عندما يتصدر الفاسدون الحديث عن الشرف

السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024

عندما يتصدر الفاسدون الحديث عن الشرف

بقلم : سليمان نصيرات
22-01-2013 11:46 AM

ان المواطن وهو يرى العديد من عتاة الفاسدين ممن ينتقلون من مكان الى آخر يتحدثون عن الامانه والشرف, والمواطنون يعرفون انهم اثناء اشغالهم للوظيفه العامه كانوا فاسدين ومفسدين من راسهم حتى اخمص قدميهم وهم يعرفون هذه الحقيقه ويريدون انيدلسوا علينا ويبيعونا الشرف, ويدعون ان البلاد خربت بعدهم ,وانهم ضحية مؤامره عليهم وان قوي الشد العكسي هي التي تلاحقهم .
كماان المواطن يلاحظ ايصا ان البعض من الفاسدين الذين ارسلوا للقضاء, اذا تم تبرأتهم بسبب عدم كفاية الادله ينشروا برقيات الشكر للقضاء الاردني النزيه , واذا ما ادانه القضاء فإنه يهاجمه ويدعي ان القضاء مسيس وانه هناك قوى تترصد له .ان تصدر العديد للكلام عن الفساد في كل جلسه او ندوه هو بحد ذاته يؤشر الى ان الشخص يريد ان يذر الرماد في العيون لتغطية فساده , فالانسان الشريف ليس مظطرا للحديث عن الشرف بمناسبه او بدونها, لانه يعرف نفسه ويعرفه الناس , اما الفاسد فهو بحاجه لنفي ما يشعر انه فيه, فالمتهم هو من يحاول ان يبرئ نفسه , ومن هذا المنطلق فان اكثر من يتكلم عن الفساد وضرورة مقاومته هم الفاسدون انفسهم .فتراهم في المجالس اول من يهاجم الفساد وانه اذا عاد الى منصبه السابق سواء نائبا او وزيرا فإنه سيقضي على الفساد .
.كيف لنا ان نصدق من يتنقل من جامعه الى جامعه ومن معهد الى معهد ومن جمعيه الى جمعيه ليحاضر عن اهمية الحفاظ على المال العام وهو تفوح منه رائحة الفساد ومتهم باختلاس المال العام واساءة استخدام الوظيفه او السمسره او غيرها من سوء الاداره واهدار المال العام وتعيين شلته ومحاسيبه بدون وجه حق .
كيف لنا ان نصدق من يزاود ويحاضرنا عن الوطنيه وفي اعلى مؤسساتنا الوطنيه المدنيه او العسكريه , والوطنيه منه براء لانه تاجر بالوطن , وقفز من سرج الى سرج وباع وطنيته بثمن بخس وتخلى عن كل مبدأ شريف للوصول الى هدفه, ان من يريد ان يحاضر علينا بالوطنيه او ان يعلمنا الوطنيه ينبغي ان يكون تاريخه قمه في الاخلاص والوطنيه وهذه لا يمكن اخفاءها عن الناس ؟
كيف لنا ان نصدق من يزايد علينا وطنيه وهو متلون كالحرباء فهو مع القوميين القومي الاول ومع الاسلاميين فالاسلام هو الحل, ومع اليساريين فالاشتركيه هي الحل, ومع الوطنيين فهو الاقليمي الاشد نعصبا ,.هذا من حيث الشعارات اما في الممارسه العمليه فانه يريد ان يشق العرب عربين وحسب الجهات الابع , وهو العشائري الاول الذي لا يشق له غبار اذا فكر ان يترشح للبرلمان الاردني يخفي بشكل قاطع اي صله حزبيه له, لانه يشعر انها تلوثه في هذا المقام .واما عن العلاقه الاردنيه الفلسطينيه فهو تميل حيثما تميل الريح , فتارة العلاقه بيضه بصفارين, وفي اليوم التاي يطالب بفك الارتباط وحسب مقتضيات مصالحه الضيقه والشخصيه .
.كيف لنا ان نصدق مترشحا يريد محاربة الفساد وهو يحاول بكل خبث ان يستغل ظروف الفقراء الصعبه او ضعاف النفوس ويشتري اصوات المواطنين في سوق النخاسه ويتخذها سلما للوصول الى اعلى منبر في البلد وهو مجلس النواب .كيف لنا ان نصدق مرشحا بانه يريد ان يحافظ على مقدرات الوطن وتاريخه يشهد انه تاجر بمقدرات الوطن وقدم مصالحه النانيه الضيقه على مصالح الوطن والشعب ؟
.كيف للمواطن ان يصدق من خدم وزيرا وكان قمه في المحسوبيه ولا يوجد في قاموسه عبارة العداله وتكافوء الفرص عندما يحدثنا عن العداله والنزاهه وانه حريصا على ان ياخذ كل مواطن حقه ؟.
ان اي شخص فاسد مخادع يريد ان يبيعنا الشرف بعد ان ارتدى بزة الثعلب, علينا ان ننزع عنه هذه البزه .انه ما كان يمكن للفاسدين ان يتاجروا علينا وينظروا علينا بالامانه والشرف , لولا انهم وجدوا من يستمع ويصفق لهم نفاقا, وهو يعرف فسادهم ان واجب المواطن الشريف ان يعري هؤلاء الفاسدين ويعزلهم و ينزعوا عنهم زي الثعالب, وان يواجهوهم بالحقيقه, وانه لا مكان لهم في منبر المضافات او الصالونات او الجامعات او معاهدنا العسكريه .لاننا نعطيهم صك براءه لا يستحقونها .
ان مقاومة الفساد تبدأ من عند المواطن اولا, وقبل القضاء, فالمواطن لها قناعاته ومشاهداته, واما القضاء فله بيناته التي يحكم بها على الفاسدين, وقد لا تكون تلك البينات متوفره لان الفاسدين ماهرين في تغطية انفسهم ورقيا او حتى قانونيا , وبالتاي قد يشعر الفاسد والحرامي انه قد فلت من الادانه القضائيه, ولكن عليه ان لا يفلت من الادانه الشعبيه وهي الاهم ,لان لسان الخلق هي اقلام الحق .
على المواطن الذي يريد ان يكافح الفساد ان يبادر بنفسه ولا يقول خليها تأتي من غيري .لان هذا التعبير هو تعبير انهزامي ولو ان كل مواطن سار وطأطأ راسه للفاسدين, فلا يبقى راسا مرفوعا في هذا البلد الا رؤوس الفاسدين .
للاسف هناك قضايا مطروحه امام القضاء وصاحبها يريد استغفال الشعب والعوده للبرلمان وعلى ظهر الشعب ليكسب الحصانه المعنويه والقانونيه ونحن من نقدمها له .وهناك وزراء تدور حولهم الشبهات عادوا للمركز مرة اخرى ولا نعرف كيف عادوا وما هي الاسس؟
انت ايها الشعب تعرف الفاسدين واحدا واحدا وانت تعرف كيف كانوا قبل تسلم الوظيفه العامه وكيف اصبحوا بعد تسلمها لعدة اشهر من اصحاب الملايين , واننا نعرف ان ما تركه له والده هي ملاليم , وانه لم يربح في اليانصيب الدولي .لذالك عندما يتقدم اي فاسد من هؤلاء ليتاجر عليك وطنيه ويبيعك شرفا ملوثا عليك ان تزبله وترفضه وتحاصره حتى لا تلدغ من جحره مرتين ِ