|
|
احسن الظن
بقلم : فخري الفلاح
29-01-2013 11:49 AM بسم الله الرحمن الرحيم أحسن الظن قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ }الحجرات12 ,وقال تعالى : تعريف الظن : هو التردد الراجح بين طرفي الاعتقاد الغير جازم ,وهو شك ويقين إلا أنه ليس بيقين تام . وهناك ظن محمود: هو ما يعتقد انه خير للشخص الأخر, وظن مذموم: وهو ما يعتقد شر للشخص الأخر. بدلالة قوله تعالى: (إن بعض الظن إثم) [الحجرات: 12] وقوله تعالى: (ولولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً) [النور: 12] وقوله تعالى (وظننتم ظن السوء وكنتم قوماً بورا) [الفتح: 12] وقال النبي (ص ): ( إذا كان أحدكم مادحاً فليقل أحسب كذا ولا أزكي على الله أحداً) . والـظن لا يفيد اليقين ولا يغني عن الحق، ولا يعني الشك أو الريب. وقال تعالى: \\\'يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً، وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ، قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ* وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ*\\\' 41-42/12/يوسف ,وقال تعالى : \\\'فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّى تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ، فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللهِ، وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ*\\\' 230/2/البقرة ,وقال تعالى : \\\'فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُواْ كِتَابِيَهْ* إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ* فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ* فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ* قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ* كُلُواْ وَاشْرَبُواْ هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ*\\\' 19-24/69/الحاقة. انقضت الانتخابات فاز من فاز وخسر من خسر, كثر العتب بين الناس وكثر الشك أنت صوت معي, وأنت لم تصوت معي , كثر الكلام والجدل وانتشر سوء الظن بين الناس في هذه الأيام وأصبح الرجل يشك بالرجل الأخر , والأخ يشك بأخيه وزوجته في أمر الانتخابات, ولم يعد يثق بأي شخص . انقضت الانتخابات وأخرجت مجموعة من الرجال نرجو من الله أن يكونوا خيرا للبلاد وخيرا لنا ويساعدونا على المرور من هذه الأزمة الصعبة التي تمر بنا وتحيط بنا من كل جانب يساعدوا البلاد على المرور من اللازمة الاقتصادية التي تمر بها ,ونعتقد أن هناك أزمة سياسية اقتصادية اجتماعية قادمة إلينا في القريب العاجل . نعتقد أن الأردن بعد الخصخصة التي مر بها وبعد أن باعوا كل شيء من تحت الأرض ومن فوق الأرض , بعد أن باعو الفوسفات والعقبة والعبدلي وغيرها من الأماكن الحساسة في الأردن العزيز ,ولم يبقى إلا هذا الإنسان البسيط الفقير الذي يعيش فوق هذا التراب الطاهر , نعتقد أن في الأيام القادمة ومع هذا البرلمان التجاري الذي معظم أعضاه هم رجال أعمال من النوع الثقيل , أي هم رجال تجارة بزنس مان أنهم سوف يبيعون هذا الوطن ويقبضون الثمن الزهيد وكل نائب له ثمن عند الحكومة القادمة ,هناك اتفاقيات قادمة إلينا سوف يناقشونها في البرلمان القادم اتفاقية الوطن البديل , ويا ترى كم ثمن هذه الاتفاقية سوف يقبضون ثمنها النواب الكرام , لماذا يدفعون المرشحين هذه الأموال بالملايين من اجل الوصل إلى القبة . ماذا يوجد تحت القبة, كما قلنا النواب هم رجال أعمال , أي محسوبة بالدينار الذي يدفعه المرشح في الانتخابات سوف يقبض مقابلة الآلاف الدنانير تحت القبة , وإلا لماذا هذا التنافس الشديد . نعود إلى مقالنا حسن الظن يجب علينا أن نحسن الظن في نوابنا الكرام , وفي الحكومة الرشيدة القادمة التي لا ندري من هو رئيسهم المكلف , ونحسن الظن في الأيام القادمة , ويجب أن يريح العبد فينا قلبه وان يسعد نفسه من حسن الظن، فيها يسلم من أذى الخواطر المقلقة التي تؤذي النفس، وتكدر البال، وتتعب الجسد. إن حسن الظن يؤدي إلى سلامة الصدر وتدعيم روابط الألفة والمحبة بين أبناء المجتمع، فلا تحمل الصدور غلاًّ ولا حقدًا ، امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم: \\\'إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا...\\\'. هناك العديد من الأسباب التي تعين المسلم على إحسان الظن بالآخرين نذكر منها: 1) الدعاء: فإنه باب كل خير، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ربه أن يرزقه قلبًا سليمًا. 2) إنزال النفس منزلة الغير: فلو أن كل واحد منا عند صدور فعل أو قول من أخيه وضع نفسه مكانه لحمله ذلك على إحسان الظن بالآخرين، وقد وجه الله عباده لهذا المعنى حين قال سبحانه: {لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً} [النور:12]. وأشعر الله عباده المؤمنين أنهم كيان واحد ، حتى إن الواحد حين يلقى أخاه ويسلم عليه فكأنما يسلم على نفسه: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ} [النور:61]. 3) حمل الكلام على أحسن المحامل: هكذا كان دأب السلف رضي الله عنهم. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: \\\'لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملاً\\\'. 4) التماس الأعذار للآخرين: فعند صدور قول أو فعل يسبب لك ضيقًا أو حزنًا حاول التماس الأعذار، واستحضر حال الصالحين الذين كانوا يحسنون الظن ويلتمسون المعاذير حتى قالوا: التمس لأخيك سبعين عذراً. وقال ابن سيرين رحمه الله: إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرًا ، فإن لم تجد فقل: لعل له عذرًا لا أعرفه.إنك حين تجتهد في التماس الأعذار ستريح نفسك من عناء الظن السيئ وستتجنب الإكثار من اللوم لإخوانك. 5) تجنب الحكم على النيات: وهذا من أعظم أسباب حسن الظن؛ حيث يترك العبد السرائر إلى الذي يعلمها وحده سبحانه، والله لم يأمرنا بشق الصدور، ولنتجنب الظن السيئ. 6) استحضار آفات سوء الظن: فمن ساء ظنه بالناس كان في تعب وهم لا ينقضي فضلاً عن خسارته لكل من يخالطه حتى أقرب الناس إليه ؛ إذ من عادة الناس الخطأ ولو من غير قصد ، ثم إن من آفات سوء الظن أنه يحمل صاحبه على اتهام الآخرين ، مع إحسان الظن بنفسه، وهو نوع من تزكية النفس التي نهى الله عنها في كتابه: {فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم:32].وأنكر سبحانه على اليهود هذا المسلك: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً} [النساء:49]. والآن نأتي إلى سؤ الظن ,فهي من أشد الآفات فتكًا بالأفراد والمجتمعات ,ذلك أنها إن تمكنت قضت على روح الألفة، وقطعت أواصر المودة، وولَّدت الشحناء والبغضاء. إن بعض مرضى القلوب لا ينظرون إلى الآخرين إلاَّ من خلال منظار أسود، الأصل عندهم في الناس أنهم متهمون، بل مدانون. ومما لا شك فيه أن هذه الظنون السيئة مخالفة لكتاب الله ولسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولهدي السلف رضي الله عنهم. أما الكتاب فقد جاء فيه قول ربنا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}[الحجرات: 12]. وأما السنة فقد ورد فيها قول الرسول صلى الله عليه وسلم: \\\'إياكم والظنّ؛ فإن الظن أكذبُ الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا\\\'.الحديث. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم المسلمين حُسن الظن، فقد جاءه رجل يقول: \\\'إن امرأتي ولدت غلامًا أسود. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل لك من إبل؟ قال: نعم. قال: فما ألوانها؟ قال: حُمْرُ. قال: هل فيها من أورق؟ [يعني فيه سواد] قال: إن فيها لأورقًا. قال: فأنى أتاها ذلك. قال: عسى أن يكون نزعه عِرْقٌ. قال: وهذا عسى أن يكون نزعه عِرْق\\\'[رواه البخاري ومسلم واللفظ له]. فإياك أخي الكريم وسوء الظن والشك بالناس وبالحكومة وبالنواب على كل صغيره وكل كبيره ، وادع ربك أن يصرف عنك خواطر السوء، وإن لم تستطع أن تدفع عن نفسك فلا أقل من السكوت وعدم الكلام بما ظننت لعلك تسلم. وفى الختام إن إحسان الظن بالناس يحتاج إلى كثير من مجاهدة النفس لحملها على ذلك خاصة وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ولا يكل ولا يمل عن التفريق بين المؤمنين والتحرش بينهم . وأعظم أسباب قطع الطريق على الشيطان هو إحسان الظن المسلمين رزقنا الله قلوبًا سليمة وأعاننا على إحسان الظن بإخواننا
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
|