أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


شهداء وطن

بقلم : العميد المتقاعد حسن فهد ابوزيد
21-03-2013 11:20 AM

من شهداء محور وادي شعيب في معركة الكرامة

كوكبة من شهداء المعركة الخالدة استشهدوا بعد ان قاتلوا قتال الابطال في ملحمة بطولية اعترف بها العدو قبل الصديق

بعد معركة الكرامة كانت هذه الكلمات لجلالة المغفور له الحسين بن طلال طيب الله ثراه في رساله له بعث بها الي القوات المسلحة الباسلة مخاطباً فيها ذوي الشهداء

يا إخوتي في السلاح يا حصن الأردن ودرع العرب المتين يا معدن الفخر وينبوع الكبرياء يا ذخر البلد وسند الأمة وأهل البطولة والفداء... أحيكم تحية إكبار لا يقف عند حد وتقدير لا يعرف نهاية... وأبعث مثلها إلى أهلي من ذوي الأبطال منكم أولئك الذين سقطوا في ساحات الوغى بعد أن أهدوا إلى بلدهم وأمتهم أنبل هدية أعطوا وطنهم وعروبتهم أجزل
اعطاء.
قدم الجيش العربي الاردني الباسل في تلك المعركة الشرسة ما لا يقل عن 89 شهيداً رسموا بدمائهم الطاهرة الزكية صورة غد مشرق في تاريخ الأمة العربية ليتحقق نصراً عربياً أردنياً مؤزراً هو الاول من نوعه منذ الصراع العربي الإسرائيلي، وأوقع في جيش العدو خسائر فادحه بالمعدات والأرواح وانسحب من ميدان المعركة بعد ان طلب وقف اطلاق النار لعدة مرات ولم يقبل قائد المعركة حينها جلالة المغفور له باذن الله الحسين بن طلال رحمه الله وقف المعركه حتى يخرج اخر جندي اسرائيلي من ميدان المعركة.
في هذه الحلقة سأتحدث عن بعض من القصص البطولية لكوكبة من شهداء المعركة ممن قاتلوا على محور وادي شعيب حيث كان القتال الرئيسي و كانت القوات الرئيسية المخصصة للهجوم مرّكزة على هذا المحور عندما تقدم العدو متجهاً نحو الشونة الجنوبية بهجوم تقدّر قواته بلوائين مدرعين تصدت له قواتنا الباسلة على الحجاب حيث لعبت دوراً مميزاً تمثلت في إعاقة تقدم العدو والتصدي له بكل قوة وقتدارحيث كان العقيد كاسب صفوق مسؤولاً عن القتال على هذا المحور ويقول في هذه الموقعة بأن قائد قوة الحجاب أبلغه أن العدو يحاول اجتياز النهر واجتمع مع قسم امره واستعد لذلك ودارت معركة شديدة بين قوات الحجاب في الأمام وقوات العدو المجتازة وكان يساعد العقيد كاسب صفوق بالإشراف على العمليات العسكرية كل من المقدم علاوي جراد والرائد وليد الجندي وقاتل النشامى قتالاً بكل ضراوة وعناد إلى أن سالت أولى دماء الشهداء فكان أول من لاقى وجه ربه على هذا المحور بعد ان قاتل قتال الابطال الجندي الشهيد محمود علي حسين الحراوية الذي كان ثابتاً في خندقه يرمي بكفاءة واحتراف حيث استطاع أن يدمر دبابتين من دبابات العدو قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة ليلقى وجه ربه وفي موقع متقدم على هذا المحور على مشارف بلدة الشونة من الجنوب الغربي دار قتال عنيف مع قوات العدو وكان لكل واحد منهم قصه استشهادية رائعة دمروا خلالها عدداً من دبابات العدو وعملوا على إعاقته وإرباكه، من هؤلاء النشامى الشهيد البطل طالب شحادة سالم الفقهاء، و الشهيد البطل تميم أحمد حسن الريحاوي الذين استبسلا في قتال العدو والشهيد البطل النائب عبدالله الحامد الذين لعب دوراً مشّرفاً أراد أن ينتقم من العدو ويثأر لعمه الذي استشهد في احدى معارك القدس في 67، وهنا يقول سليمان عواد الحامد بأن عمه الشهيد ضيف الله ارشيد كان يقول له دائماً \\\' اذا اردت يا سليمان أن تكون ضيفاً عند الله حقاً فاطلب الشهادة في سبيل الله دائماً تجد ان الله يعطيك شجاعة خارقة \\\' سليمان الحامد يواصل حديثه قائلاً : لقد شعرت ان عمي وابنه ينادوني للثأر فاشتقت للشهادة في سبيل الله وعندها سمعت قائد الكتيبة ينادي أرسلوا لي اعداد \\\'الروكيت والأنيرجا\\\' فكانت فرصتي عظيمة فقد دنت ساعة الثأر وسمعت قائد الكتيبة ينادي \\\' أين جنود صلاح الدين ؟ أين جنود الحسين أثبتوا أن الله معنا \\\' وقابلني وهو يبتسم وقال لي \\\' اليوم يومك يا سليمان\\\' فقاتل سليمان قتالاً مريراً كان يقاتل بمعيته بضراوة كل من العريف الشهيد أحمد خليل محمد والشهيد محمود أحمد والشهيد أحمد مزيد طويرش الذين لبوا النداء وفازوا بالظفر والشهادة بعد ذلك اندفع العدو إلى بلدة الكرامة من المحور الرئيسي المهاجم باتجاه بلدة الشونة الجنوبية وكانت قواته بحجم كتيبة مختلطة من سرايا الدبابات والمشاة وتم إنزال وحدة مظليين من طائرات هيلوكبتر على ضواحي بلدة الكرامة حيث دارت معارك ضارية كان لقواتنا فيها مواجهة عنيفة مع العدو حيث تصدت لها قواتنا بقيادة المرشح الشهيد سالم محمد الخصاونة للقيام بهجوم معاكس فكانت المواجهة على أشدها وأوقعت بصفوف العدو خسائر فادحة أسفرت عن استشهاد كل من الشهداء الابطال النائب حميد صدف والشهيد الجندي أول محمد سالم الرقاد والشهيد سليمان على خليل والشهيد عواد حمدالله ابوزيد لينظموابذلك إلى الشهداء الأبرار من شهداء المعركة الذين أعادوا للامة
كرامتها بعد ان قدموا أرواحهم رخيصة فداءً لثرى الوطن الغالي ولقنوا العدوا درساً لن ينساه في تاريخه العسكري .
رحم الله شهداء الكرامة من فرسان الجيش العر بي وأسكنهم فسيح جنانه إنه سميع مجيب الدعاء.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012