الخبز والحرية

السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024

الخبز والحرية

بقلم : د. رضا المومني
16-01-2013 12:08 PM

مع تصاعد وتيرة الحملة الانتخابية الدائرة الآن من الملاحظ التزايد المستمر في عدد ونوعية الشعارات المرفوعة في الشوارع والساحات وعلى صفحات الجرائد اليومية ومن على شاشات القنوات التلفزيونية الدعائية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي والمقار الانتخابية,هذه الشعارات الكثير منها مصاغة ومقولبة بشكل يدغدغ مشاعر المواطن البسيط بآلاف من الوعود البراقة والكلمات المنمقة والمعاني التي لايكاد يتسع لها الزمان أو المكان ولكأن المرشحون هؤلاء يخاطبون جماهير غفيرة من الجهلة والسذج ويريدون من هذة الجماهير ان تسبح في بحار احلامهم الوهمية بعيدا عن أى منطق واقعي وعن أدنى درجات الاحترام للعقل الانساني وذكاء المواطن.
ومما يلفت الانتباه ان اكثر الشعارات الفضفاضة أصحابها هم رجال الاعمال الذين نجدهم على رؤوس القوائم الوطنية, فالجميع وبحمد من الله وتوفيقه أصبحوا بين يوم وليلة دعاة للديموقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية التى لا نظير لها الا في جمهورية افلاطون الفاضلة والمساواة وحقوق الانسان تماما كالتي نادت بها الثورة الفرنسية , شعارات تخاطب العواطف وكأن المتلقي وهو الذى يشكل الغالبية العظمى من الناس, كأن هذا المتلقي بلا عقل ولا ادراك ولسنا اكثر من قطيع يساق الى حيث يريد الراعي.
خطابي للمرشحين أن يحترموا عقول الناس فنحن في هذا البلد لدينا غالبية من الشعب صحيح أنها فقيرة وضئيلة الدخل لكنها واعية ومتعلمة وفينا قلة قليلة من الجهلة , خطابي للمرشحين ان يحترموا الناس الذين من المفترض ان يختاروهم للوصول الى مجلس النواب , واحترام المرشحين للناخبين يتمثل أصلا باحترام ما يريده الناس أساسا , وما يريده غالبية الناس يا أيها المترشحون ليس الديموقرطية العوجاء التي صدعتم رؤوس الناس بها وليس الاصلاح المزيف الذي تتكلمون عنه وليس محاربة الفساد الشكلي الذي لم تشبعوا من الحديث عنه ليل نهار, ماتريده الغالبية العظمى من \'قواعدكم الانتخابية!!\' ليس هذا ولا ذاك وانما تريد الخبز أولا وثانيا وثالثا ,تريده خبزا من عرق الجبين من عمل شريف نظيف لا خبزا عبر المنح والهبات والاعطيات في المناسبات والازمات, الشعب ايها المترشحون لمجلس النواب لا تلزمه كل ديباجاتكم الكلامية الممجوجة والمستهلكة والمجربة والتي أتخمت بها أسماعنا وامتلأت بها جيوب الشعب الجائع, هذا الشعب وقد شب عن الطوق عبر المعاناة والصبر الذي لا طائل منه, الشعب ما عاد يصدق الكلام المعسول والوعود الفارغة من أي محتوى لأن المجرب الفاشل لا يجربه العاقل مرة أخرى. .
الشعب ايها المترشحون يريد العمل من اجل الخبز ويريد الحرية لا من قيود الصهيونية والاستعمار كما تروجون وكما روج من كان قبلكم , وانما الحرية من القهر والظلم الطبقي ,الحرية من سجن الفقر والفاقة وانسداد آفاق المستقبل في وجه الآلاف المؤلفة من الشباب المكبل بأغلال البطالة, ذاك ان الشعوب الجائعة والمضطهدة لا تستطيع الدفاع عن أوطانها وتقف دائما عاجزةعن الوقوف في وجه الأعداء, هذا ما تريده الغالبية العظمي من الشعب فهلا أزلتم عن وجوهكم اقنعة الشعارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع , وهل أنتم قادرون فعلا على تلبية مطالب غالبية الشعب؟ أم انها المسرحية اليتيمة ذاتها التي لم تملوا من عرضها على الناس مرات ومرات دونما كلل أو ملـل , لا داعي لكثرة الكلام لأن المطلوب وبكل بساطة واختصار:( الشعب يريد الخبزوالحرية). .