أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الاردن ينهار بقرار ....!

بقلم : فتحي المومني
03-04-2013 12:32 PM
جملة من الفسيفساء المعقّدة تلقي بضلالها على حياة المجتمع الأردني ، وسحب من المتناقضات بالمواقف تحمل بداخلها امراضاً نفسيّة من قبل سلطات ثلاث - تنفيذ - تشريع - قضاء - ليس بينهما أي رابط كان ، ومن نتيجة هذا السلوك كان هناك فوضى عارمة بكل مفاصل الحياة التي يعيشها المجتمع الاردني ككل ، ولا يحضرنا السبب الرئيس الحقيقي لكل هذا التفكك على المستوى العام - فظروف الشكل العام للدولة الاردنية بني على التفكك ، وشراء الولاءات ، وتحصين الضعيف الموالي ، وإقصاء الحكيم ، وسيطرة انسان كباقي البشر محمياً بدستور ، وجيش ومؤسسة أمنية - الفاعل الحقيقي فيها هو جائع والمسؤول الأوحد محصّنٌ من أي ظروف تحدّث ( فهو مسؤول غير مسؤول حسب الدستور المفتعل لتكتمل حلقة السيّد والعبد )
الحكومات لا زالت تتشكّل بمسرحيّة محكمة التفاصيل - مجلس نواب يختار بعناية فائقة ، ومشاورات شكليّة للالتقاء بالكتل البرلمانية ، وعدم وصول هذا الفريق لحالة من الالتقاء على أشخاص مؤهلين قادرين لخوض العمل المؤسسي الحكومي ، ثم يأتي بعد ذلك الإفلاس من الالتقاء على تشكيل الحكومة ، وعودة الأمر لصاحب الأمر الحاكم المطلق ! ، الذي لا زال ينادي فيتسابق الجميع لندائة - وتعود مسرحية الحكومة المرفوضة شعبيّاً ، ويضرب صاحب القرار مطالب الشارع الاردني عرض الحائط ، ولا يزال بهذا السلوك غير المسؤول كما ورد في الدستور - هل هذا من فعل المؤسسة الأمنية ؟ أم السفارة مَن تريد ذلك ؟؟!!
ثلاث’ سنوات مضت على ما يسمّى بالربيع العربي ، وتشكّلت بذلك لدينا رؤىً في عدم جواز الثورة بمكان معين - كسوريا مثلاً لأن فيها من أساسيات الحياة ما يكفي الشعب شرَّ هذه المؤامرات والويلات ، والتي بدورها أعادت البلاد للقاع ، وكم من السنين تحتاج سوريا حسب تفاصيل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية المنظورة ما يعيدها لما كانت عليه فقط ؟؟ للأسف الجواب على هذا السؤال متعب وطويل جداً
في الاردن شعب تشكّل ديمغرافياً وثقافيّاً على أساس حماية العدو فقط ، ومورست عليه أشكال من التهميش القاتل لكل قيمه النبيلة التي عاش وتربّى عليها ، فكان من تلك الممارسات التي تلوذ’ بالأردنيين ووطنهم إلى الانهيار المفتعل مع وطنهم ، في أنهم تفككوا من قِبَل ِبعض الادوات المقصودة بشراء الولاءات من القبلية والجهوية بممارسة سياسة إلإقصاء للبعض في عدم المشاركة الرسمية في صنع القرار العام ، فلم يكن المواطن الاردني ممَثلاً بكل أطيافه الفكرية والثقافية لإعادة منظومة القيم الأولى لبناء الدولة على أساس الحوار واحترام الآخر ، وبناء مؤسسات تعليمية تعلميّة تنأى بالمواطن الأردني عن مواطن العبث بالحياة البشرية والإقتصادية والسياسة - فكان ما يحصل ولا زال - اختزال عام للقرار بشخص ومؤسسة تأخذ بناها وقراراتها من الخارج ، فلم يعد القانون هو الحكم بأي تفاصيل تعيد بناء الوطن والانسان على أساس من المسؤولية والتفاهم ، واحترام الرأي والرأي الآخر ؛ فكان واقعاً نعيش كما حصل في جامعة مؤتة من عنف قبيح ليس المسؤول عنه أفراد المجتمع في محافظتنا الطيبة ( الكرك ) بل المسؤول عن ذلك فئة متنفذة ، وهي من أطلقت على نفسها صفة الحاكميّة في عمّان العاصمة ، وأن الأمرَ يعود إليها فكان ما كان من العمل غير المسؤول بكل تفاصيله وأبعاده ....
كل الأخطاء القاتلة في الاردن سببها النظام والحكومة المزيّفة غير المختاره شعبيّاً ، ولا زالت تمارس كل الاخطاء على أرض الواقع دون رادع حقيقي من قبل الشعب ككل ، ومن قبل مؤسستنا الأمنية الأبيّة ( الجيش ) فأوّل عمل يمارس من الحكومة على الشعب والجيش هو سياسة التجويع - والمرض - والحاجة - والعوز - والكذب - والسرقة - والسيطرة على كل شيء هو من حق الشعب والجيش أولاً وآخراً
- لن أتحدّث بتفاصيل أكثر عن سياسة الحكومة والنظام باتجاه الشعب - لكنني أعرف بأن كل قرار يصدر عن الحكومة هو كذب غير صحيح - وأكثر الاكاذيب التي تفعّلها السلطة التنفيذية -في تمييع الحياة العامّة في الأردن بكل تفاصيلها - اقتصادية - اجتماعية - سياسية - تعليمية - ثقافية - صحيّة ، وسرقة حقوق المواطن العامّة من جيبه بتبريرات غير موجودة في كتب العلوم ، والدين
لا يوجد في السياسة مبادىء ولا أخلاق ، ولا يمكن أن تكون - فالحل الوحيد هو تسلّم المؤسسة الأمنية ( الجيش ) كرسي القرار بدايةً من أجل السيطرة على وضع البلد العام ، وتفعيل القانون ، لإعادة الهيبة العامّة للدولة ، وتجذير مبادىء وأسس دولة القانون والمؤسسات التي تقوم على تكافؤ الفرص ، واحترام المواطن ، وقوننته حسب المتعارف عليه بأن المواطن هو ابن الدولة له حقوق عامّة متساو مع غيره من المكون العام ، وعليه واجبات اتجاه وطنه وامته ....

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
03-04-2013 01:19 PM

أبدعت استاذ فتحي . لقد كنت جراحا ماهرا ومشخصا للداء الذي ألم بالوطن في غياب اهله وتأهليهم لأن يكونوا ادوات ا وعبيدا للمانع المعطي . بوجود رموز ساقطه من الكرتون دينصورات وصناعة النظام ساهموا في نكبة الوطن وانهاء وجوده من أجل مكاسب ساقطه كمستواهم .
ابدعت في كل حرف كتبته وأجدت في التشخيص .
بارك الله فيك ورزق الله هذا الوطن المبتلى المنهوب المسلوب العشرات من أمثالك انه سميع مجيب الدعاء.

2) تعليق بواسطة :
03-04-2013 01:38 PM

يسلم صاحب المقال وفكره ؟؟؟

3) تعليق بواسطة :
03-04-2013 01:38 PM

استاذ فتحي لامست الهم العام لك التحية

4) تعليق بواسطة :
03-04-2013 02:00 PM

احييك. واحيي قدراتك الخارقه. على توصيف حالة اﻻردن بشكل دقيق وفاعل..
اظنني ومعي. كثير من اهلنا اﻻردنيين،بحاجه لسماعك اكثر من مره وبكل شؤوننا..انت. عقل اردني مومني..نفتخر به من اربد والسلط والكرك ومعان وسحاب والبوادي وكل. اﻻردن..
ابدعت اخي فتحي..وكلماتك مضيئه تضيء درب الحقيقه.ومبضع جراح ماهر...يعرف. الداء...
ليتهم يسمعونا. رايك وبدل زمر. الكتاب المستهلكين مث ابوطير. وللانك وغيرهم..تحياتي الحاره

5) تعليق بواسطة :
03-04-2013 02:02 PM

كل شيء بحسبان...

6) تعليق بواسطة :
03-04-2013 02:21 PM

فتح الله عليك اصحى يانايم قبل ان توضع في محميه للهنود الحمر من قبل الساكنين الجدد لتصبح ديناصور كما وصفت

7) تعليق بواسطة :
03-04-2013 02:33 PM

لا اله الا الله ولا حول ولا قوة الا بالله، شو حكيت طال عمرك والله ما فهمت حاجة...بس ما شاء الله الاخوة المعلقين الافاضل فهموك على طول...بسم الله وماشاء الله، الله يديم علينا نعمة الكتاب في الصحافة الالكترونية

8) تعليق بواسطة :
03-04-2013 03:29 PM

ابدعت استاذ فتحي

9) تعليق بواسطة :
03-04-2013 06:50 PM

هذه رؤية الكتابة الصادقة هذا مانريد ان نقوله وما نحس فيه لكن لاتسعفنا ولا تطاوعنا المفردات ايها الكاتب الفذ ....

10) تعليق بواسطة :
03-04-2013 07:20 PM

صح لسانك -مسؤول غير مسؤول -لا يسال عما يفعل-اله اخر -حسب الدستور صرنا مشركين بالله---امنت بالقران وكفرت بالدستور-ولا اله الا الله 0

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012