أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


شكرا كيري ، لا نريد فلسطين

بقلم : نبيل عمرو
10-04-2013 11:31 AM
حتى اللحظة لم يستوعب العرب أن السياسة بصورة عامة ، لا تخضع للعواطف ولا تمت لها بصلة ، وأنها أكاذيب ، مراوغة ، خداع ، دهاليز عُهر ، إغتيالات ، مؤامرات والنتيجة مصالح جافة ، دونها الحروب ، الموت والدماء ، لا تأبه للإنسانية والإنسان ، لا يحكمها قانون أو تردعها قيم وأخلاق ، فهي تُنعت بالقحبة ، لا تؤمن بغير منطق القوة وليس قوة المنطق ، وإن كان في زمن مضى ، ورد على لسان كارل مايكل زعيم منظمة الفهود السود في أمريكا ''من يملك القوة يفرض حقه'' فإننا في زمن باراك أوباما وجون كيري ''من يملك القوة يفرض ما يشاء ، حقا أم باطلا'' ، ولا أدل على هذا ما نعيشه ثانية بثانية إزاء قضية فلسطين ، إن من حيث مبدأ إحتلالها من قبل الصهاينة ، أو إن من حيث مواقف الدول التي تخضع لحكم اليهودية العالمية ، وعلى رأسها أمريكا ، أوروبا وغيرهما الكثير ، من الدول التي تخشى الإقتراب من قول كلمة الحق ، لصالح الحق الفلسطيني في أرضه ، التي إغتصبها الصهاينة عنوة وبالقوة ، وهجَّروا الشعب الفلسطيني وشتتوه في أرجاء الأرض.
- رضينا بالبين والبين ما رضي فينا...!
- حتى اللحظة ، ما تزال غالبية شعب أهل جنوب الديار الشامية ''الفلسطيني و الأردني'' ، والعربي المسيحي والمسلم تلوذ بالصمت على مضض ، حين لا تعارض قيام دولة فلسطينية على كامل حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ، وحل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين بموجب القرار 194 ''العودة والتعويض'' ، مقابل معاهدة سلام مع إسرائيل ، تضمن الحق ، العدل والمساواة لما يقرب من مليون ونصف المليون فلسطيني ، عربي مسلم ومسيحي منزرعين في مدن ، بلدات وقرى فلسطين المحتلة عام 1948 .
- لكن...!
- وما أسوأ ما بعد هذه اللاكن ، وقد أغلق قادة العرب والمسلمين العداد ، ومنحوا أنور السادات في جحيمه ليصبح الحل بيد أمريكا بنسبة مئة في المئة بعد أن تهوَّدت ، وعلَّقت في رقبتها النجمة السداسية بدلا من الصليب ، وأعفت يهوذا الإسخريوطي من دم المسيح ، ومزقت وصية الرئيس بنيامين فرانكلن ، حيث حذر في مؤتمر إعلان الدستور الأمريكي 1789 ، قائلا :
''إني أحذركم أيها السادة ، إن لم تمنعوا اليهود من الهجرة لأمريكا إلى الأبد ، فسيلعنكم أبناؤكم وأحفادكم في قبوركم ، كما قال أيضا ، هناك خطر عظيم يهدد أمريكا ، وهو الخطر الصهيوني ، أيها السادة ، حيثما إستقر اليهود ، يوهنون من عزيمة الشعوب ، يُزعزعون الخُلق التجاري الشريف ، يشكلون حكومة داخل الحكومة ، يعملون على خنق الأمة ماليا ، كما حدث في إسبانيا والبرتغال''.
- لم يُصغِ هَمَل الإدارات الأمريكية المتعاقبة بعد فرانكلن ، فتحققت نبوءَته ، وأصبح القرار الأمريكي بيد حكومة الإيباك ، والأمريكيين المُتصهينين ، الذين خضعوا لسيطرة يهوه ، عبيدا للمال والجنس وتحت مجهر الجاسوسية ، يحركهم اليهود بالريموت كونترول ، ويفرضوا شروطهم ، والّتذهب أمريكا وشعبها إلى الجحيم ، وهو ما بات كائنا بدليل سقوط أمريكا أخلاقيا وقانونيا ، تتحدى قيم الحق ، العدل والمساواة وتفقد الحرية ، الديموقراطية وحقوق الإنسان وتأتي ساجدة تحت أقدام النتن ياهو ، مرتبكة مذعورة ، تحاور وتناور لتأمين شروط النتن ياهو ، إن قبل الأخير بأي تسوية مع الفلسطينيين ، بل بلغة أدق مع ما يُسمى القيادة الفلسطينية ، التي باتت علة فلسطين والشعب الفلسطيني ، بسبب تمسكها بالسلطة .
- السيد عباس...!
----------------------------------
- سيد عباس ''عِش ديكا ليوم ولا تَعِش طول العُمر دجاجة'' ، قِف أمام الإعلام العالمي ولا يزيد كلامك عن سطرين ، إما دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية ، خالية من مستوطن واحد يعيش في غرفة إستيطانية واحدة ، على كامل حدود 1967 لا ينقص منها سنتمتر واحد ، أو فتح فلسطين التاريخية للعرب واليهود ليعيشوا في دولة علمانية ، ديموقراطية واحدة ، وما دون هذا ، شكرا سيد جون كيري ، لا نريد فلسطين وخاطركم ، وغادر أنت وربعك فلسطين وليكن بعد ذلك الطوفان ، فالشعب الفلسطيني بات في حالة '' القرد المسخوط '' ومهما سيكون عليه الحال ، سيكون أهون على شعب الجبارين ، من أن يخسر مترا من حدود 1967 ، ومُقطَّع الأوصال بالمستوطنات ، هذا إن قبل النتن ياهو الإنسحاب من شبر ...!
- سيد عباس ، لم يعُد مقبولا منك أو من غيرك المزيد من الرهان على العدو الحقيقي أمريكا ، لتعطيك دولة تلبي طموح الشعب الفلسطيني ، وأنت تعيش مرعوبا خشية على المنصب ، تُداري ضعفك بالأوهام ، فيما لا تجرؤ على العمل النضالي من خلال المؤسسات والهيئات الدولية ، كمحكمة الجنايات الدولية وإتفاقية جنيف الرابعة وغيرها .
-سيد عباس ، عليك أن تتذكر أن هذه فلسطين ، القدس والمقدسات وأنك ستواجه ربك ، يوم لا ينفع مال ولا بنون ، إلا إن صح أنك بهائي كما يقال ، فعندها لا لوم عليك مهما فعلت وستفعل منذ أوسلو ، التي قبلت بها وهي تفتح على المجهول ، ومن ثم عبورك لبرنامج المفاوضات حياة ، وما سيأتي من الأكثر سوءاً ، إن بقيت على ذات النهج.
- سيد عباس ، برِّئ ذمتك من تهمة البهائية ، وإختم شيخوختك بموقف وطني نظيف ، وألق بالكرة في ملعب العالم ، فإن تجرأت على الوقوف أمام الإعلام العالمي ، وأعلنت ما سبق وغادرت ، فسيلهثون وراءَك بدلا من أن تلهث وراءَهم.
- اللهم إني قد بلغت ، اللهم فاشهد.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
10-04-2013 11:42 AM

مقال قيّم وعميق وجريء يشخص الحاله ويضع الحلول,, أما عباس فلا تنتظر منه شيء سيدي الكاتب هو ما زال يلهث في عمّان لكنفديراليه او فيدراليه مع الاردن لتأمين مستقبل احفاده والقضاء على مستقبل احفادنا نحن الاردنيون في وطننا باغراقنا بالمهجرين متنازلا عن حق العوده,, هو بهائي ليس في اجندته اي شيء عن الآخره وعذابها.. سلمت عزيزي الكاتب وبورك قلمك الشريف

2) تعليق بواسطة :
10-04-2013 02:57 PM

في رايي الاردنيين والفلسطينيين رجليهم بالفلقة ، عباس وكل الحكام العرب زي بعض ، وكلام الكاتب على الجرح

3) تعليق بواسطة :
10-04-2013 05:11 PM

عباس بدور على مصالحه وملايين ولاده وما هو سائل عن فلسطين ، يا خوفي يورط الملك عبدالله بالكنفدرالية قبل ما ترجع فلسطين ، وبدي اشكر السيد عمر على المقالة الرائعة

4) تعليق بواسطة :
11-04-2013 01:19 AM

إما دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية ، خالية من مستوطن واحد يعيش في غرفة إستيطانية واحدة ، على كامل حدود 1967 لا ينقص منها سنتمتر واحد ، أو فتح فلسطين التاريخية للعرب واليهود ليعيشوا في دولة علمانية ، ديموقراطية واحدة ، وما دون هذا ، شكرا سيد جون كيري ، لا نريد فلسطين وخاطركم ، وغادر أنت وربعك فلسطين وليكن بعد ذلك الطوفان

5) تعليق بواسطة :
11-04-2013 07:24 AM

أستاذ نبيل ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لن أدافع عن محمود عباس ، أو أي مسؤول في السلطة الفلسطينية والفصائل بما فيهم حماس ، ولكن بالمقابل لا أستثني حاكما عربيا ، فجميع الحكام العرب مدانين ، والكل تآمر ويتآمر على فلسطين ، والتي ليست خاصة للشعب الفلسطيني ، فهي للعرب والمسلمين.
وأئيد فكرة تركها إن لم تعد الأمور كما كانت عليه عشية الرابع من حزيران 1967 ، ويتركوها دامية في الشمس ، وما ضاع حق وراءه مطالب.

6) تعليق بواسطة :
12-04-2013 11:35 AM

الله يسلم لسانك يا أصيل هذا الكلام المزبوط وإلا فلا ....

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012