لا أعتقد أن الخوف كان النتيجة التي خرجنا بها من خلال متابعة الأزمة السورية وغيرها, ولا أعتقد أن الشعب الأردني شعب جبان, بل اقول أن الشعب قد وصل الى درجة عالية من الوعي والعلم والثقافة, وما يسري على إخواننا في سوريا لم ولن يسري على الشعب الأردني فالنظام غير النظام, لم يحدث ان النظام في الأردن كان متجبرا او ظالما, ولا أعتقد أنه مهما سائت الظروف في الأردن سيصل الناس الى مرحلة الجوع, بل أكاد أجزم من إيماني بأن الشعب الأردني هو شعب متعلم ومثقف, بأن الذي حدث هو أننا تعلمنا من تلك التجارب أن التعبير عن الرأي بالقتل والعنف والتخريب للمتلكات العامة والخاصة, سيقابله رد عنيف من الجهات المسؤولة عن الأمن وعن سلامة الناس وممتلكاتهم, وأيضا سيرافقه إندساس لمن لهم أجندات ومصالح شخصية أو خارجية, وبدلا من أن نكتفي بمتابعة تلك القنوات الفضائية التي تحاول ان تلعب دور البطولة, وتحاول أن تفرض سيناريوهات معينة, وتختار أبطالها بعناية, وتزرع الفتنة بين صفوف الشعب, لمصلحة تجارية, أو لمصلحة شخص ربما كان صاحب القناة, ليصبح بطلا قوميا على سبيل المثال أو نائبا, لماذا لا نتابع القنوات العالمية, بالرغم من علمي أن ليس كل ما يقولونه صحيحا, ولكن يمكن أن نستنتج من خلال متابعتها أننا لسنا الوحيدين في هذا العالم الذين نعاني من أوضاع إقتصادية وإجتماعية وسياسية سيئة أو غير مقبولة, بل ربما كنا أفضل بكثير من الكثير منها, ما أود قوله هنا أنه يتوجب علينا أن نحل مشاكلنا بالحوار والمظاهرات السلمية والتعبير الحضاري الذي هدفه الإصلاح والبناء والتوجيه وليس الإسائة والتدمير والخراب, وفي النهاية السلطة للشعب والشعب وحده من يقرر مصيره, والسؤال المطروح هنا فيما يخص نسبة التصويت, لماذا لم يتوجه ثلثي الشعب الى صناديق الإقتراع, لماذا لم يشاركو في إختيار الشخص الذي يكون مناسبا, فالتعبير بكل إحترام وكرامة في صندوق الإقتراع لهو أفضل من التعبير في الشارع بالتكسير والتدمير, ولو فرضنا أن هذا المجلس سيلغى وسيعاد إنتخاب مجموعة جديدة, هل هذا دليل على أننا نعيش في بلد ديموقراطي, لا بل هو دليل على أننا شعب متردد ولا نعي ما نفعل, إن مستقبل البلد ليس لعبة في أيدي أناس لا يهمهم إلا مصلحتهم الشخصية, فمن لم يوفق في الإنتخابات يلقي اللوم على القانون وعلى الفساد وغيره, وحتى يثأر لنفسه أو يغطي على فشله الذي هو أصلا طبيعي وليس فيه إساءة له, فهذه طبيعة التنافس, كفى نظرا الى الوراء, ولنحاول أن نخطو خطوات الى الأمام, ولنحاول أن نكون إيجابيين, وندعم مسيرة الإصلاح والبناء, ولن نكون بذلك سحيجة بل سنكون مواطنين صالحين نحب وطننا ونحافظ على أمنه وإستقراره.
مع الشكر والإحترام للكاتبة
بعد كل ما تكشف للمواطن و كي نستطيع استغلال الربيع العربي بطريقة ايجابية لفرض جسم الاصلاح ، لا بد ان نتقمص عقل النظام الحاكم وطريقة تفكيره وتركيزه واولوياته .
ما تم متابعته و الاطلاع علية من تحاليل و دراسات استراتيجية لمعاهد و مفكرين وكتاب سياسين محليين وعرب ودوليين لم ينقل احدا منهم مانسبته 5% من حقيقة ما يحدث داخل المملكة . على سبيل المثال تابعنا بتاريخ 18 كانون الثاني 2013، خاطب ديفيد شينكر، ديفيد ماكوفسكي وروبرت ساتلوف في المنتدى السياسي في معهد واشنطن لمناقشة الانتخابات الأردنية والإسرائيلية. توقعاتهم لنتائج الانتخابات تحديدا في الاردن ، ظهرت بعيدة عن تحليلاتهم
حتى توقعات وتحليلات هذه النخب لسياسة النظام ومنهجه بالتعامل مع الاوضاع الداخلية الاصلاحية او الاوضاع الاقليميه الحساسه ثبت ان معظمها فرضيات لا اساس من الصحة لمعظمها ، لكن الحقيقة لا نستطيع ان نجزم ونتبنى قول سارحة والرب راعيها ، ثبت ان تخطيط نظامنا السياسي يؤدي دوره ببراعة وذكاء بنسبة 100 % ، ولو سخر 5 % منه لانعاش الشعب لسجدنا له سته مرات في اليوم ، لعبة النظام بالسيطرة ، هي بالتلاعب على تركيبته السكانيه !! وتحليل منهجه لرسم التوقعات ان ابتعد عن هذه التركيبة كاساس لتحليله من المؤكد ان نسبة الصواب فيها متدنيه جدا ، لهذا نحن بحاجة لنخبة مفكرة ومثقفة تقف وتنطلق من منتصف النهر تحلل بشفافية وواقعية بعيدة عن التطرف او التحيز هدفها مصلحة الطرفين ، عندها نستطيع رسم ملامح حقيقية لاستغلال الربيع العربي بطريقة ايجابية تصون الحقوق و الهويه والارض و تصب بمصلحة الوطن والمواطن . يبقى السؤال اين هم النخبة ، هل هم مولودين حاليا ام سننتظر ولادتهم ؟؟
دائما هناك منطق في كلامك وكما يقال بعبي الراس، تشخيصك للواقع رائع وكما حملت المسؤولية للنظام في الوضع المأزوم ،حملت جزء من المسؤولية للحراك واتفق مع تشخيصك ،للاسف ان الحراك لا يمتلك الرؤية الواضحة وتشتت الجهود ،حتى يكون الحراك والمعارضة ناحجه وتكسب ثقة المواطن لا بد من توحيد ذاتها لتوحيد اجندتها على اهداف واضحة ومرتبطة بالوضع الداخلي ،للاسف اننا نرى استراتيجية واضحة للنظام وهي المراهنة على الوقت وبعثرة الحراك والخوف المتملك عند الناس من المستقبل المجهول ،للاسف ان النظام يضع الناس بين ان يختاروا بين السئ والاسوء ،التغيير لن يحدث بطريقة منظمه في الاردن والسبب سياسة النظام وهذا الخوف والمرعب في الامر ان يحدث بطريقة غير منظمه ينتج عنها فوضى والسبب من المؤكد سياسات النظام والرهان على شعبيته والصدمات التي يحدثها برفع الاسعار والوضع الاقتصادي والوضع الخارجي المرتبط بالمحيط العربي والاخص سوريا ..اسوء ما في الامرفي الاردن بناء استراتيجيات على وضع الشعب اي حسب المزاج الشعبي ،وليس بناء استراتيجيات اننا دولة لا بد من وضع خطط ودراسات لتفيذها للخلاص من وضعنا المتأزم ...دائما كتاباتك رائعة وتستحق ان تقرأ وتحلل