أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الاصلاح السياسي في الاردن

بقلم : غازي جبر زايد
30-01-2013 11:51 AM


لقد مر على التاريخ أنواع كثيرة من أنظمة الحكم من حيث الشكل والمضمون ولقد تحدث عنها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من الخلافة الراشدة إلى الملك العضوض وغيرها ولكن النبي عليه الصلاة والسلام لم يؤسس نظام حكم سياسي وإنما وضع معالم وواجبات الأنظمة السياسية وكانت تصرفاته عليه الصلاة والسلام تنقسم إلى عدة أقسام منها ما هو تشريعي يتعلق بالنبوة ومنها ما يتعلق بحياة الناس اليومية وهي أمور لم تتعلق بالنبوة وتعامل معها كانسان عادي مثل قصة تابير النخل وسؤال إحدى النساء عن أحوال النساء فأرشدها لتسال آمنا عائشة رضي الله عنها
وعندما توفي الرسول عليه الصلاة والسلام لم يوصي بشكل مباشر لمن الحكم من بعده وهذا من أعظم الدروس التي علمنا بها سيدنا محمد صلى اله عليه وسلم علمنا بها الإبداع والتفكير والاجتهاد فلم يوصي بشكل مباشر عن من يحكم أو طريقة الحكم بل كانت الوصية الواضحة القاطعة هي التمسك بالقران والسنة والاجتهاد
ومن هنا نجد أن نظام الحكم في الإسلام تم بناءه على أساس الاجتهاد وليس بنص ويتضح ذلك من خلال الحوارات التي تمت بين الصحابة رضي الله عنهم ومن ثم طريقة اختيار الخليفة التالي من قبل الخليفة السابق وما نشأ عن ذلك من خلاف بين علماء المسلمين على طريقة الحكم
بل إن المفكر الإسلامي الكبير ابن خلدون أبدع في تفسيره لحديث الأئمة من قريش حيث فسر قريش بالقوة وليس بالقبيلة العينية ولذلك باب الاجتهاد مفتوح في نظام الحكم في الفكر الإسلامي
وعندما نتحدث عن النظام الملكي الشمولي نجده يتصف بالشمولية في كل شيء فهو الملك الأول كما هو الرياضي ألأول والاقتصادي الأوحد والسياسي الذي ليس له شبيه وشعاره دائما وهل لكم من إله غيري بل انه صفات الملك تشبه صفات الاباطره القدماء اللذين كانوا يزعمون انه من نسل الآلهة فهو فوق الدستور وفوق المسؤولية والسؤال وهذه الملكية بهذه الطريقة قادتنا إلى تصور أن البلد الذي يحكم بالنظام الملكي الشمولي لا يوجد به إلا فرد واحد وهو جلالة الملك ونتيجة لذلك لم نسمع في تاريخ ملكية شمولية لهذه اللحظة عن أي رئيس وزراء قدم للمحاكمة أو أدين وذلك يعود إلى تعينه حيث عين بإرادة ملكية سامية غير مسئوولة عن تصرفاته وأخطائه وهي معصومة عن الخطأ وبالتالي فرئيس الحكومة معصوم بحكم إن الذي اختاره معصوم عن الخطأ وهكذا عاملنا رؤساء الحكومات بأننا حقل تجارب لا غير
أما المجالس المنتخبة وبأكملها من نيابية إلى بلدية أو مهنية فواجبها الرئيس هي المصادقة على أحكام وقرارات المعصوم الذي هو الملك أو رئيس وزرائه وبغير ذلك فهي خارجة عن إرادة الشعب الذي هو الملك فقط ولذلك في ظل الأنظمة الملكية الشمولية لا تجد إلا برلمانات عرجاء تجلب الضر والشر أكثر مما تجلب الخير
وتصوري إن النظام الملكي ايجابيته الوحيدة في الاستقرار الاجتماعي فقط أما التطور السياسي أو الاقتصادي فالحكم الملكي الشمولي فشل في إحراز أية تقدم في ذلك والتاريخ هو القاضي والفاصل على ذلك
إن الأنظمة الملكية الشمولية وعلى مر التاريخ قادت شعوبها إلى كوارث ومصائب وبالنهاية كانت نهايتها هي نهاية دموية ونهائية مثل العائلات المالكة سابقا في فرنسا وروسيا والعراق ولكن عندما العائلات الملكية تخلت عن شموليتها التي استمرت مئات السنين بقيت هذه الأسر لليوم مالكة وتحظى باحترام وتقدير شعوبها وتعتبر عامل رئيسي للاستقرار في البلدان المتطورة مثل بريطانيا
لقد أثبتت الملكية الشمولية وعلى مر التاريخ أنها العدو اللدود للحرية والأستقلال والتقدم والازدهار

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
30-01-2013 04:38 PM

الله سبحانه و تعالى امرنا بالحكم بما انزل , فكيف يامر بشيئ مبهم و غامض و غير مفصل فى القرآن و السنه ؟؟؟( ( علمنا بها الإبداع والتفكير والاجتهاد فلم يوصي بشكل مباشر عن من يحكم أو طريقة الحكم بل كانت الوصية الواضحة القاطعة هي التمسك بالقران والسنة والاجتهاد )....الكاتب
كيف تدعى ان الرسول (ص) لم يوصى بطريقة الحكم و امر فقط باتباع القرآن و السنه و الاجتهاد . كيف يتصور اتباع القرآن و السنه و ليس بها طريقة الحكم ؟؟؟ حتى الاجتهاد لا بد ان يكون مستندا و مستنبطا من القرآن و السنه .
و ايضا تقول
( ومن هنا نجد أن نظام الحكم في الإسلام تم بناءه على أساس الاجتهاد وليس بنص )... لست ادرى ماذا تقصد بنظام الحكم ؟؟؟ هل هو طريقة اختيار ولى الامر ام نظام الحكم بالكامل من تشريعات و احكام ؟؟
هذا كلام غير مطابق للشريعة و متناقض معها بشكل واضح و صريح . آيات الاحكام فى القرآن متعدده و كذلك فى السنه و اجماع الصحابه ابتداء بابى بكر و عمر . يجب التفريق بين الامور الشرعية التى لا تقبل التحريف و لا التعطيل و بين الامور الاداريه و الاجرائية التى يتبعها البشر للوصول الى الحكم الشرعى الاصلى . و هى الحكم بالاسلام . ليس مهم المسميات بقدر ما هو الواقع , هل الشرع مطبق ام لا ؟ هذا هو المهم . لكن لا يجوز الادعاء بعدم وجود نظام حكم نص عليه الاسلام .
كيف يعقل لدين الله الشامل و الكامل ان يغفل عن اهم حكم شرعى يتعلق بامور العامه من المسلمين , ومع انه فصل كل شيئ حتى على المستوى الشخصى للافراد ؟؟
(( اليوم اكملت لكم دينكم و اتممت عليكم نعمتى و رضيت لكم الاسلام دينا )) صدق الله العظيم

2) تعليق بواسطة :
31-01-2013 12:25 PM

تناول المقال نظام الحكم وطريقة اختيار الحاكم والأعوان ولم يتناول التشريعات التي يجب ان يحكم بها الناس مع العلم ان الاختلاف الفقهي فيها يكاد ان يكون شامل لكل شيئ
فالعلماء اختلفوا في تفسير غالبية النصوص ولذلك تجد الاشاعرة والماتريدية والحنابلة والمعتزلة مدارس فكرية اختلفت في تفسير الايات التي تبحث في العقائد
والفهاء اختلفوا في تفسير النصوص الفقهية ولا تقل انه اختلاف في الفروع بل في الاصول واكبر دليل اختلاف الفقهاء في تعريف الخمر والاموال الواجب اخراج الزكاة فيها وغيره من الامور
ومع ذلك اوجد علماءنا من خلال سيرهم وحياتهم فقه التعايش والتعامل مع المخالف

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012