حزب دعاء , وكنت قد اطلعت الاخوة اعضاء مجلس الامناء حول كافة تفاصيل المرحلة السابقة وما تعرضت له من ظلم وغبن , وتحمل الكثير من الاعباء انقاذاً لسمعة الحزب وحفاظا على هويته ووجوده على الساحة السياسية الاردنية وكنت التقي مع قيادة الحزب في بيتي , وحتى تسير الامور بكل صراحة ووضوح وشفافية والتزام وضعنا كتاب الله العظيم بيننا وتعاهدنا على المضي قدماً حتى يبقى الحزب ويعود الى سابق عهده بعد ان لفظنا اولئك الذين كانوا سببا ً فيما آلت اليه أوضاعه الداخلية وخاصة المالية على وجه الخصوص , وكل اعضاء الحزب يعرفون تماما ً ما تحملته في سبيل الحزب على مدى سنوات طويلة وخاصة الفترة الاخيرة التي اكتشفت فيها حجم التلاعب في حزب اعتبره وكأنه أحد أولادي لأنني قمت برعايته وتربيته وما بخلت عليه يوماً والكل يشهد على ذلك .
وفوجئت بإتخاذ مجلس امناء الحزب قراراً بفصلي من صفوفه , فضحكت وتألمت في آن .. أبعْد كل هذا العمل الشاق الطويل أفصل من الحزب وعلى أيدي أخوتي الذين جئت أنا بهم لتولي زمام الامور لأنني رأيت فيهم خير من يقود المرحلة القادمة ؟ ولكنني فهمت الرسالة , يريدون محمد ابوبكر ان يكون هو الوحيد الضحية وكبش الفداء , يريدون أن يتحمل محمد ابوبكر كل هذه التبعات والتجاوزات والاختلاسات , وهم اعرف الناس بي وبنظافة يدي وكذلك لساني , فلا اذكر مرة واحدة في حياتي أنني أسأت لانسان أو جرحت كرامته , لا والله فهذه ليست من شيمي ولا من تربيتي التي اعتز بها , سأعيش محترماً وأموت محترماً.حاولوا تشويه صورتي وسمعتي في وسائل الاعلام , ولم ارد على احد , لأنني سأبقى شامخاً كالطود ولأنني أعرف نفسي جيداً , وأنا على استعداد لتحمل أية نتيجة سلبية إذا كنت قد اخطأت أو أسأت أو كنت سبباً في أي تجاوزات او شبهات , فأنا لست كذلك ولن اكون بعون الله , وليحكم البعض ضميره لأنه يعرفني تمام المعرفة , فلو كل الناس تجاوزت حدودها , فأنا دائم الإلتزام بحدودي فأخلاقي ارفع واجل بأن تجعلني أنساق وراء التلفظ بإساءات هنا او هناك , لأنني مازلت في داخلي احتفظ بكل الحب والاحترام لكل عضو من اعضاء حزب دعاء حتى اولئك الذين اساءوا لي مؤخراً .
اطلب من الله ان يعينني على ما تحملت , فأنا بعونه تعالى قادر على ذلك , ومن يريد توجيه سهام حقده الي أو تغيير مسار قرص النار ليصيبني , أؤكد لهم بأن ذلك سيكون مسعى خائباً لأنني احتفظ بكل ما شأنه أن يؤكد نظافتي ونصاعة سجلي الشخصي والحزبي جنباً الى جنب من الكثيرين الذين سيقفون درعاً ومتراساً دفاعاً عني وعن سمعتي التي لم تخدش يوماً ما , وهاهم يحاولون أن يخدشوها , ولكن على الباغي تدور الدوائر , وسأعود قريباً في عمل عام ارقى وانظف لأنني ما اعتدت الإنزواء في الظلام , لأنني سأبقى واضحاً وضوح الشمس وسأحافظ ما حييت على اخلاقي وتربيتي والاسرة التي كانت دائما الحضن الدافئ لي .
وختاماً سأقول وداعاً لعمل حزبي على هذه الشاكلة , لأنه يجعلك تشعر بالقرف والاشمئزاز إلى حد التقيؤ , وقد نحتاج بالفعل إلى مئة سنة ضوئية للحاق بركب الشعوب المتقدمة التي تدرك تماماً أهمية هذا العمل الذي تحول عند البعض مجرد مؤامرات ومناكفات وتصفية حسابات واصبح في الدرك الاسفل.