أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الاردن " الزعتري الكبير"

بقلم : م. غسان الهنانده
03-02-2013 11:16 AM

سوريا البلد العربي الشقيق تعرضت و تعرض شعبها , الذي نحمل له كل مشاعر الاخوة و التعاطف, الى أبشع ما يمكن للمرء ان يتصوره من فوضى و قتل و تهجير و ترويع تحت بند قمع وحشي للمعارضة الشعبية أو حرب أهلية مما أدمى قلوبنا كمواطنين فرفعت أكف الضراعة في المساجد على كافة الاراضي الاردنية متوسلة الى البارئ أن يلطف بهذا الشعب الشقيق المنكوب, ردة فعل الاردن لم تقتصر على تعاطف مواطنيه بل أخذت شكل الواقع الملموس على عدة صعد بدءا من احتضان اللاجئيين السوريين على أرض الاردن, مرورا بتأمين الحماية و الرعاية لهم, وصولا و ليس انتهاءا بتطويع السياسة الاردنية الخارجية للضغط في سببيل حل الازمة و حشد الدعم المادي و السياسي للجائيين السوريين
ما قام به الاردن ليس جديدا أو غريبا عليه, فلم تتاخر الدولة الاردنية تاريخيا بالقيام بواجبها الانساني تجاه شعوب أية دولة عربية تعرضت لظروف مشابهة على الرغم من شح الامكانيات و الموارد, و دون انتظار لتقدير أو ثناء من أحد, و الاهم دون استعمال هذه الظروف لتسديد ضربات تصفية حسابات سياسية قديمة, أو تحقيق مكاسب اقتصادية و سياسية جديدة مما جعل الاردن بحق من الدول التي قل نظيرها على اتساع رقعة العالم و هذا وسام فخر على صدور الاردنيين
القيام بالواجب ليس غريبا , مع انه ربما اصبح من الغرائب في هذا الزمان, و لكن الغريب ان يتحول القيام بالواجب من موقف انساني مشرف من قبل الحكومة الاردنية تجاه لاجئي بلد عربي مجاور الى فوضى عارمة تلحق أشد الضرر بالوطن و المواطن على شتى المستويات الامنية و الاقتصادية و المعيشية و حتى المعنوية, و قبل ان يرمى هذا المقال بحجارة العواطف الجياشة و دروس العروبة, ارجو التريث و النظر في ما يلي:
حق منح اللجوء للاجئين منوط بالدولة و لا تجبر عليه, فمهما طغت العواطف الانسانية و تراكمت مسودات اتفاقيات المنظمات الدولية فواقع الحال المطبق على الارض يثبت بالوجه القاطع انه لم تجبر دولة في العالم على استقبال لاجئين دون ارادتها و موافقتها السيادية و عليه تقوم كل دول الارض بالقيام بدورها الانساني بما يتماشى مع طاقاتها و امكانياتها و للدولة ان تتوقف أو تخفف أو تمتنع اذا ما تعارض القيام بالواجب الانساني و المصلحة الوطنية و الا فانها تعتبر دولة منقوصة السيادة او تعمل ضد مصلحة مواطنيها , و حاشى لله ان نكون كذلك
في ضوء النقطة اعلاه من البديهي ان تقوم الدولة بتنظيم عملية استقبال اللاجئيين من خلال دراسة اعداد و احتياجات اللاجئين من جهة و حجم الموارد و القدرة الاستيعابية للدولة من جهة أخرى و بالتالي يحدد سقف أعلى لعدد اللاجئين المسموح بادخالهم يوميا و ثم يتم استقبال اللاجئين في منطقة عازلة خارج الحدود و تسقبل طلبات اللجوء و تعطى الاولوية للاطفال و النساء و الشيوخ الجرحى, والواضح اننا لم نفعل ذلك
تقوم كل دول العالم العربية و الاجنبية بالقيام باجراء معياري يتضمن اغلاق الحدود و التوقف عن منح تأشيرات الدخول لرعايا أية دولة تشهد حرب أو فلتان أمني و تقتصر على منح تصاريح الدخول للاجئين فقط طيلة فترة الازمة التي تشهدها الدولة الاخرى و هذه نقطة مهمة و بديهية للغاية, فمن جهة هي لمصلحة رعايا الدولة المنكوبة و ذلك لافساح كل المجال و كل الموارد الوطنية و البنية التحتية لادخال الحالات الانسانية الصعبة فقط, و من جهة اخرى لتعذر التدقيق الامني لمن يدخل و بالتالي لحماية الوطن من دخول اصحاب الاسبقيات الجرمية من رعايا الدولة المنكوبة من مستغلين الظرف الطارئ, و لحماية اقتصاد الدولة من دخول اعداد هائلة من العاطلين عن العمل من غير المواطنين و الذين سيتسببون بتاجيج الازمة الاقتصادية و افقار المواطنين و نخر الاقتصاد الوطني, و أخيرا لحصر عدد و وجود اللاجئين و التعامل مع ملفهم دوليا و محليا بالطريقة الصحيحة. للأسف لم تقم الحكومة الاردنية بذلك و بالتالي يقع على عاتق الوطن و المواطن التعامل مع الازمة الحالية داخليا و ما يترتب عليها من مشاكل اقتصادية و امنية بدأت بالظهور و القادم أخطر ببساطة لان فتح الحدود للدخول الغير شرعي بالتوازي مع ابقاء المنافذ الحدودية مفتوحة للدخول الطبيعي يخلط الاوراق و يضيع تعريف اللاجئ و يهدر حق الوطن و المواطن و يحرج الدولة في المحافل الدولية عندما تطالب العالم يتسديد نصيبه من فاتورة نفقات اللاجئين, برواية أخرى الفوضى في ادخال الاشقاء السوريين خلطت طريقة الدخول الى الدولة في زمن السلم بطريقة الدخول في زمن الحرب و بالتالي اضاعت تعريف اللاجئ, فهل اللاجئ فقط الموجود في الزعتري أم الموجود عند أقاربه في اربد و المفرق ام الذي يقود سيارته في شوارع عمان ام الذي يعمل في محل بيع ملابس في المول ام الذي افتتح محله الخاص في جبل الحسين ... كلهم لاجؤون و يحملون الوطن كلفة اللاجئين فلماذا اذا يعطون حقوق المواطنين من عمل و تملك و تجارة و قيادة و تعليم و علاج , ثم هل يدركون هم انفسهم انهم لاجؤون وهل يتصرفون مع كل الاحترم على هذا الاساس ؟ ام تحول كل الوطن الى ' زعتري ' كبير؟؟
نعم للوقوف مع الاشقاء, نعم لاغاثة الملهوف, نعم للعروبة, لا للفوضى, لا لاضاعة مقدرات الوطن, لا لاضاعة حقوق المواطن, نلتمس من حكومتنا الرشيدة تنظيم الوضع و وقف الفوضى و تطبيق الاجراءات العالمية المعيارية في الظروف المشابهة و الله من وراء القصد

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
03-02-2013 03:07 PM

و اخيرا... كلام سليم 100% ... يعني خلو الحالات الانسانية تدخل على البلد بس بدون ما تأثروا على حياة المواطنين و رزقتهم

2) تعليق بواسطة :
03-02-2013 03:52 PM

مقال جيد يصور الحال بدون تجميل وبدون مزاودات وادعاءات فالوضع سىء للسورين والاردنيين على حد سواء فالسوري الذي لجا الى الزعتري اسمه لاجىء بكل ما تعني هذه الكلمه من معنى وعليه ان يتقبل وضعه ويقبل كل ما يقدم له من خدمات دون اي احتجاج كما نرى من اعتداءات على رجال الامن والمطالبات التي لايمكن للاردن ان يقدمه حتى لمواطنيه فنسبة الفقر والبطالة في الاردن عاليه جدا ومستوى المعيشه متدني لملايين الاردنيين بل الكثير منهم يتمنون ان يكونوا في الزعتري واما الفئة الاخرى التي سمح لها ان تتغلغل في المدن الاردنيهباسم اللجوء الانساني والذ

3) تعليق بواسطة :
03-02-2013 05:12 PM

نعم لقد تغلغلت هذه الفئه في المدن والقرى الاردنيه وزاحموا الاردنيين في مجالات التجاره والعمل في الشركات ووغيرها ويبقى الاردني العاطل عن العمل على بطالته من هنا لايجب ان نسمي هولاء لاجئين فاللاجىء هو من يقيم في المخيم ويجب ان نستذكر ان اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان لم يسمح لهم بمغادرة المخيمات الا بتصريح ويجب ان نعرف ان ما تتعرض له سوريا وشعبها من قتل وتدمير مؤامره دوليه بقيادة اسرائيل وبعض الدول الاوربيه وامريكا بمباركةةدول عربيه واموالها فكان الواجب ان تفتح قطر والسعوديه وكل البلدان المحركه للفتنه ابوابها للسورين اللاجئين ام الاردن فهو يتتتتحمل اضعاف قدراته وامكاناته وبالتالي سيكون متهما كما حدث في الماضي فعلى الحكومه تنظيم عملية اللجوء وحصرها في المخيم فقط

4) تعليق بواسطة :
03-02-2013 05:41 PM

نعم كلام موزون وجيد فلقد بدات معناة الاردنين في مناطق الشمال وامثلتها كثيره فمن ارتفاع الاسعار الى المزاحمه بالعمل الى التسول في الشوارع والحارات والاشارات الضوئيه الى الازدحام الهائل في السكن وزيادة اعداد السيارات والازدحام المروري كل هذه الامور والاردنيون يعانون اصلا من تردي الاوضاع الاقتصاديه ورداة الشوارع والطرق وارتفاع الاسعار .ليس كرها بالاشقاء لكن على الدوله استقبال الاعداد التي يمكن تامين الحياه المناسبه لهم واصحاب الاوضاع الانسانيه وان لا يبقى الامر خارج قدرات الوطن وعشوائي بل تضبط الامور .

5) تعليق بواسطة :
03-02-2013 10:03 PM

أثار الكاتب المحترم قضية ذات أهمية كبيرة تختلط بها المشاعر الإنسانية مع النواحي الأمنية والاقتصادية . فالشعب السوري الشقيق يواجه حرب إبادة على يد رجل يدعي أنه رئيسه وأسمه بشار النعجة وارث قضايا القتل عن والده . وما على السوريين في هذه الحالة إلا الفرار بجلودهم أو مواجهة حتفهم والموت تحت بيوت تردم فوق رؤوسهم . الذين استطاعوا الفرار توجهوا نحو الأردن الأقرب إليهم جغرافيا وصلة في القربى إيمانا بوجود الملجأ الآمن لهم إلى أن تزول الغمة عن بلادهم . وللإنصاف فإن الأردن عمل ما بوسعه لاستقبال مئات الآلاف من الأخوة السوريين المهجرين وقدم لهم المسكن والمأكل والعلاج ضمن إمكانياته . ولا شك بأن هذا العدد الكبير الذي مازال سيله متدفقا على مدار الساعة يفوق طاقته الاستيعابية وقدرته الاقتصادية وتأمين متطلباته الحياتية . إن مبلغ 900 مليون دولار الذي تبرعت به ثلاث دول من أغنى الدول العربية هو مبلغ زهيد لا يكاد يقيم حفل سباق للهجن أو مباراة رياضية في دولهم أو في إحدى الدول الأجنبية . وكان من الأولى بأصحاب النخوة أن يهبوا لتقديم المساعدة ( الجزلة ) لهؤلاء اللاجئين المساكين الذين يعانون من ظروف جوية قاسية . أما من الناحية الأمنية فمن الممكن أن يستغلها أصحاب النوايا الشريرة لإدخال بعض المخربين من خلال المأجورين بقصد تعكير صفو الأمن في البلاد . والسؤال الآن إلى المسؤولين في الدولة : ماذا أنتم فاعلون من الناحية الاقتصادية والأمنية ، في حال استمرار تدفق اللاجئين إن طالت الحرب الأهلية في سوريا وتجاوزت أعداد المهجرين إلى الأردن المليون إنسان ؟ شكرا للمهندس غسان الهناندة لإثارته هذا الموضوع الهام .

6) تعليق بواسطة :
03-02-2013 11:28 PM

نعم فالمواطن الاردني هو دائما من يجب عليه التعامل مع مشكلات العالم وحتى لو بالصين والحكومه العتيده هي من تاخذ المساعدات وحتى لو من المريخ كان الله عوننا ونحن نبحث عن الاردن الكبير

7) تعليق بواسطة :
04-02-2013 12:53 AM

مقال رائع وفي الوقت المناسب يوميا نسمع من الصحف دخول أعداده كبيره الى الاردن وهولاء نوعان منهم من يدخل كلاجئ ومنهم يدخل عبر الحدود بيسياراتهم ففي حالات الحرب يجب علئ الحكومه اعاده النظر بالاشقاء السورين من قدرة الدولة على استيعاب الافواج الهائلة ولمتئ سيتوقف وامكانياتنا من شرب وكهرباء ومنهم من يهرب ويعمل بنصف راتب الاردني فيزيد البطاله والفقر عند الاردنيين فنرجو اعاده النظر فيهم والتركيز على عدم العمل ووضع مخالفات مششده على اصحاب العمل للسوري الهارب من المخيم .

8) تعليق بواسطة :
04-02-2013 01:34 AM

طوبى لوطننا مثل هذه العقول النيرة التي تطمئننا بأن بلدنا لازال بخير وشكرا لحكومتنا الرشيدة التي تعمل بكل جهدها لنكون عبيدا عند كل عبد

9) تعليق بواسطة :
04-02-2013 12:07 PM

مقال رائع وفي صميم المعاناة. ... مقال جميل تشكر عليه

اﻟﻌﻤﻞ على تقديم اﻟﻤﺴﺎﻋﺪات وتركيز الجهود وتقليل التكلفة ﻹﻏﺎﺛﺔ الأشقاء السوريين اللاجئين يحتاج لوضع دراسة و إقامة نوع من التوازن لتجنب ما ينجم عنها من أضرار..

10) تعليق بواسطة :
04-02-2013 04:50 PM

مقال رائع ... سلمت يداك
الوطن حضن دافئ يحتضن أبناءه، يحيا بهم ويحيون به، يفتخر بهم ويفتخرون به، إلا أن وبخضم كل ما جرى بالأمس القريب أو يجري الآن بدأت حدوده تنزف وأرضه تهتز خوفا على أبنائها الذين احتضنتهم ولم تعد تقدر على ذلك لكثرة قانطينها ليس كلاجئين بل لمن أعطوا لأنفسم أن يتصرفوا بعنجهية وكأنهم هم أصحاب الحق بكل شيء على حساب أبناء هذا الوطن فأين الحكومات من كل هذا؟ أم علينا أن نكون أحجار شطرنج يحركونها كيفما شاؤوا.عذرا نحن أبناء الوطن سنحتضنه ونوقف نزفه.

11) تعليق بواسطة :
04-02-2013 11:07 PM

تحيه وتقدير واحترام للكاتب المحترم ..لا يوقف قرار القاضي الا قرار اخر منه .......ولا يمكن ان يوقف هذا الاستهتار بالوطن الا بقرا من الوطن ومكونات الوطن ......لك مقالات رائعه وواقعيه وتحتاج لرجال رائعين بوطنيتهم وواقعيين بافعالهم .....امثالك يا مهندس .....ولك كل الاحترام

12) تعليق بواسطة :
04-02-2013 11:32 PM

الشكر الجزيل لكل من قرأ المقال و لكل من علق عليه و نسأل الله تعالى ان تتم السيطرة على هذه الظاهرة قريبا ... حمى الله الاردن و حماكم اجمعين

13) تعليق بواسطة :
04-03-2013 10:50 PM

رائع مهندس غسان كتبت .. فأبدعت ...سلمت وسلم قلمك الذهبي الذي سطر كلماته بحروف ذهبية صورت الوضع والواقع .. حمى الله الأردن وأمتنا العربية من كل شر ومكروه

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012