|
|
فسادنا يقتلنا
بقلم : م.محمد بسام الشمالي
25-02-2013 10:33 AM
أبدأ و أستهل حديثي بالصلاة و السلام على الرسول صلى الله عليه و سلم الذي قال: \'من علمني حرفاً صرت له عبداً \' كنت أتمنى لو أن هذه العبارة تتناسب وواقعنا التعليمي في هذا الزمان, عملاً بقول رسول الله \'من لا يشكُر لا يُشكر\'. أستذكر أساتذتي و المعلمين الذين أُكن لهم كل الاحترام و التقدير, واستذكر من علمني أن لا أحب هذه المادة بسبب أسلوبه و ادخل معه بصراعات لا حصر لها طبعا بسبب أسلوبي المتشدد في التعامل مع هذه المواضيع لإيماني بالمهنية العالية و عدم إدخال الصعيد الشخصي في الصعيد المهني . بداية نستوضح بعض المفاهيم ألا و هي وزارة التربية و التعليم حيث يتبع لها الطالب في بداية حياته لتأكيد على التربية التي يتلقاها في بيته و من ثم التعليم ولكن الواقع هو الاهتمام بأحد الأمرين و في بعض المدارس تنعدم الصفتين . و وزارة التعليم العالي و تتمثل في الجامعات المعتمدة حيث نحدث ولا حرج , أتحدث هنا عن الشق الأكاديمي و الهيئة التدريسية و لن أتحدث عن الشق الطلابي . و عندما يكون أستاذ الجامعة مستبدا برأيه و بأفعاله و لا يجد من يحاسبه أو يوقفه عند حده, ببساطة لأن العميد كذالك و الرئيس كذلك. قمنا بتعظيمهم لأنهم أكاديميين في الجامعة و حملة شهادات الدكتوراه و الماجستير و حتى البكالوريوس و حولناهم إلى طغاة يتصرفون تبعا لأهوائهم الشخصية بدافع الاعتداد بالنفس و ليس العلم الذي يحملونه. لماذا لم ألحظ هذا بأستاذ علوم الأرض قي مدرستي الذي كان يحمل شهادة الماجستير في العلوم و الدكتوراه في المحاسبة أو في أي أستاذ في مرحلة الدراسة الإلزامية أو في بعض من أساتذتي في الجامعة . الوضع الأكاديمي في الجامعات الرسمية ملئ بالقهر ولا أستثني أحد , أصبح الطالب الجامعي عندما يريد أن يضع جدوله يفكر بمن يدرس المادة و يسأل عنه لا لعلمه ولكن لطغيانه و اضطره الأمر لأخذ المادة في فصل دراسي أخر , و بالتالي يثقل كاهله بتبعات الأمر كتأخير التخرج أو الضغط الدراسي الناتج عن عدد الساعات الإضافية التي سيأخذها مجهدا نفسه و معرضا لاحتمال الرسوب و تحميل أهله الأعباء المالية المترتبة على ذالك , أستذكر الفنان الراحل أحمد زكي في مرافعته في فلمه الشهير \'ضد الحكومة\' و هو يقول : \'كلنا فاسدون لا أستثني أحد حتى بالصمت العاجز قليل الحيلة الموافق , أغيثونا و الله الموفق\'. ألا يوجد جهة أو هيئة تحاسب من يتحكم بمستقبل الأمة جيل المستقبل أم أنهم محصنين كحصانة النواب أو ورد نص دستوري في ذالك يحرم محاسبة أساتذة الجامعات الأردنية و يعطيهم حكما مطلقا استنادا إلا أن العناية الإلهية أعطتهم هبة حكمة لقمان . أغيثوا تعليمنا العالي من طغيان من استبدوا بالتعليم و حولونا إلى فاسدين صغار نتملق و نحتال لننجح , لنجد بعد مرور خمس سنوات أن هذه حياتنا و نتجه إلى حياتنا العلمية التي من المفروض أن تبنى على المهنية أنها مشابهة لحياتنا الجامعية , نتخرج لنصبح فاسدين صغار لنتدرج في سلم الفساد إلى أن نصل القمة و لكل مجتهد نصيب , نحن نتاج جامعاتنا و أتحدث هنا عن نسبة لا يستهان بها من الأكاديميين الذين اشتهروا بطغيانهم بل ويتباهون . و أتقدم بالشكر و التقدير و العرفان بالجميل لأساتذتي الذين شرفوني بالسماح لي بالتواصل معهم حتى الآن لأنهم أكاديميين على مستوى خلق لا يسمح لهم بأن يتساووا في الأخلاق مع زملائهم , و بالتحية إلا أساتذتي في ألمانيا الذين تعلمنا منهم كيف يكون أستاذ الجامعة , قمة في الأخلاق لا ينادي الطالب إلا بلقبه أو بالسيد , الذي يتعامل بمهنية و يعلم, نهر من العلم ونحن روافده . أخيرا و ليس أخرا فسادنا يقتلنا أغيثونا و الله الموفق.
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
|