أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


فيلسوف المعرة يتحدى التكفيريين .. !

بقلم : شاكر فريد حسن
17-02-2013 10:37 AM

قبل ايام معدودات اقدمت مجموعة مسلحة من الجهاديين والتكفيريين المعارضين للنظام السوري، بقطع رأس تمثال الشاعر والاديب والفيلسوف العربي الخالد ابو العلاء المعري، المكنى بـ \\\'رهين المحبسين\\\' ، المنتصب وسط معرة النعمان ، مسقط رأسه ، في منطقة ادلب ، باعتباره ، وفق عقيدة هذه الجماعات، \\\'زنديقاً \\\' و\\\'كافراً \\\' ، ولأن معتقداته وأرائه الفلسفية ، التي عبّر عنها في كتابه الشهير \\\'رسالة الغفران\\\' تزعج هذه الجماعات الجهادية الاصولية والسلفية المتطرفة، وتتعارض مع وجهات نظرها وتفكيرها وارائها الدينية المتشددة .
وهذا الاعتداء ان دل على شيء فانه يدل الفكر الظلامي الذي تتبناه هذه القوى السلفية الغيبية المتعصبة ، وعدائها للعلم والثقافة المتنورة ، وللعقول العلمية والفكرية . وهو عمل وحشي وبربري وظلامي يستهدف رمز من رموزنا الادبية والفلسفية والثقافية له منزلة كبيرة وعظيمة في ثقافتنا العربية الاسلامية وتاريخنا الادبي والفكري الحضاري ، ويرمي الى تشويه صورته والنيل من فكره وارائه من الدين والحياة .
وابو العلاء المعري ، الذي اعتدت على تمثاله الايدي الشريرة ، هو احد ابرز وجوه الادب العربي في القرن العاشر ، وايقونة من ايقونات تراثنا الفكري والفلسفي العربي . وهو شاعر واديب وفيلسوف له مذهبه الفلسفي الخاص ، اعتزل الناس، وعاش متزهداً، ونظر الى الحياة نظرة تشاؤمية كلها سخط وازدراء . اعتمد على العقل ، وآمن بالعلم والمعرفة ، ووقف ضد الخرافات والشعوذات والاساطير والتعصب الديني والطائفي والأعمى ، ودافع عن العدالة الاجتماعية والانسانية لبني البشر ، ودعا الى عدم الانجاب لتجنيب الاطفال المعاناة ومتاعب الحياة وهمومها والامها . وقد كان صافي الفكر ، عميق الادراك، صادق التعبير عن ارائه ومواقفه ونظراته الفلسفية والفكرية ، وانشغل في الكتابة والتأليف ، فوضع \\\'رسالة الغفران\\\' و\\\'وتاج الحرة في النساء واخلاقهن وعظاتهن\\\' و\\\'معجزة احمد بن الحسين المتنبي\\\' و\\\'سقط الزند\\\' و\\\'اللزوميات\\\' وغير ذلك .
ولعلنا نستشف فلسفته، التي يختصرها في هذه الابيات الشعرية ، حيث يقول:
غير مجد في ملتي واعتقادي
نوح باك او ترنم شادي
وشبيه صوت النعي اذا قيس
بصوت البشير في كل ناد
صاح هذي قبورنا تملأ الرحب
فأين القبور من عهد عاد
رب لحد قد صار لحداً مراراً
ضاحك من تزاحم الأضداد
تعب كلها الحياة فما اعجب
الا من راغب في ازدياد
واذا كانت العصابات المسلحة تمكنت من تدمير وتحطيم رأس التمثال ، فانها لا ولم ولن تنال من ابي العلاء المعري، هذا الرمز الساطع والشامخ ، و تغييب فكره الفلسفي . انه باق وراسخ في عقول وأذهان مثقفينا ومفكرينا وادبائنا وشعرائنا المسلحين بالرؤية العقلانية التقدمية والنظرة النقدية والجدلية وبالمعارف الفلسفية ، لما لأبي العلاء من حضور ادبي وثقافي طاغ ومميز . والخزي والعار لعصابات التكفير وقوى الظلام ، التي تغتال المفكرين والمثقفين النهضويين العقلانيين ، بدلاً من تكريمهم والاحتفاء والاحتفال بهم ، بما قدموه من مساهمات فكرية وادبية وفلسفية لا تقدر بثمن .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
17-02-2013 09:45 PM

دير بالك على راسك يا محامى ابو العلاء . يعنى كثير زعلان على المعرى و تمثاله . هل الثقافه و الفكر بالاصنام . اليس عندنا ما يكفى من الاصنام حتى بلغ بك الامر التباكى على صنم المعرى .
سؤال بحاجه الى اجابه شجاعه . ما هى خلفيتك الثقافيه االعقلانيه النهضوية لو سمحت ؟؟؟ و يا حبذا لو نعرف ايضا وجهة نظرك و فتواك فى قطع راس تمثال بشار الاسد التقدمى فى العديد من المواقع التى رايناها على الشاشات ؟؟؟

2) تعليق بواسطة :
17-02-2013 10:52 PM

ياكاتب المقال هلا اتعبتك قلمك وضيعت قليل من وقتك لتشجب افعال المجرمين المكفرين لاهل السنة وتكتب عن جرائمهم بحق الانسان الذي كرمه الله وقال رسولة الكريم لهدم الكعبة حجرا حجر اهون عند الله من قتل امرء مسلم ماشاء الله عليك تركت سيل الدماء الجارف ولم تلتفت وأقمت الدنيا داخلك لدفاع عن رأس الصنم المعري على العموم انا سمعت كل الاصنام تشكرك على دفاعك عن ابن حجرهم وعن عالمهم المتحجر وعلى حسك الصنمي الذي لم يلتفت لصغائر الامور بقتل الاطفال والنساء وتشريد شعب امن بأكملة وهدم حضارتة وتاريخة وهذا ليس بالمهم

3) تعليق بواسطة :
17-02-2013 11:58 PM

اشكر الكاتب الذي راعه رمزيه تدمير التمثال لواحد من اعظم الفلاسفه العرب.. و ادعوا من إنتقد المقال لإنصاف كاتبه فلا تعني الغيره على التراث عدم الغيره على الحاضر المؤلم الذي يعيشه اهلنا في سوريا.

4) تعليق بواسطة :
04-07-2013 01:13 PM

وأنا أقول: يا هذا، يا كاتب المقال، أكاد أقسم بأن ليس لديك دراية بدلالات المفاهيم التي ذكرت منها الكثير. لست متديناً ولا متعصباً لفئة أو شخص ما، إنما اقدس الحرفية في العمل الأدبي والبحثي. هلا شرحت لنا ما سميته "الأصولية والسلفية المتطرفة"؟ هلا شرحت لنا "الأصولية"؟ أو "المتطرفة"؟ لا أرى في ذلك إلى سذاجة مقيتة. هذا شأن، والشأن الآخر لن أطرحه كما طرحه الكثيرون. لكن سؤال مباشر. أانت متزوج؟ ألديك أولاد؟ ماذا لم رجعت لمنزلك بعد العمد لتجد رأس أحد أبنائك مسحوقاً بصاروخ "سكود" لا لذنب اقترفه سوى أنه وجد هناك؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012