|
|
المثقف العربي على ضوء المتغيرات الاخيره
بقلم : سليمان نصيرات
10-02-2013 11:11 AM الحلقه الاولى
ان الحديث عن المثقف وعلاقته بالمعارضه او السلطه او موقفه من الاحداث التي تمر بها المنطقه العربيه يقودنا في البدايه الى تعريف من هو المثقف فعلا؟ .فالموهبه شيئ والثقافه شيئ آخر؟ فربما يكون الموهوب اميا وشاعرا او رساما او غيره, كما انه علينا ان نفرق ما بين التعلم والثقافه فهناك اعداد كبيره من المتعلمين ممن يحملون درجات علميه ولكن لا يمكننا ان نطلق عليهم صفة المثقفين. لانهم لا يستفيدون من المعارف التي اكتسبوها من التعلم لاحداث تغيير في حياتهم او حياة المجتمع الذي يعيشون فيه, فالمعرفه غير المنظمه او التي لا توظف لهدف فهي معرفه معطله او قليلة الفائده للفرد او للمجتمع, وهنا لا بد لنا من ان نعرف ماهو المثقف؟ يمكن تعريف المثقف بانه شخص خضع لعملية تعلم نتج عنها تقوية قدراته العقليه لتعمل بشكل فعال في المواقف المعتاده والمواقف المتخيله في الحياه الشخصيه او في بيئة النخبه والفضاء الثقافي .وحتى يستطيع الشخص ان يعمل بفاعليه في مثل هذه المواقف فعليه ان يكتسب ما يلي : 1- معلومات عامه او ما نطلق عليه ذحيرة المعرفه . 2-ان يحظى بقدرات عقليه عامه تمكنه من بناء المعرفه وامكانية نقدها ايضا . 3- قدرات لغويه عامه تمكنه من اجراء اتصالا واضحا ودقيقا وفعالا . 4- القدره على التعلم الذاتي انسجاما مع ما ورد في الفقره 1، 3 5-واخيرا القدرات العقليه التي تمكنه من تنظيم وتسهيل ما ورد في الفقره 1،4 ان البحث في المثقف ودوره وعلاقته بالسلطه او المثقف وعلاقته بالمعارضه موضوع قديم جدا ويتجدد البحث فيه بين الفينة والاخرى, ولقد اظهرت ثورات ما سمي بالربيع العربي ان المثقفين العرب كانوا يلهثون وراء الاحداث او على الاقل لم يتمكنوا ان يتنبأوا بما حدث , فبعضهم تمترس وراء السلطه الحاكمه المستبده بذرائع عديده منها العلاقه المعلنه للاستهلاك ما بين هذه الانظمه والقضيه الفلسطينيه, او رغبه منه بعدم التغيير خوفا من البعبع الاسلامي, او لان المثقف منتفعا من بعض الحكام, كما ان بعض المثقفين انظموا الى لواء الثوره بحثا عن الحريه التي صودرت من الشعوب العربيه خلال العقود الماضيه مع خشيتهم ان تنتهي هذه الثورات الى استبداد مماثل لما كان سابقا . ان المعارضه في تاريخنا العربي الاسلامي كانت دائما على خلاف مع السلطه الحاكمه, ولقد كانت تلك العلاقه تحلها السلطه الحاكمه بالسيف كما ان المعارضه كانت تعمل جاهده ان تصل للحكم بالسيف ايضا , فموضوع الحكم وتداول السلطه لم يكن معروفا في تاريخنا الاسلامي .فلذالك كانت المعارضه تقمع بمنتهى الشده , كما ان المعارضه اذا ما وصلت للسلطه فإنها كانت تتعامل مع اية معارضه لها بمنتهى القسوه , والامثله على ذالك في تاريخنا الاسلامي كثيره .فالديموقرطيه بمفهومها الحديث او القديم هو نتاج الثقافه الغربيه بدءا باثينا وانتهاء بالانظمه الديموقراطيه الغربيه المعروفه حاليا . ان الدول العربيه الاسلاميه التي نشات بعد انتشار الاسلام من الدوله الامويه او العباسيه لاحقا وغيرها لم تتحمل اي نوع من المعارضه على صعيد الحكم او حتى المعارضه للحاكم من العلماء؟ او من النخب المثقفه كالشعراء والخطباء .؟ لا بل كانت تعتبر اي معارضه هي خروجا على الحاكم ومدعاه للفتنه .بحيث ان احد المنظرين الاسلاميين قال على الامه ان تبقى الف عام تحت حكم حاكم مستبد , ولا ان تقع في الفتنه , واعتبر المعارضه نوع من الفتنه . يتبع الحلقه الثانيه .....
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
|