05-09-2010 01:47 PM
كل الاردن -
شن القائد السابق للجيش البريطاني الجنرال ريتشارد دانات هجوماً لاذعاً على رئيس وزراء بلاده الأسبق توني بلير وخلفه غوردون براون، واتهمهما بإذلال القوات المسلحة البريطانية خلال الحرب في أفغانستان والعراق.
واتهم الجنرال دانات، الذي شغل منصب قائد الجيش البريطاني من 2006 إلى 2009، براون أيضاً بأنه "خبيث بسبب تنصله عن احترام ضمانات الإنفاق الدفاعي خلال فترة توليه منصب وزير الخزانة (المالية)"، كما اتهم سلفه بلير بـ "الافتقاد للشجاعة الأخلاقية جراء فشله في تجاوز صلاحيات وزير ماليته بهذا الخصوص".
وجاءت هذه الاتهامات في كتاب الجنرال دانات (القيادة من الأمام)، والذي بدأت تنشره على حلقات صحيفة "صندي تلغراف" في عددها الصادر الأحد.
وكتب القائد السابق للجيش البريطاني "إن الجهود التي بذلها لإقناع بلير وبراون بأن الجيش البريطاني كان يواجه ضغوطاً لا تطاق بسبب الحرب في أفغانستان والعراق لم تلق آذاناً صاغية من قبلهما.. وسيصدر التاريخ حكماً على هذه المغامرات الخارجية في الوقت المناسب".
وقال الجنرال دانات إنه "ما يزال غير متأكد مما إذا كان براون يُدرك بأن قراره حرمان القوات المسلحة من التمويل المناسب تسبب في مقتل العديد من الجنود البريطانيين في العراق وأفغانستان".
واستغرب انصياع بلير لقرار وزير ماليته براون، مشيراً إلى أن حكومة الحرب المصغّرة التي أنشأتها رئيسة الوزراء السابقة مارغريت ثاتشر خلال حرب الفوكلاند عام 1982 لم يكن فيها أي ممثل عن وزارة المالية.
وحذّر الجنرال دانات الحكومة الائتلافية البريطانية برئاسة ديفيد كاميرون من الاستمرار في انتهاج سياسة الحكومة السابقة في مجال الدفاع، مشيراً إلى أن أكثر 100 جندي بريطاني لقوا حتفهم في أفغانستان العام الماضي و "سيكون من غير المقبول الاستمرار في المعدل الحالي للخسائر".
وابلغ الجنرال دانات الصحيفة أنه "لم يعقد أي لقاء وجهاً لوجه مع براون لمدة ستة أشهر خلال العام 2009 حين عانى الجيش البريطاني من ارتفاع معدل الإصابات في أفغانستان، واضطر في نهاية المطاف بأن يباغته خلال عرض عسكري لينقل له مخاوفه".
وقال إن مراجعة إستراتيجية الدفاع التي أجرتها حكومة براون "لم تتمكن من التعامل مع احتياجات القوات البريطانية في العراق وأفغانستان بوقت واحد، وكانت تعاني من عيوب قاتلة وخاصة من ناحية التمويل".
وأضاف الجنرال دانات أن المعلومات الاستخباراتية التي روّجتها حكومة بلير عن أسلحة الدمار الشامل لدى نظام صدام حسين لتبرير انضمام بريطانيا للولايات المتحدة في غزو العراق عام 2003 "كانت غير مقنعة، فيما وقع التخطيط الذي وضعته لمرحلة ما بعد الحرب في فشل ذريع".
وكانت تقارير صحافية ذكرت أن براون عرقل المحاولات التي بذلها زعيم حزب المحافظين المعارض ديفيد كاميرون قبل توليه السلطة لمنح الجنرال دانات لقب لورد، جراء الانتقادات التي وجهها ضد حكومته بسبب سياستها الدفاعية.
(ميدل ايست)