27-10-2010 10:00 PM
كل الاردن -
ذكر تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" في عددها الصادر الأربعاء ان الإدارة الأميركية تشعر بالقلق في الآونة الأخيرة من الاستقرار الهش في لبنان، أكثر من قلقها من الجمود في مفاوضات السلام الإسرائيلية- الفلسطينية.
وأشارت إلى ان إدارة الرئيس باراك أوباما تشعر بالقلق من الاضطرابات في لبنان الذي قالت ان سلامه الهش يتعرض للتهديد من المعارضين للمحكمة الدولية في اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري عام 2005 والتي تتهمها جهات لبنانية بأنها مسيّسة.
وأوضحت ان هذا القلق دفع البيت الأبيض إلى إرسال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، جيفري فيلتمان، إلى لبنان الأسبوع الماضي لطمأنة الرئيس ميشال سليمان إلى دعم الرئيس باراك أوباما للتحقيق الدولي ولاستقرار لبنان.
وجاءت الزيارة بعد اتصال من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بسليمان.
وقال فيلتمان للصحيفة "الرئيس باراك أوباما شعر بقوة أن علينا إعادة تأكيد التزامنا باستقلال لبنان وسيادته واستقراره"، مشيرا إلى ان "هناك أشخاص في لبنان يقولون انهم يواجهون خيارين: إما العدالة أو الاستقرار. هذا خيار مصطنع".
ولفتت الصحيفة إلى أن قلق الولايات المتحدة يتجاوز لبنان نفسه، ويساعد على فهم لماذا لبنان وليس المفاوضات المجمّدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، يشغل مسؤولي السياسة الخارجية الأميركية في الأسابيع الأخيرة.
وقالت ان النشاط الدبلوماسي الأميركي حول لبنان يأتي بعد زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى لبنان والاستقبال الكبير الذي حظي به، لافتة إلى ان المسؤولين الأميركيين شعروا بالصدمة بشكل خاص بزيارة نجاد لبلدة بنت جبيل القريبة جداً من الحدود مع إسرائيل حيث دعا إلى القضاء على إسرائيل.
وذكرت الصحيفة انه في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة إحياء محادثات السلام، خلص المسؤولون الأميركيون إلى أن عرض العضلات الإيراني الأخير لن يمر من دون رد.
وقال فيلتمان "لا نريد أن نخلق طابعاً بأن لا أحد هنا وبأن أحمدي نجاد هو اللاعب الوحيد في المنطقة".
ويقول محللون ان الولايات المتحدة محقة في إعادة تأكيد التزامها تجاه لبنان إلاّ أنها قد تكون تأخرت، فارتفاع أسعار الأسلحة يشير إلى أن هناك "ميليشيات" غير حزب الله تتسلح ما يزيد احتمال وقوع حرب أهلية.
إلاّ ان هناك حدوداً لما يمكن أن تفعله الولايات المتحدة لاستقرار بلد مقسّم مثل لبنان، فقد قدمت واشنطن للجيش اللبناني 670 مليون دولار على شكل مساعدات عسكرية منذ العام 2006 إلاّ عدداً من أعضاء الكونغرس علقوا في آب/أغسطس المزيد من التمويل بعد اشتباكات بين الجيش اللبناني والإسرائيلي على الحدود.
وأضافت ان الاستقبال الكبير الذي حظي به الرئيس الإيراني في زيارته الأخيرة إلى لبنان لم يساهم سوى في زيادة المقاومة في الكونغرس لتقديم مساعدات للبنان، وهدد النائب إيليوت أنغل بأن يمنع المساعدات عن لبنان خوفاً من تحويلها إلى مساعدة حزب الله.
(ميدل ايست)