أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


عاش الجبناء ... بل لا عاش الجبناء!!!

بقلم : الدكتور عبدالناصر جابر الزيود
12-03-2013 11:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله ثم الحمد لله،نحمدُهُ سبحانَهُ وتعالَى علَى جودِهِ وإحسانِهِ ونسألُهُ الفوزَ بجنَّتِهِ ورضوانِهِ.وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ.وأشهدُ أنَّ سيدَنَا محمَّداً عبدُ اللهِ ورسولُهُ،اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَى سيدِنَا محمدٍ،وأُثنّي بالصلاة والتسليم على آله الميامين وصحبِهِ أجمعينَ،ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ.
الجبن يكون نتيجة تخوف وتغلب المخاوف المرتقبة أو الحاصلة أمام الناظرين فيحجم ولا يعود شجاعاً.والجبن خلق ذميم يشين صاحبه ويجلب عليه الذل في الدنيا والخزي والهوان في الآخرة.وصاحبه يموت في اليوم الواحد مرات ومرات. ويكبر مرض الجبن عند الجبناء بالوهم،وأكثر مرض الناس وهم من أحاديثهم وما تفتعله خواطرهم وما يتلقفونه من الحوادث وما يشعرون به من نقص إيمان، يقول الله تعالى عن ذلك الصنف من المنافقين.(يحسبون كل صيحة عليهم ). فالجبناء يخافون من البشر أكثر من خوفهم من الله،يقول الله تعالى:(أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً).
ولهذا فإن الجبان لا يسود أبداً ويظل عبدا لجبنة ولأن هذا الخلق من أسوأ الأخلاق التي يتصف بها إنسان فقد وجدنا الرسول صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله من الجبن،فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه كان يأمر بهذه الكلمات ويحدث بهن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :اللهم إني أعوذ بك من البخل ،وأعوذ بك من الجبن،وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر،وأعوذ بك من فتنة الدنيا،وأعوذ بك من عذاب القبر.فالجبان لا يدفع عن أهله :والجبان لا يكاد يدفع حتى عن نفسه ولا عن حرماته.وليعلم كل الجبناء أن الجبن لا يؤخر الأجل فليعلم الجبان أنه بجبنه لن يؤخر أجله .(فإذا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُون). وليتعلم الجبناء درساً في الشجاعة من سيف الله خالد بن الوليد رضي الله عنه إذ قال عندما حضرته الوفاة:لقد حضرت كذا وكذا زحفاً وما في جسدي شبر إلا وفيه ضربةُ بسيف أو طعنةُ برمح أو رمية بسهم،وها أنا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء.
وليعلم كل الجبناء أن الجبن شر الصفات :فإن الجبن من شر الصفات التي يتصف بها الرجال، قال الرسول صلى الله عليه وسلم:شر ما في رجل شُحُّ هالع وجُبْنُ خالع.وليعلم كل الجبناء إن الجبن إذا تمكن من صاحبه وغلب على أخلاقه أدى إلى هتك الأعراض وانتهاك المحارم بل واحتلال الأوطان، لأن الجبان يؤثر العيش أي عيش كان على بذل نفسه أو تعريضها للخطر وإن كان في سبيل حماية نفسه وأهله وماله.
فالجبناء اصحاب حجج واهية .. وصروح أمتن منها بيت العنكبوت فهي واهنة نخر في أساساتها قلة الإيمان بالله والتوكل عليه .. وأصحابها هم قوم أساؤوا الظن بالله لأنه جل في علاه يقول:(أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ). ولم تتشرب نفوسهم الإيمان بقضاء الله وقدره و أن الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ. قلوب استوطن فيها الخوف من العباد ..حتى صد عن طاعة رب العباد ..يترك الواجب ويفعل المحرم وكله خوفاً ممن هم دون الله .إنهم أصحاب منهج السلامة درسوا في كتب داروين (أن البقاء للأقوى).وربما للأسرع أو الأجبن ولم يوقنوا بما في كتاب الله ( وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ).ومروا مرور الكرام على قول الله .( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ). ولم يقرأوا في كتب السيرة التي تزين رفوف مكتباتهم يعتليها الغبار عن أشجع الخلق محمد بن عبد الله عليه صلوات ربي وسلامه.. قال عنه البراء كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وكان أجود الناس وكان أشجع الناس. نحن أمة قائدها أشجع الشجعان الملاذ الذي كان يحتمي به صناديد الأبطال عندما يشتد النِّـزال...ربى جيلاً يوصي بعضهم بعضاً ( إحرص على الموت توهب لك الحياة).لا تصغي قلوبهم لصوت الخوف الهادر فإن مصدره من الشيطان لا يصغي له إلا أولياؤه .. أمّا هم فوليهم الله..علموا أن طريق الجنة مرصوف بالمخاطر.. لن يجتازه إلا من خلع عنه لباس الخوف وتسلح بالشجاعة ... متلذذاً بالتضحية بالنفس والنفيس في سبيل الله .فرق كبير وبون شاسع بينهم وبين الذين يبحثون عن السلم والسلامة فإنهم لم يطحنهم رحى الحياة .. نشأوا في كنف أب خائف خانع ذليل وأم أحرص ما تكون عليه من نسمة الهواء .. فتربى بين دلال مفرط وبين ذل وخضوع... حتى كبر ووصل الى اعلى المنازل وهو على تربى ونشأ عليه منذ صغره. وإنه والله لا تستوي في الميزان أمَّان أمّ تربي جيلاً ..إذا رأيتهم تجهد نفسك في محاولات تبوء بالفشل وأنت تحاول اكتشاف أذكرٌ هو أم أنثى..؟؟.. إذا وقف طأطأ وانحنى ..وإذا مشى تمايل وانثنى ..لا يعرف من الإسلام إلا كلمة في جواز السفر..فهؤلاء هم أدوات بيد الفساد..اتسع بهم خرق الأمة ..وزادت بهم صولة الباطل. وأمَّاً ينام أبناؤها على سير المغازي ويستيقظون على قصص الفاتحين ..مدرستهم كتاب الله وسنة رسوله .. قلوبهم التي في صدورهم أصلب من الأرض التي يقفون عليها. ربت هند بنت عتبة ابنها معاوية بن أبي سفيان فقيل عنه أنه: لو عاش ساد قومه فقالت:ثكلته أمه إن لم يسد إلا قومه.
الى كل الجبناء اقول واسمعوا ماذا سأقول : بئست ثم بئست الرجولة إن كانت تعني الهروب ساعة تلزم النصرة والصمود... وبئس ثم بئس السكوت عندما يستوجب الكلام والصدع بالحق...وبئست ثم بئست الحياة إن كان هؤلاء هم حماتها الذين إذا ما التقى الجمعان سيفروا ليظفروا بالسلامة ويخلفونا وراءهم..أم يقدمونا ليحتموا بنا أمامهم وينتظروا أن نحصل لهم حقوقهم . والله إنهم أموات لا أحياء فإنهم لن يعرفوا معنى الحياة وإن عمروا ألف سنة ولم يعرفوا يوماً لذة العيش.
الى كل الجبناء في هذا الزمان اود ان اقول: ان الرجولة هي ليست امراً مكتسباً من الممكن اكتسابها مع مرور السنوات بل الرجولة هي امر فطري وراثي يولد معك...فمهما حاولتم يا ايها الجبناء ان تكونوا رجالا اصحاب شجاعة فلن تتمكنوا من ذلك. فابقوا على جبنكم افضل لكم.
واحب أن أختم بهذه الابيات الشعرية:
خنافسُ الأرض تجري في أعِنَّتِها.....وسابحُ الخيل مربوطٌ إلى الوتدِ.
وأكرمُ الأُسْدِ محبوسٌ ومُضطهدٌ.....وأحقرُ الدودِ يسعى غير مضطهدِ.
وأتفهُ الناس يقضي في مصالحهمْ.....حكمَ الرويبضةِ المذكورِ في السنَدِ.
فكم شجاعٍ أضاع الناسُ هيبتَهُ.....وكمْ جبانٍ مُهابٍ هيبةَ الأسَدِ.
وكم فصيحٍ أمات الجهلُ حُجَّتَهُ.....وكم صفيقٍ لهُ الأسماعُ في رَغَدِ.
وكم كريمٍ غدا في غير موضعهِ.....وكم وضيعٍ غدا في أرفعِ الجُدَدِ.
دار الزمان على الإنسان وانقلبَتْ....كلُّ الموازين واختلَّتْ بمُستندِ.
اللهم إنا نعوذ بك أن نكون من الجبناء..ونعوذ بك من الجبن كما تعوذ منه نبيك عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ومن العجز والكسل ومن الجبن والبخل ومن غلبة الدين وقهر الرجال.فلا نامت أعين الجبناء. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهَّاب.ربنا لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
12-03-2013 03:40 PM

لافض فوك يادكتور ...لقد وضعت يدك على الجرح ...فالجبن هو سبب مانحن فيه ....فقد جبنا سالفا عن مقارعه اعداء الله فسلطهم علينا الله ...فسلطوا علينا ازلامهم ..فجبنا ان نقاومهم او نقول لهم لا ..ورضينا بهم لابل جعلناهم العالين ...؟؟
ان الامه باكملها لما تركت شرع الله وخافت غير الله ..جبنت واصبحت اداه بيد اعداء الله بحجه عدم القدره عليهم لاننا عظمناهم اكثر من تعظيمنا لله ...؟؟
لقد دعونا لترك حكم الله ...واجبرونا على ان نعطيهم مقدسات الله ...وسلمنا اراضينا لهم خوفا من ان يحق بنا غضبهم ونسينا غضب الله ...؟..
الجبن وحده هو الذي اذلنا لاننا خفنا على انفسنا منهم واكبرنا فيهم جبروتهم وقوتهم ..ونسينا جبروت الله ..هم في الحقيقه اجبن من الجبن واضعف من ان يكونوا اقوياء ولكن ضعفنا وهواننا وجبنا حعلهم في نضرنا قوه عظمى ....لان من يعظم غير الله سيركنه الله اليه وعندها سينال غضبهم عوضا عن غضب الله .......؟؟
.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012