1- المخابرات :
*- المخابرات لم تكن في يوم من الايام ضد "الوطن البديل" , هي مؤسسة وظيفية لنظام وظيفي النشأة , لا بل ان احد أهم اجراءات التجنيس تمر منها, ورود تلميحات ب "عصلجة" من تيار معين داخل المخابرات في حديث رأس النظام ما هو الا جزء من بروباغاندا النظام التسويقية لنيل رضى الامريكي , و حتى لو صح الخبر ان العصلجة حقيقية ففي النهاية بلمحة اصبع صغير من رأس النظام سيتم شطب وجودهم عن خارطة القرار المخابراتي , اذاً هي مؤسسة وظيفية للنظام حتى يثبت العكس بقرار عصيان شامل (و هذا مستحيل) او بالغاء الدائرة من شروشها و استبدالها بكادر وطني ولاءه للوطن الاردني فقط و تحت امرة السلطة التنفيذية و يكون وزير الدفاع او وزير الامن الوطني هو المسؤول عنا و هذا لن يحدث الا بتغيير النظام .
2- الحرس القديم (ساسة و شيةخ الديوان):
*-النظام الهاشمي منذ نشأته عام 1921 اعتمد على صناعة طبقة من الموالين المقربين الى جانبه , طبقة براغماتية نفعية هدفها الاساسي خدمي مقابل اجر و ميزات سياسية و اجتماعية و هم ثلاث انواع :
أ-طبقة اقرب للرأس و هم نادرا ما يكونون من العشائر لذا ابتدأ عبدالله الاول مؤسس النظام برئيس وزراء من اصول لبنانية و تبعه باصدقاءه المقربين من امثال حسن ابو الهدى و هو رفيقه في الدراسة ايام "الحجز" في اسطنبول و من ثم بعائلة الرفاعي التي ابتدأت بكاتب في دائرة و وصلت الى رئاسة صنع القرار في الاردن .
ب- "شيوخ" او زعامات العشائر : و هم بالاغلبية من وقف مع النظام ضد ثورة البلقاء او من والاه بالنصرة و التأييد , و اتبع النظام ملامح من الطريقة العثمانية في حوز ولاء عدد من "رؤوس" العشائر من خلال منح الميزات النفعية المالية و المناصب و من هنا بدأ التحول في الشخصية الاردنية المنتجة الى الشخصية المعالة , و ضرب النظام بها عصفورين بحجر , اخمال الروح الوطنية لدى العشائر و اختزالها بوجود نفعي مرتبط بالنظام و من ثم ضرب الهوية الثقافية و الارثية للاردني من خلال تحويله الى شخص معال ,, و للاسف ضرب حتى صورة "قيادة" العشيرة فهي لم تكن بحياتها تعطى ,, بل تعطي ,, و لا تخضع للظالم ,, بل تخضعه للمظلوم ,,
لذا فهؤلاء ليسوا بزعماء عشائر بل موظفي نظام ,, و الموظف عليه تقبل توبيخ رئيسه بالعمل كالذليل ,, و هم لا يحملوننا شيئاً من وساخاتهم .
ج-المعارضة المصطنعة النفعية : مثلا كتنظيم الضباط الاحرار و الذي استبدل خطته الفاشلة للانقلاب عام 1962 بامتيازات نفعية وراثية لكثير من اعضاءه و بذا استبدلوا السلطة العسكرية المزمعة بسلطة نفوذ تعاضدية مع النظام و توامية مع سلوك الاخوان المسلمين السابق لان تجربة الاخوان مع النظام افادتهم جداً لتصور المستقبل المصلحي مع النظام .
3- الاخوان المسلمين :
-بعيدا عن توصيف الماسونية المضحك الخرافي ,, لقاء راس النظام الصحفي كشف اسلوب الاخوان المسلمين الذي كنا ننتقده بناءا على تاريخهم المخزي التحالفي مع النظام و الذي اكد ما كنا ندعو اليه الحراك بأن يبتعد عن "زخمية" العدد التي تميزهم ,, تاريخهم التحالفي و الذي انكره الكثير من اتباع الاخوان من قيادات و شبيبة اثناء مناقشتي لهم عاد ليؤكد من قبل رأس النظام ,, و بالحرف !! و التي تستند على خدمتهم له ايام الانقلاب الاشهر عام 1957 و ايام ايلول الاسود و ايام الثمانينات ,, هذا هو اسلوب الاخوان التفاوضي من خلف الشاشات في اثناء مقابلاتهم مع راس النظام و المخابرات ,,!!,, و اسلوب المنة هو اسلوب حزبي براغماتي لم ينجوا منه حتى الحراك ,, و لنذكر كيف كان الاخوان المسلمين يتدخلون اثناء الحراكات بالصرف (انصرفوا راشدين) او باحتواء الهتافات او من خلال تقاطع المصلحة مع النظام في المشروع الاكبر لهما و هو "الوطن البديل" ,, و لنذكر ان الموضوع تاريخي بحت تحول الى نمط عند النظام في معرفة "دية" الاحزاب حتى تلك التكتلات الانقلابية كتكتل الضباط الاحرار 1962 و الذي حاز "تائبوه" على ميزات منصبية لدى النظام تعادل ميزات الحظوة الاولى من عائلات الحلف الهاشمي .
4- اسرائيل :
- لم يأتي اللقاء بجديد عن طبيعة العلاقة النظامية الصهيونية المأصلة تاريخياً منذ لقاءات ستورس و لورنس مرورا باتفاقية (فبصل-وايزمان) الى مؤتمر اريحا 1948 و قرار وحدة الضفتين الصهيوهاشمي الانجليزي الشهبندري الفلسطيني عام 1950 الى لقاءات (غولدا مائير - حسين) حتى اوسلو , و الآن ينقل راس النظام علاقة تكاملية مع خطة نتنياهو الواضحة و التي بينها في كتابه المعروف (مكان تحت الشمس) و التي تدعوا الى تطبيع الوجود للشتات الفلسطيني في الدول العربية و ضرورة مساهمة دول الخليج في دعم هذا الوجود لتوطينه و من ثم اقامة كيان شبه سياسي في الضفة ينتقل مباشرة للحكم الشرقي بعد "التسوية النهائية" , و يأتي تكاملاً مع خطط صهيونية منذ عام 1977 تتحدث عن مكان لدولتين (اسرائيلية - اردنفلسطينية) الاولى عاصمتها القدس و الثانية عاصمتها عمان و هذا ما قرره حزب العمل انذاك في مؤتمره العام , و النظام الاردني كون طبيعة نشأته وظيفيه فإنه سيسعى لاستكمال هذه الخطة مع شركائه الاسرائيليين و سلطة رام الله . لذا فمن الطبيعي ان تكون وادي عربة مقدسة و خطاً احمر لانها خارطة الطريق لما يسمى ب"التسوية النهائية" و منها بندها الثامن المتعلق بالوطن البديل .
5- العائلة الحاكمة :
لا يهمنا من المقابلة اي شئ فهي شأن عائلي داخلي هو اولى بها بينه و بين اخوانه و اغلب الكلام هنا كان بروباغانديا بحتا تسويقيا تزكويا لراس النظام عن نفسه و يغلب عليه عدم الصدق لاننا نعرف كل مسؤوليات النظام عن ملفات فساد كبرى , لكن ننتبه الى اشارة ضمنية تحدث عن تدخلات زوجة راس النظام في القرار و تأثيرها فيه فقط .
تحديد الهدف من المقالة هو اساس تحليلها وهذا يتطلب توضيح اساسيات مشعبة للوصول الى المضمون الفعلى للغاية من نشرها منها مثلا . معرفة خلفية الكاتب وتاريخه وهذا ما تم تبيانه من قبل الكثيرين ، مصدر وخلفية الناقل او دارالنشر سواء صحيفه او معهد دراسات وتحليل او مواقع اخباريه ..الخ . توقيت النشر له دلالات واعتبارات رئيسيه في تحليل الهدف من مضمون المقال وتفنيده ..الخ.
اتفق مع الكاتب بان المقال موجه الى الخارج لا الى الداخل و ان تعامل معها في الداخل فشل فشلا ذريعا.
واتجهت معظم الابواق والقلام لتفسيرها بانها محاولة لتشوه او اغتيال سمعة الملك !!
"اغتيال السمعة عملية مقصودة و مسنودة، تهدف لتدمير مصداقية و سمعة شخص، او مؤسسة، او جماعة اجتماعية، او أمة " وشرحها وانواعها بطول .
لكن الملك وخلال زياراته للغرب وامريكا كان حريصا على على استكمال النهج للحكم لاظهار قناعات و افكار لاعلى مستوى من التطور الفكري المعاصر و الديمقراطي في الحكم المتبع داخل المملكه بما يوازي نهج الديمقراطيه التبعة في الدول المتطوره مثل امريكا واوروبا !!
والمهتم منا كان متابعا لاقواله وطريقة اظهار افكاره وسياساته الاصلاحات المتبعة والتنازلات والتعديلات التي طالت دستور الدولة حيث كثيرا ما ردد انها طالت 42 ماده !! وانشاء المحكمه الدستوريه والمؤسسه المستقلة للانتخابات وحرية الصحافة وحرية الحصول على المعلومه وبرامج التنميه واحلال العدالة الاجتماعية ..الخ خطابات لاصلاحات من اعلى المنابر موجهة للخارج !!
هناك سفارات بالمملكه تنقل التقارير غير معنيه بالشعوب بل باداراتها تمتلك القدره على شرح واقع الحال الفعلى والتأثير به او تزويره اوتفنيد واظهار المناسب منه لمعنى القول فقط او مع الفعل احيانا لمدى تطبيق الديمقراطية في الحكم . فالتقارير مثلا التي بين يدي اوباما عن الاردن لا تعتمد على خطب المنابر . لهذا تحتاج الى توضيحات ، ما سرب عن بعض المحادثات المغلقة خلال زيارته الخيره " في المكاتب الملكية في ضاحية دابوق، فإن أوباما قد أبلغ الملك أن واشنطن تساند الأردن بعمق، وأنها لن تقبل أبدا بأن يهتز الإستقرار الداخلي في الأردن، وأن الإستقرار السياسي في الأردن هو خط أميركي أحمر، وأنه لم يسمع عن معارضة أردنية تريد أن تطيح الحكم الملكي في الأردن !! بل لديه تقارير بأن هناك حراكا سياسيا أردنيا يريد إصلاحات، ويريد أن تتحسن ظروف الأردنيين ماديا الى الأفضل، كما أن الأردنيين يريدون أن يروا الفاسدين في السجون , أن بلاده لا يمكن أن تدعم أو تؤمن بأي معارضة أردنية تريد مصادرة العرش والسلطة في الأردن."
هذا يدل على ان بروفايل - جيفري جولبيرغ توقيته مدروس وما شمله من توضيحات بخصوص المخابرات او وصف الديناصورات وماسونية الاخوان واهدافهم الخبيثة اوالوضع العائلي يختصر الطريق لبناء قناعات موجه و يوفر بعض احراجات المساءلة ان تمت . ومن هنا نستطيع التساؤل هل كان هذا البروفايل المسرب مدروس في وقته وهل المقصود منه لخدمة مصالح ام توعية الشعب ام رسائل اخرى ؟؟
ادرك حساسيه ما سيرد في تعليقي و لكنها كلمات حق لكي لا يصل النخر للعظام إبتداء بالرقبه.
سأقتصر ملاحظاتي على امرين :
*المخابرات و الامراء*
المخابرات
===========
- مما لا شك فيه ان اساس ما وصلنا اليه هو االإجتهاد الخاطيء لسميح البطيخي و الذي كان مدعوما بقوه من جانب الملكه نور . و ساعد مرض الحسين الراحل الكبير في تمرير على مراحل لمخطط إقصاء الامير الحسن ومعه إنتقال إستراتيجي للمظله الامريكيه بدل البريطانيه المتوفره منذ تأسيس الإماره.
-- و ظن البطيخي ان التحالف مع الامريكان اجدى للاردن و غاب عنه ان الامريكان يطلبون اكثر ..فمن عجز إستبدلوه, فكان هو اول ضحايا خطأ تقديره.
-- و من الغريب انه غاب عمن قاد الإنتقال دراسه اساسيات السياسه الامريكيه و التي تقوم على الإتفاق مع قوه التغيير"الاصيل" من الظاهر و من خلفه عقد إتفاق آخر مع "البديل " فالاصيل حليف له شروط و البديل تابع لا شروط له.
-- و من هنا ايضا غاب عن البطيخي ان خير الذي قربه عمن هم اكفأ منه ظنا بضعفه كان بديله الجاهز, كما تفاجئت الملكه نور بترتيبات اخرى لم تتوقعها..ولكن عند الامريكان Business is Business
-- و عمل خير لحسابه بحمايه امريكيه فأصبحت إحدى أكفأ المخابرات المستقله في العالم تساهم بأدوار كانت تتجنبها . و بتنوير من جاره و صديقه خالد شاهين قبض خير الثمن فلم يكن احد قادر على إعتراض طريق مصالحه في وعبر الاردن بما فيهم اكثر المقربين من غير الاردنيين.. و كاد ان يستولي على المصفاه "كواجهة تستغل لتجاره النفط المهرب عالميا" لولا وفاته المفاجئه فيي فيينا فسقطت الحمايه عن شاهين.
-- وكما فعل خير بالبطيخي كان نصيبه من الذهبي مع فارق هام و هو ان للذهبي ضوابط وطنيه و مهنيه و هو ما جعل الذهبي يسعى للحد من تدخلات تمرر عبر قناه عوض الله فكان لا بد من حسم ذكي لا يبعد الذهبي فحسب بل يأتي بمن يقبل بالدور حسب المعادله المطلوبه.
-- و مما لا شك فيه انه كان للملكه دور في إختيار الرقاد لما توسمته فيه, فتم تقديمه على كفآت متمرسه.
-- ولعل أهم إنجازات عون الخصاونه كان إصراره على ليس فقط على تغيير إداره المخابرات بل تسليم الشوبكي ولو لم تكن الحاجه ملحه لتعطيل وصول الخصاونه لرآسه المحكمه الدوليه بتعيينه رئيسا للوزراء لما تم قبول إصراره على التغيير.
-- و الشوبكي يمثل المدرسه الكلاسيكيه للمخابرات التي سعت دوما "لضبط المشهد و ليس إدارته" و هو النمط الذي ادخله البطيخي و من بعده و يؤدي الى زياده في اعباء و مسوؤليات الدائره و يوسع عملها افقيا بدل توسيعه عاموديا و ما يتبع ذلك من تجاوز غير محمود و مدعاه لفساد البعض بالسلطه و المال.
-- إن من اكثر ما يقلق في مقال الاتلانتيك هو تصريحات الملك بشأن المخابرات و نخشى ان يكون ذلك مقدمه لإداره جديده تعيدنا للمرحله التي سبقت الإداره الحاليه .
-- وإذا كانت هنالك خطوط حمراء للشعب فالمخابرات من اهمها و يخطئ كثيرا من يسقط ذلك من إعتباره.
الأمراء
===========
-- يسؤني كموال لآل البيت ما وُصف به أبناء الحسين لأنه غير صحيح و لو تاجروا و اخذوا العمولات " لعرفنا" وكنا اول من نشر .. اما تجاوزات بعض الانسباء فلم يجسروا عليها إلا بعدما بدأ انسباء الملك نفسه ,فلِم لم يتطرق الملك لهم وقضاياهم تزكم الانوف.
-- من معرفتي فإن مخصصات الامراء يقابلها عدم الإنخراط بالاعمال التجاريه و هي ليست في ارقامها كما يظن الكثيرين .
-- ليس سرا ان لقاء الملك بإخوته لم يعد كالسابق فهم عزوته و عيونه و آذانه قبل اي كان ومن يباعد بينه و بينهم لا يقصد خيره.
حمى الله اللاردن و أهله
الاردن سيبقى بخير ولن يحيد عنه بمستوى ادراك ابنائه .
في تعليق رقم 1 يكشف الممارسات
عبرالتاريخ
في تعليق رقم 2 يكشف الممارسات عبر الحاضر
في تعليق رقم 3 يكشف نهج المسببين والمخططين .
سبق لاحد المعلقين المتابع لموقع كل الأردن ان اشار بتميز أفكار هؤلاء الثلاثة وكان محقا بتقديراته .
مع خالص الشكر للكاتب والإخوه المعلقين الافاضل .
بإختصار, هذا يثبت المقوله بأن شرق النهر أو ما يسمى بالأردن ومنذ تأسيسه حتى هذه اللحظه (يخضع للمؤامره). لكن لن أن يقدمو أو يؤخرو مقدار أنمله عن ما كتبه الله لهذه الأرض الطيبه أو لهذا الشعب الطيب. أرواح أبائنا وأجدادنا وبطولاتهم وتضحياتهم لم ولن تذهب سدى بإذن الله .
ولكن كما جاء في الكتاب الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
(وإذ يمكر بك الذين كفرو ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)
وكيلنا الله, لا المخابرات الأردنيه ولا الأمريكيه ولا الصهيونيه ولا الخاسؤون المتآمرون
ومن توكل على الله فهو حسبه.
الحل النهائي للإرض المقدسه لن يقرره طامع مثل نتن ياهو أو خانع مثل أوباما أو مارق من الأردن, إنما قرارها وحلها النهائي أتى ويأتي من الله رب هذه الأرض.