أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


النواب وزراء؟ يا لها من كارثة

بقلم : أحمد ابوخليل
18-02-2013 12:03 AM
إذا كانت فكرة توزير النواب مطروحة فعلاً للنقاش والتطبيق، فإننا سنكون أمام وصفة متقنة لتدمير ما تبقى من إدارة عامة في البلد. إنها وصفة تخلف بامتياز، ولا تقولوا إنها مطبقة في دول متطورة، إن علينا أن ننتبه الى التفاصيل.
فإلى حد ما لا تزال الوزارات تتمتع بقدر من التمثيل الوطني العام، ومهما اشتط الوزير في مواقفه الفئوية فإن هناك حدوداً لا يستطيع تجاوزها. هذا الوضع سيتلاشى مع توزير النواب، وأرجوكم دققوا فيما يلي:
الغالبية الساحقة من النواب الحاليين، دخلوا الى ميدان العمل النيابي من باب التمثيل المحلي الضيق جداً، وقد أمضوا الشهور الفائتة وهم يعبئون أنفسهم ويثقفونها بعناصر انتماءاتهم الضيقة، لقد بحثوا عن كل الأدوات التي تخدم في هذا السياق، وحشدوا منها الكثير. لم يكن الواحد منهم ينظر الى العمل النيابي إلا من تلك الزاوية التي بلغت من الضيق بحيث لم تكن تتسع لسواه. وفي المحصلة جاءت النتائج لتعزز هذا المسعى.
تعالوا نراجع النتائج التفصيلية لأية دائرة، ستجدون العجائب: ناخبون في قرية يصوتون بطريقة 'الصّب' لصالح مرشح، فيما يصوت الناخبون في القرية الملاصقة بطريقة الصّب أيضاً لصالح مرشح آخر، والسبب اختلاف العشيرة في كل منهما. لكن العجائب تستمر أيضاً عند تفحص نتائج المدن بما فيها العاصمة، فحي معين يضم 'اهالي منطقة' ما، يصب أصواته لصالح مرشح معين، فيما يصوت الحي المجاور الذي يضم 'أهالي منطقة' أخرى لصالح مرشح آخر.
بالنتيجة تشعر جماعة الفائز بأنهم ممثلون في المجلس، فيما يرى الخاسرون أنهم ليسوا ممثلين. وفي كل المناطق يتبادل الناس عبارات مثل 'لنا نائب' أو 'ليس لنا نائب'، ويتم التعاطي مع النتائج بصيغ مثل: فازت تلك العشيرة وخسرت الأخرى.
إن أداء النائب يقاس عند الناخبين بمقدار ما قدم لهم من خدمات، وكل المؤشرات تقول إن النائب من هؤلاء عندما يصبح وزيراً، فإنه سيكون فوراً وزيراً لجماعته فقط. وإذا كان البلد اعتاد على فكرة تمثيل الجغرافيا في الوزارات، وهي فكرة تحظى بالقبول رغم انها متخلفة إدارياً وتنموياً، فإن توزير النواب سيجعلنا ندخل في تمثيل عشائر الجغرافيا.
إن توزير النواب في هذه الظروف يعني أننا بصدد تعميق الأزمة عن سبق إصرار وترصد.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
18-02-2013 10:25 AM

تحليل تجلت فيه الواقعيه، صحيح ان الشعب الاردني فيه الكثير من المواصفات الجيدة مثل الطيبه والكرم والشهامه وغيرها إلا ان فطرته العاطفية والخاصه تسبق وبمراحل متقدمه مرجعيتة العقليه في التعامل مع الاشياء عند استصدار الاحكام العامه حتى ولم حصل على اعلى المؤهلات؟



إذن نحن أمام معضلةراسخة بجذورها ولن تنتهي بكسبة زر او بمجرد التفكير بتطبيقها بل سيستعصي حلها وتتعمق الفجوة؟ المسأله لتغيير هذا السلوك تحتاج الى تأهيل ممنهج ومخطط له باحكام ودقه و لابد ان يأخذ وقته؟

ومن الاليات لتحقيق ذلك: تطبيق العداله الاجتماعيه، الشفافيه، المصداقيه وتكافؤ الفرص بين الجميع ضمن الثوابت الواضحة التي لا تقبل التأويل ثم المحاسبه الفاعله منزوعة العاطفة والعشائريه والتي تنسجم مع قاعدة انصر اخاك ظالماً أو مظلوماً، ظالماً ردة عن ظلمه وانانيته، ومظلوماً بكف الظلم عنه واعطائه حقة. لذا اعتقد بان على النواب الاختصاص والتفرغ لوظيفتهم الاساسية وهي التشريع والمراقبه وتنازلهم عن رواتبهم وامتيازاتهم الاضافيه لكون اغلبهم مقتدرين ومتنفذين مالياً او اجتماعياً او سياسياً اذا ارادو تغييراً واصلاحا حقيقياً مع شكرنا لكاتبنا المحترم

2) تعليق بواسطة :
18-02-2013 08:52 PM

نعم النائب له دوره المتمثل بعرض رغبات الناس ومطالبها، ولا يصلح أن يكون وزيرا. الوزير له مواصفات علمية وثقافية وفكرية وتنفيذية مختلفة تماما عن النائب.

لحل هذه المشكله يجب الغاء كل الامتيازات الماليه للوزراء والنواب، عندها لن يتقدم أحد الا المخلصين لهذه الأعمال.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012