13-10-2010 11:42 AM
كل الاردن -
وصل الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد صباح اليوم الاربعاء إلى مطار رفيق الحريري في بيروت، في مستهل زيارة رسمية هي الأولى لنجاد منذ توليه الرئاسة في ايران منذ خمس سنوات، تلبية لدعوة من نظيره اللبناني الرئيس ميشال سليمان على ان تتحول غداً لزيارة شعبية لدى توجهه الى الجنوب لتفقد بلدة قانا ومدينة بنت جبيل، والاماكن التي خاضت فيها المقاومة معارك في مواجهة اسرائيل، الى بلدة مارون الراس حيث يدشن حديقة مولت إنشاءها بلدية طهران.
وكان في استقباله بمطار بيروت رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بالإضافة الى وزراء ونواب وشخصيات رسمية ووفد ايراني كبير من السفارة ومن الجالية الايرانية في لبنان.
وخلال توجه موكب نجاد من المطار إلى القصر الجمهوري في بعبدا، حظي الزعيم الايراني باستقبال شعبي حاشد، بعد أن تجمع عشرات الالاف من اللبنانيين على طريق مطار بيروت لاستقبال نجاد، وارتفعت الاناشيد الوطنية من مكبرات للصوت الموضوعة على جانبي الطريق.
وعلقت على الطريق الرئيسية المؤدية الى المطار صور للرئيس الايراني بالاضافة الى صور الإمام الخميني والإمام الخامنئي مع عبارات "شكرا واهلا وسهلا".
كما رفعت صورة ضخمة لنجاد مع الامين العام لحزب الله حسن نصر الله كتب عليها "يا حامي الحمى"، وزينت الجسور ببالونات بألوان العلم الايراني الاخضر والاحمر والابيض.
وقد شغلت زيارة نجاد ليس اسرائيل فحسب بل الدول الكبرى ايضا وفي مقدمها الولايات المتحدة والامين العام للامم المتحدة بان كي- مون، بعدما حاولت اسرائيل منع حصولها وحاولت اقناع المسؤولين الاميركيين بذلك واثار وزير خارجيتها افيغدور ليبرمان الطابع الاستفزازي لها مطالبا بعدم حصولها.
وعندما اتى الموقف اللبناني من الرئيس سليمان ان لبنان دولة مستقلة وتستقبل رئيس دولة عضو في الامم المتحدة ومن الطبيعي ان يزور لبنان رسميا، اضافة الى ان شريحة كبيرة من اللبنانيين تؤيد ايران التي لم تتوان عن توفير الدعم لـ"حزب الله" الذي قاتل اسرائيل وهزمها خلال عدوانها في تموز 2006.
وسيعقد الرئيس الإيراني لقاء قمة مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان بجدول اعمال حافل يتناول التهديدات الاسرائيلية للبنان، واستعداد طهران للوقوف الى جانبه عسكريا وسياسيا، وتوفير مساعدة عسكرية للقوات المسلحة اللبنانية اذا طلبت ذلك، وفقا لمذكرة "التفاهم العسكري" بين البلدين الموقعة عام 2005، والتي ستجدد اليوم في القصر الجمهوري لمدة خمس سنوات، مع تعديل لجهة حصر المساعدة بالمجال العسكري وحذف "المجال غير العسكري" الوارد في المذكرة التي تنص على ان في وسع اي من الطرفين الموقعين انهاء مفعولها شرط ابلاغ الطرف الآخر قبل ستة اشهر.
ويعقب القمة توقيع 17 مذكرة تفاهم في مجالات عدة تفعّل العلاقات بين البلدين وتوقيع اتفاق في مجال الطاقة والمياه . ثم يقيم سليمان مأدبة غداء تكريمية لضيفه يحضرها النواب والوزراء.
وحصرت دعوة السفراء بممثلي بعثات الدول الاسلامية المعتمدين لدى لبنان من دون سواهم. وبعد استراحة في فندق فينيسيا، يلقي نجاد كلمة مهمة في "ملعب الراية" في الضاحية الجنوبية.
وكذلك يرحب به الامين العام للحزب حسن نصر الله. ومساء يقيم الرئيس بري مأدبة عشاء تكريمية له في عين التينة فيما يقيم الرئيس الحريري ظهر غد مأدبة غداء تكريمية له في السرايا.
ويلقي محاضرة صباح غد في الجامعة اللبنانية مجمع الحدت، حيث يمنحه وزير التربية حسن منيمنة شهادة دكتوراه فخرية في الآداب، قبل ان يتوجه الى الجنوب. على ان يعقد ليلاً وقبل ظهر الجمعة، لقاءات مع شخصيات سياسية وقيادية في مقر اقامته.
اتصالان لنجاد بكل من الملك السعودي والملك الأردني
وقبل ساعات من وصوله الى بيروت، أجرى الرئيس نجاد اتصالا هاتفيا بالملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، هو الاول من نوعه بينهما منذ فترة طويلة.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية انه جرى خلال الاتصال بحث العلاقات الثنائية بين البلدين واستعراض مجمل الأوضاع في المنطقة.
كما اجرى نجاد اتصالا مماثلا بالملك الاردني عبد الله الثاني، ورجحت مصادر دبلوماسية بارزة في بيروت أن يكون تمديد زيارة نجاد حتى يوم الجمعة مرتبطاً بوصول رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى بيروت في اليوم نفسه، حيث من المتوقع عقد لقاء لبناني ـ إيراني ـ تركي قد يكون موضوع القرار الظني والمخارج المطروحة أحد أبرز عناوينه.
(معا)