|
|
|
من يُذبح أولاً الوطن أم الشعب ؟؟
بقلم : الدكتور سالم عبدالمجيد الحياري 06-03-2013 11:04 AM بعد ملهاة 'الانتخابات'الأخيرة تحضيراً وتسجيلا وانتخاباً، وإنجاح العدد الكافي من'النواب' لأي نصاب لاتخاذ أي قرار يريده النظام وتمريره عن طريق أي حكومة بعد'تحميصه'، وبعد مسرحية مفاوضات الحكومة 'البرلمانية'، وكلنا يعرف أن الموضوع تكليفاً وتشكيلاً وإقالة وحتى طرداً بيد القصر، وتشكيل كتل لا يعرف أعضاؤها بعضهم بعضاً، وقبلها خلق أحزاب باسم الوسطية بعباءة إسلامية أو حزب بحجة المواطنة بخلطة من أشخاص أصبحوا ينادوا علناً وعملياً بنسيان فلسطين بعبارات وخطب عاطفية وحجج ظاهرها إنساني تتماهى مع الفكر الصهيوني والإجراءات الإسرائيلية لتهويد فلسطين بالكامل، والمحزن مشاركة 'نوائب' من بعض أبناء العشائر والعائلات الأردنية الذين ضحى أجدادهم وقتئذ من أجل فلسطين، أو طحنهم النظام على مدى العقود التسع الماضية بعصاة 'مهباشه' فقط لأنهم طالبوا بأن يحكموا بلادهم بأنفسهم، أقول المشاركة مع هؤلاء المستجدين بمطالبات ومن تحت قبة البرلمان أو على الفضائيات بطمس الهويتين الأردنية والفلسطينبة فرحين بما أتاهم النظام من امتيازات منح الجنسية لاستغلالها بتنفيذ ما يطلب منهم سواء من الخارج أو من الجهات الداخلية العليا. لقد كتبت في الماضي أن هذا الطابور الخامس سيخرج من بطن حصان طروادة بعد أن تأتيه الأوامر بالتحرك في اللحظة المناسبة والتي يَعتقد أنها قد حانت!! لعل هؤلاء قد ركنوا إلى صمت الأردنيين؟ أو أنهم قد ركنوا أن الأردنيين لا قيادة لهم أو انهم شعب قاصر؟ لعل اعتقادهم الخاطىء هذا جعل مسؤولاً بحزب إسلامي يشكك بأردنية شخصية حزبية لأنه يختلف معه برأيه نحو نظام عربي ويقول له ' انت مش اردني' مع أنه ابن عشيرة أردنية تضرب بجذورها بإربد والسلط والكرك منذ مئات السنين؟!! ولعل اعتقاد الطابور الخامس الخاطىء هذا جعل من أصبح 'نائباً' في برلمان الأردنيين يقول لكاتب وطني محترم وهو يحاوره' أنت عنصري' وآخر يصرح بأن ' قاعدته الانتخابية تتجاوز المليون وأنهم اكثر من كل أهل الجنوب الأردني'، ألا يُعد هذا استفزازاً للأرادنة ؟ أم يريد هذا 'النائبة' إشعال نار الفتنة بين المعازيب وضيوفهم من إخواننا السبعاوية ؟؟؟ هل هذه هي إحدى'القنابل'الموقوتة للنظام لتفجيرها وقت ما يشاء؟ لماذا يطالب بعضهم' نسف' بعض مؤسسات الدولة؟ بعد أن كان يخاف ذكرها حتى بجلساته الخاصة ؟!!! لماذا يُخوِّن جزء منهم الجيش الأردني ؟ أو يطالب بتسفيه عمل منتسبي المخابرات لخطأ فردي لأحدهم، ويعود نفسهم بالطلب بالانتساب لهذا الجهاز الوطني الاردني ؟؟؟؟!!!!! لقد طمس النظام تاريخ بلادنا وأجدادنا وذُكروا عنهم في كتبهم ومراسلاتهم أنهم كانوا رؤساء عصابات أو خارجين على القانون بينما أُلِفَت الكتب عن بعضهم بأنهم 'أبطال' العصر الحديث لتدريسها لأبنائنا كمنهاج للتربية 'الوطنية' وأنه لولاهم لكان الأردنيون لحد الآن يوقدون نارهم بقدح حجر الصوان الصلد !!!! يقول الأمير حسن بن طلال في حفل جمع التبرعات لليهود وفي لندن في شهر تشرين ثاني 2012 وبحضورسفير إسرائيل في بريطانيا (دانيال تاوب) ووزير الدولة البريطانية للتعليم وشخصيات يهودية بارزة وصهيونية فعَالة: ' النظام الهاشمي لن يسقط لأن الحُكم بالنسبة للهاشميين ليس للوجاهة بل من أجل الكرامة الإنسانية ' يتساءل الأردنيون بعد ذلك ما هو الخطأ أو الذنب أو الخطئية المقترفة منهم حتى يُسلِط عليهم النظام الهاشمي ذئاب بشرية، سواء مستوردة أوغيرهم، ليسوموهم أسوأ أفعالهم ليجعلوهم إمّعات توافق على كل شيء، وإفقارهم سياسياً واقتصادياً وينهبوهم مالياً، وأين نحن من الكرامة الإنسانية ؟ فمنذ أن قرر تشرشل تأسيس إمارة للأمير عبدالله (الملك فيما بعد) على البلاد الأردنية ( راجع اتفاقية ونستون تشرشل-عبدالله بن الحسين.القدس في 26/3/1921 الأرشيف البريطاني) تهبط علينا هذه الكائنات بدءاً بالأنسي و مروراً بأبوالهدى وعبود سالم وغيرهم الكثير الكثير، وصولاً للبهلوان وليس انتهاءً بهنري آسام، أو صاحب البرنامج النووي طوقان و'أمير' الفوسفات الكردي وغيرهم الذين لا زالوا يصولون ويجولون 'ومش مهم طق يا شعب واظرب راسك بالحيط' . يتساءل الأردنيون ما ذنبهم في 'ضياع' فلسطين وقيادة الدولة حينئذ لم تكن بأيديهم حتى يُنصِّب النظام عليهم 'نوابا' يدّعون تمثيلهم لقواعد شعبية كبيرة ويطالبون الدولة الأردنية بسياسة إحلالية ليحل شعب مكان آخر، وكأنهم يريدون إعادة التاريخ القريب لما حدث في فلسطين بادعاءات إنسانية كاذبة، كحرصهم على 'الأردنية' المتزوجة من الغير أردني لتجنيس زوجها وأولادها، وبنفس الوقت يحققوا حلم إسرائيل بيهودية الدولة وعليه يخلقوا التوتر بين الشعبين الشقيقين المظلومين الأردني والفلسطيني، والغريب في توقيت طلبهم وإسرائيل تعمل على تنظيف الحدود من الألغام بين الأردن وفلسطين !!! ونسأل وبتعجب شديد لماذا أوقف النظام تجنيد الشباب ورفد الجيش الأردني بدماء جديدة كما جرت العادة كل عام ومنذ تأسيس الجيش ؟؟!!!!!!!!!!!! وبنفس توقيت طلبهم ؟!! فهل هذا يجعلنا نتخوف من تهجير كمي للفلسطينيين سواء في المحتل 67 أو المحتل 48، خاصة بعد منح كثير منهم الجنسية الأردنية وعائلاتهم بالإضافة إلى جنسيتهم الإسرائيلية، حيث أن ذلك لا يخالف قرارات الجامعة العربية بمنع ازدواجية الجنسية العربية وبحجة الاستثمار بالاردن !!!؟؟؟ وماذا عن تهجير فلسطينيي سوريا والذين دخلوا الأردن تحت مسمى اللاجئين السوريين وبينهم ؟ إن كل ما يحدث الآن ونراه يومياً وما حدث خلال المائة سنة الماضية، يجعل المرء يبحث في الأرشيفات الوطنية كالعثماني والبريطاني، أو يقرأ الصحف القديمة كجريدة القبلة التي كان يُصدرها الملك الحسين بن علي في مكة المكرمة، بعد انفصاله عن الخلافة الإسلامية العثمانية وتأسيس مملكة الحجاز ورسالته إلى أهل فلسطين حول هجرة اليهود إليها ، ونطّلع على اتفاقية فيصل- وايزمان 1919، ونقرأ مذكرات الملك عبدالله بن الحسين في كتابه 'مذكراتي'، وكيف انتظر في معان ثلاثة اشهر لعدم تلقيه إشارات إيجابية من زعماء البلاد الأردنية حسب ما ذكر في كتابه، واجتماعه مع تشرشل في القدس(1921 ) وبوجود لورنس وضباط إنجليز'وشخصيات' عربية وفلسطينية ولم يُدعى إلى هذا الاجتماع أي شخصية أردنية ، وهبّات وثورات الأردنيين، ونقرأ كيف تم القضاء على حكومة عموم فلسطين، ونطّلع كيف طُرد الأردن من جامعة الدول العربية، ونعرف أن 'الوحدة' بين المملكة الأردنية الهاشمية وما تبقى من فلسطين (الضفة ) لم يعترف بها سوى بريطانيا ومولودها الجديد باكستان، وقبلها نعرف كيف احتل اليهود اللد والرملة بالتواطئ، وكذلك نقرأ مذكرات الملك طلال، وأن ما يحدث يجعلنا نرجع إلى كتاب 'مهنتي كملك' للملك حسين وخطاباته وتساؤله في إحداها 'ما هو الأردن؟' ، ونقرأ عن ثورة تموز في العراق، ونقرأ كتاب الجاسوس الإنكليزي لورنس 'الأعمدة السبعة' وأن أول ما نصح به هو تدمير الخط الحديدي القادم من اسطنبول وحتى المدينة المنورة بحجة قطع الإمدادت العثمانية، وأن ما يحدث في الأردن وفلسطين يجعلنا نرجع لقراءة الميثاق الوطني الفلسطيني، ولماذا اُبعد أحمد الشقيري عن منظمة التحرير الفلسطينية، وإعلان دولة فلسطين من قبل ياسر عرفات عام 1988 ومؤتمر الرباط واعتبار المنظمة ' الممثل الوحيد والشرعي للشعب الفلسطيني' في الداخل والشتات من قبل القادة العرب وأولهم الملك الحسين بن طلال، وماذا اتفق في أوسلو، وقرار فك الارتباط بين فلسطين(الضفة) ومعاهدة وادي عربة المشؤومة، وبالإجمال كُتُب ماري ويلسون بما يتعلق بالأردن وفلسطين بالقرن الماضي. إنني أدعو كل أردني وكل شقيق فلسطيني أن يقرأ ويطّلع على ما يستطيع من كل ما ذكر من مصادر، وهي جزء يسير من آلاف المصادر العربية والأجنبية، وسيعرف بعدها أن لا ذنب للأردنيين بما حلّ من ظلم على إخواننا وأخوالنا الفلسطينيين، وأن الشعب الأردني لم يُستشار أو يُستفتى بأي اتفاق أو قرار أو معاهدة لطمس هويتهم، بل يريدون إظهارها والحفاظ على هوية الشعبين، حتى نقطع الطريق على الأذناب من كافة الأصول والمنابت وأسيادهم لتحقيق حُلمهم وغايتهم بجعل فلسطين تاريخ قد مضى كما حدث بضياع أوطان عربية كالأندلس وغيرها. يقول شهيد العرب وفلسطين وصفي التل رحمه الله: ' حينما يتعلق الأمر بالوطن ، لا فرق بين الخيانة والخطأ لأن النتيجة هي ذاتها '. هل يريدوننا فقط ' للتعييش ' ثلاث مرات ؟ وأن لا نخاف على وطننا ومستقبل أبنائنا وأبنائهم؟ إن أصعب شيء في علاقة أي شعب بنظامه أن ' الحُب ' من طرف واحد لا يمكن أن يدوم . يقول سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه : ' إذا وضعت أحداً فوق قدره.....فتوقع منه أن يضعك دون قدرك '
التعليقات
1) تعليق بواسطة :
06-03-2013 11:53 AM
كل التقدير ومقال من أروع ما قرأت في وصف الحاله المزريه للاردنين.
2) تعليق بواسطة :
06-03-2013 06:47 PM
إذا وضعت أحدا فوق قدره فتوقع منه أن يضعك دون قدره!..اقتباس.
3) تعليق بواسطة :
07-03-2013 11:27 AM
لا زود على ما تفضل به الافاضل "بني يونس" و "القطاونة اعلاه، و الله ان الحجر يحس بالأسى و الحزن الذي يعتمر قلوبكم (و قلوبنا) على هذا الوطن. منذ نصف قرن و نحن ندمع (و البعض يبكي) على الحال كما وصفه مظفر النواب:
4) تعليق بواسطة :
07-03-2013 04:45 PM
تربى الشعب على النفاق و الثغاء ,,
5) تعليق بواسطة :
07-03-2013 04:53 PM
للأسف الفزعة للنسور كانت قبلية عشائرية جهوية بلقاوية اساءت للمجلس و اسقطت هيبته تمنينا لو انها فزعة منظمة و موضوعية لصالح الوطن .. اعلمني احد النواب انه سأل احد النواب السلطية لماذا تدافع عن النسور فكانت اجابته لأنه سلطي
6) تعليق بواسطة :
07-03-2013 06:17 PM
تحياتى لجميع المشاركين .
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
الرد على تعليق