×صدر الدين الصدر: تحرير الإمام ورفيقيه هو الطريق الوحيد لحل المشكلة

نعمت بدر الدين ـ بيروت ـ كل الأردن ـ خاص ـ لم يسبق ان ان عرف العالم العربي والاسلامي قضية اكتنفها الغموض والوضوح في وقت واحد، كقضية الامام موسى الصدر واخويه، ما الذي حصل في تلك الزيارة التي لم تنته حتى اليوم؟

الذكرى تعود في كل مهرجان سنوي، منذ 32 سنة ولم يعد المغيبون؟

ما يجمع عليه حزب الله وحركة امل ان الامام هو مؤسس المقاومة، وكما يقول السيد نصرالله "هو الذي اشار بيديه وبعينيه الجميلتين الى القدس، مضيفا الموضوع لا يبحث عن تسويات وصفقا ولا يمكن ان يهمل وينسى او يضيع، انما نريد ان يعودوا الى ساحاتهم ليس اكثر او اقل...."

هل سيحرر النظام الليبي الصدر واخويه بعد الحديث الاخير عن اقفال الملف بشكل ودي، وعن نية ليبية في اقفال الملف الشائك، هل سيكون الاقفال عبر البوابة اللبنانية او الايطالية، وما صحة الوساطة العربية الرفيعة لجمع الطرفين، والمفاوضات...

كشفت مصادر عربية مواكبة للتطورات الدراماتيكية المتسارعة في ملف اختفاء الامام موسى الصدر ورفيقيه، ان هناك اجواء عن مساع قائمة على الجبهة الليبية اللبنانية، على الرغم من نفي افرقاء لبنانييين، للانتقال الى تفاوض مباشر رفيع المستوى بين ممثلين عن اهالي المغيبين والسلطات الليبية، واشارت هذه المصادر الى احتمال عقد لقاء قريب جدا بين الجانبين، عبر وسيط عربي عالي المستوى، لافتة الى صعوبة نجاح اللقاء المرتقب بالخروج باي مفاعيل جدية في ظل ما وصفه "بعدم تماسك كل من الفريقين المفاوضين اللذين لا يبدوان مستندين الى توافقات داخلية تسمح لهما بالتوصل الى حل".

واضافت المصادر "انه يجب عدم توقع اي اجواء ايجابية في ظل المساعي القائمة ايضا لاستصدار قرار قضائي ايطالي لتبرئة ليبيا"، وأعاد مصدر دبلوماسي مجددا التأكيد على "ضرورة تجاوزالضعف الذي يظهر فيه الموقف اللبناني، حيث يغيب التنسيق بين العائلات، والخروج بموقف موحد ولقاءات موحدة وتفاوض موحد، وهذه ستكون الطريق الاقصر للجميع والتي من شأنها الضغط الجدي على الجبهة الليبية.

صدر الدين الصدر: تحرير الامام ورفيقيه هو الطريق الوحيد

"لا تملك عائلة الصدر الا ان تصرخ الما من الظلم الذي تعرض له ولا يزال يتعرض له الامام الصدر واخويه في خطفهم وأسرهم، وحرمانهم من حريتهم، ومن الظلم الذي تعرضت له قضيتهم من ابناء وطنهم من كل الطوائف، ناهيك عن القيادات والعهود والحكومات والقضاء وكل المسؤولين حتى ابناء الامام الصدر منهم منذ 31 اب 1978 وحتى اليوم..." هكذا استهل نجل الامام الصدر صدر الدين الصدر حديثه، والغصة تملأ قلبه، فالصوت لا يصل للاسف والامام واخويه لا يزالوا اسرى في يد القذافي الذي يتحمل وحده مسؤولية خطفهم وحجز حريتهم والكذب والتضليل في قضيتهم.

الصدر لا يرى سوى " تحرير الامام وأخويه الطريق الوحيد لحل القضية" مؤكدا ان طريق التفاوض مع الليبي، طريق لا يحررالامام والشيخ والسيد، لا يحررهم كثلاثة، او كواحد واحد، فهو باب مرفوض كما قال يعقوب وبري ونصرالله وكما نقول دائما، لا حاجة الى تكرار الرفض، مضيفا ان قضية الصدر قضية وطنية بإمتياز، وليست عائلية، والقضية ليست لغزا يحتاج الى حل، ولا ملابسات تحتاج الى كشف، ولا غموض يحتاج الى جلاء، اي كلام اخر يشّكل خطر على حياتهم بالدرجة الاولى، وعلينا بالدرجة الثانية، ويساعد على تبرئة المجرم وطمس الحقيقة والغاء المساءلة... وذّكر الصدر بان لا ثقة عندهم بالقذافي،وشدد على ان كل المساعي التي بذلت من قبل الليبين كانت من اجل ازالة المسؤولية وليست من اجل تحريرهم واعادتهم، وقال اكرر ان سماحة السيد نصرالله والاستاذ نبيه بري والكثير من زملاء الامام، من غير الطوائف ان كانوا سياسيين، او روحيين، مطلبهم واحد وموقفهم واحد والمطلوب تحرير الامام واخويه، لان تحريرهم ضمانة للبنان ورفع الحرمان عنه، كما يحصّن لبنان في وجه المؤامرات التي تحاك من الشرق والغرب، ولفت الصدر الى اهمية الموقف الموحد للعائلات والتنسيق المستمر، والسعي الدؤوب بينها لخدمة قضية الامام الصدر واخويه حتى تحريرهم، وختم الصدر حديثه بالتذكير بالقرار الاتهامي الصادر عن المجلس العدلي بحق القذافي واعوانه متسائلا: لماذا لم يعقد المجلس العدلي جلسة لمحاكمتهم، ولماذا لم يعمّم القضاء مذكرات التوقيف بحقهم حتى اليوم، ولماذا لم تنفّذ الحكومة اللبنانية ما اوردته في بيانها الوزاري في هذه القضية حتى اليوم؟

حركة أمل: الدولة اللبنانية مسؤولة، وما قامت به ليبيا اعتداء على الامن اللبناني

بدوره قال عضو هيئة الرئاسة في حركة امل الحاج خليل حمدان ان الامام الصدر ورفيقيه موجودين في ليبيا ولا يوجد اي وساطة بيننا وبين الليبين، ونرفض حل الملف على طريقة لوكربي، مضيفا لقد رفضنا المشاركة في القمة العربية التي جرت مؤخرا في مدينة سرت الليبية، ونطلب من القذافي تحريرهم...وذكر بان التحقيق اللبناني ادان النظام الليبي، والمجلس العدلي اصدر مذكرات توقيف بحق القذافي ومسؤولين ليبين، والدولة اللبنانية مسؤولة وما قامت به ليبيا اعتداء على امن الدولة اللبنانية، ونرفض اي صيغة لأي تفاوض مباشر معهم...

يعقوب: لا مفاعيل قانونية للقرار الايطالي في لبنان ولن يبرئ ليبيا في نظر الشيعة

من جهته نفى نجل الشيخ محمد يعقوب النائب السابق حسن يعقوب علمه باي تفاوض مباشر والحديث الدائر عن اي لقاء مرتقب مع جهة رسمية ليبية، وجدد يعقوب موقفه "الرافض اي مفاوضات مباشرة مع الطرف الليبي، الذي هو عدونا قبل الاعتراف بمسؤوليته عن الاختفاء"، طالبا اياه بالكف عن اي مناورات واغراءات، فلقد اثبتت التجارب فشل المساعي الماضية، واذا كان هناك من مخرج جدي لن يكون الا بالافراج عن المغيبين، وايقاف الجريمة المتمادية، مضيفا ان الامام الصدر واخويه خطفوا في اطار الصراع العربي الاسرائيلي، ونضالهم وقضيتهم كانت جزء تأسيسي ضد الحركة الصهيونية، والسيد نصرالله ينتمي الى هذه المدرسة، مضيفا" لا نتكلم دون فعل"، نحن في صراع مستمر مع الليبيين ولن تكون قضية الامام واخويه بمعزل عن صراعنا مع اسرائيل...ولا اعرف كم بات مجديا للنظام الليبي اضاعة الوقت، الوقت يراكم نتائج جرائمية اكبر بحق المغيبين، الذنب يكبر والثمن سيكون عليهم سيكون دفعه اكبر، ودائرة المسؤولية تتسع.

وتوجه الى الليبين بالقول: ما يحصل في ليبيا هو برأسمال عمر المختار، الذي قام النظام الليبي بانقلاب على مفاهيمه وباسم المختار، وهذا اخطر، والمضي بافكار مشتتة كأفكار القذافي تسقط القيمة الحضارية لايطاليا وتدخلها سراب الصحراء.

ولفت يعقوب الى ان القرار القضائي الذي تدور الاحاديث حول اصداره بفبركة سياسية ايطالية ليبية لن تكون له اي مفاعيل قانونية في لبنان ولن يبرئ ليبيا في نظر الشيعة، ولن يلغي مذكرات التوقيف الصادرة بحق الليبين ولا القرار الظني.

ويبقى السؤال المطروح: هل ستنجح مساعي اللقاء المرتقب الذي ينفي الجميع العلم فيه؟ ام انه سيتأجل كما رجحت مصادر عليمة، نتيجة ما وصفته "بتعقيدات اللحظة الاخيرة" وفي كل الاحوال هل من احتمالات واقعية لنجاحه في ظل الزحف نحو المفاوضات االليبية الايطالية؟..