أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الوطن البديل

بقلم : يونس نهار بني يونس
22-04-2013 10:30 AM


عشية الحرب العالمية الأولى، تقدم العالم الصهيوني حاييم وايزمان، الذي كان يعمل في انجلترا آنذاك، بفكرة جهنمية تجعل من مركب الآسيتون بودرة متفجرة. وبالفعل تمكنت وزارة الدفاع البريطانية من دحر القوات المعادية، وتمكنت بالتعاون مع الحلفاء من القضاء على الإمبراطورية الألمانية والإمبراطورية النمساوية-المجرية، وروسيا القيصرية، مما مهد فيما بعد لسقوط الإمبراطورية العثمانية.
وتقديرا لجهود وايزمان، قررت الحكومة البريطانية منح اليهود وطنا بديلا عام 1917، بوعد مشئوم من آرثر جيمس بلفور الذي توسط لدى الملك الإنجليزي لمنح من لا يملك ما لا يستحق من تراب عربي مقدس على أرض فلسطين الحبيبة.
الطريف أن الحكومة البريطانية كانت قد قررت منح أوغندا - لا فلسطين - وطنا دائما لليهود، إلا أن هذا الوعد لم يلب طموح وايزمان المتعطش للدم العربي. لم يكتف العالم الفيزيائي الجهبذ يومها بما آلت إليه الحرب العالمية الأولى من خسائر في الأرواح والممتلكات، إذ تجاوز عدد ضحاياها الثمانية مليون قتيل وفاق عدد جرحاها العشرين مليونا. ولم يكتف اليهودي المتعصب بما مهد له من حروب وصراعات امتدت حتى يومنا هذا، ولم يكتف بتشكيل خارطة أوربا والعالم، بل وضع نصب عينيه دماءنا وبقعة صغيرة جدا تواري عرينا العربي وتحج إليها قلوب المؤمنين من أبناء الديانات السماوية.
سعى الرجل وتمكن عبر وسيط، وما أكثر وسطاء بني صهيون، من مقابلة السياسي البريطاني الأشهر في تاريخ بؤسنا العربي آرثر بلفور وراجعه في قرار الحكومة البريطانية منح أوغندا وطنا بديلا لليهود المهجرين من أوروبا النازية، وطلب فلسطين تحديدا أرضا وهوية، ودار بينه وبين سفير النوايا الخبيثة حوارا موجعا لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
قال بلفور: 'لا أستطيع مخاطبة الحكومة في هذا الشأن. ألا تريدون وطنا يجمع شملكم ويضم شعثكم؟' فقال وايزمان: 'ماذا لو أعطيناكم باريس بدلا من لندن؟ هل تقبلون؟' عندها وقف شعر بلفور دهشة، ورد على الفور: 'لكننا نمتلك لندن بالفعل سيد وايزمان!' عندها رفع وايزمان حاجبيه ليسلط بؤبؤيه على سحنة مضيفه الإنجليزي، وقال: 'كنا نمتلك القدس عندما كانت لندن مجرد أرض سبخة سيدي.'
وخرج الثعلب الصهيوني وفي جيبه مفتاح عشة الدجاج العربي التي لطالما سال لها لعابه، وثرنا كما لم نثر يوما. وجيشنا الجيوش وهزمنا شر هزيمة من عصابات فرضت على أرضنا الخراب وعلى ذرارينا العبودية والقهر. وتحولت أرضنا بوعد من لم يكترث إلى وطن بديل لشعب ليس له بديل عن السخرية من شقائنا والرقص فوق قبورنا.
واليوم تعود بودرة وايزمان لترش فوق أجساد أطفالنا في غزة لتزيد عدد الحسرات في هذا العالم المنكوب بآل صهيون وجرائمهم. لكن وايزمان المستأسد وسط غابة من الحملان لم يعد في حاجة إلى وسيط ليحتل ويسحق ويدمر. لم يعد وايزمان يواري سوأة رغباته الكالحة في أراضينا التي لم نعد نقدسها كما ينبغي. ولم يعد وايزمان في حاجة إلى وعود من أحد، لأن منصات صواريخه العابرة لأسلاكنا المتراخية كفيلة بردع أصواتنا التي لم يعد ينصت إليها أحد.
هو اليوم يطمع في أقداسنا الأخرى، ويجوب بطائراته التي نسمعها ولا نراها سماواتنا المكفهرة ويتجاوز بأسرابها كل خطوطنا الحمراء - إن كان ثمة أحمر هناك! وهو اليوم يدفع العالم كله لللتصديق على صك بحق مطلق مقدس باحتلال أرض العبيد الذين غفلوا عن حدودهم وأسلحتهم زمنا حتى أكل الصدأ أصابعهم الضاغطة دوما على الزناد. يدفعنا وايزمان اليوم لحرب جديدة تعيد تشكيل الخارطة تارة أخرى، ويدفعنا حثيثا نحو حرب تقسم المقسم وتوزع الأنصبة على كافة المتواطئين والصامتين والمساهمين في تطوير مشروعه التدميري للسلم العالمي. فهل يملك العرب ردع وايقاف الاضطهاد الصهيوني القادم حيث لم يذكر التاريخ انهم حاولوا حتى محاوله لايقافه يوما من الايام,وهل سيقف الشعب العربي كعادته مذهولا متذمرا شاجبا ما يحدث ساخطا على انظمة في الليل ويغني لها في النهار ويرقص ويتراقص فرحا وابتذالا وتمسحا لزيارة مندوب صغير'واعني صغير من حيث القيمة'يمثل أحد الزعامات التي تتآمر على كرامته واستقراره وقوته وامنه في الليل والنهار,وهل يقف الشعب الفلسطيني الضحية المباشره للاضطهاد الصهيوني قديما وفي القادم من الايام,حيث أن المؤامرة ان تمت فانها تقتضي اضطهادا جديدا يطال الشعب الفلسطيني الصامد القابض على الجمر هناك,هناك في فلسطين حيث نسي العرب عامه والفلسطينيون في الشتات خاصه تلك الفلسطين التي يتغنون باسمها بأهازيج لا تسمن ولا تغني ذلك الشعب المسكين شيئا ولا ترد عنهم الاذى والاضطهاد القادم اليهم في الطريق,وكيف سيكون للعربي وللفلسطيني خاصه اي موقف يعبر عن سخطه ورفضه للاضطهاد القادم وهل مجرد الاستشعار بأن ثمة قتل وتدمير سيحدث لذاك الشعب الرابض والصامد فوق التراب يحرك الشعور العربي والفلسطيني بينما القتل والتدمير الذي يحدث ليل نهار للشعوب العربية في اقطار العرب بأيدي العرب أنفسهم لم يحرك للعربي ساكنا ولم يترك عندهم الا كلاما وخطابات رنانة تأسف وتندد بما يحدث للعربي في بلاده على ايدي ابنائه وخطابات تردد الاهازيج والتملق والمديح لقيادات هي المسؤول الاول عن هذا التدمير وهي المسؤول الاول عن ذاك التدمير القادم الذي سيسدل الستار على حقيقة وقصة واقعية حدثت وتروى وتحدث وما زالت احداثها تحدث وضحاياها كانوا في الماضي القريب فلسطينيون منهم من نسي ذاك العذاب واستأنس برغد العيش وانشغل بجمع المال وبحث عن هوية غير تلك الهوية التي تذكره بأن ثمة ضحايا لم يخلصوا الى ما خلص اليه فهم شركاء له في الماضي القريب في الاضطهاد والدمار والتشرد والضياع وهم وحدهم ضحايا المستقبل القريب للاضطهاد الصهيوني الغاشم الذي يريد واراد من معه من قوى ظلامية عميلة خائنه تخون نفسها وامتها وشعبها فهم شركاء الكيان الظالم بكل ما سيقع على ذاك الشعب الصامد واشتروا كرامتهم وقدسهم بثمن بخس واصبحوا والقيادات العميلة سواء,يضطهدون الشعوب ويبيعون الاوطان,وهل يملك ونملك لكل هذا شيئا نوقف به ما يحدث ومن المعني المباشر من العرب ومن الشعوب العربية بالذات بعيد عن القيادات التي لم يعد لنا بهم ثقة ولا امل,من هو المعني بالوقوف في وجه ما سيحدث؟؟؟؟

نعم انهم نحن,الفلسطينيون خاصه والى جانبهم الاردنيون الذين سيكونوا كما كانوا في السابق ضحايا لمخطط تم وتتم لاتمامه التحضيرات والترتيبات,فهل سنرى في قادم الايام مسيرة في شوارع رام الله او القدس او نابلس او عمان او الزرقاء او اربد للفلسطينين ويؤيدهم ويشاركهم الاردنيون في هذه المسيرات'مجرد مسيرات'لا نريد في حاضر الايام اكثر من هذا,نعم مسيرة تندد وترفض وتقول للمعنين من القادة واعوانهم من العرب المتصهينين والمؤيدين والمؤازرين لمشروع الصهاينة,تقول لهم'لا لا لا'للوطن البديل ودماء الفلسطينين واعراضهم واموالهم ستصان وسندافع عنها ونفديها بالارواح ولن نترككم تقدمون القدس من جديد عروسا يغتصبها الصهاينة كما اغتصبوا فلسطين قبلها ولن تنرك عروس عروبتنا يدنسها عهركم وقبحكم وعمالتكم وتجارتكم وهل ستخرج مسيرة تندد بكل المتواطئين والمطبعين والسماسرة الذين يتاجرون بالكرامة والعرض والقدسية ويستمدون قوتهم من الصهاينة سرا ويستمدونها من ابناء شعبهم المستغفلين علانية برفعم شعارات تقدس القدس وفلسطين وهم اول من يبيع كرامة شعبهم وقدسهم,أم سيبقى هؤلاء اقوياء حتى يلاقي من يمدهم من ابناء شعوبهم حتفهم وضياع ما تبقى لهم من كرامة باسم العصبية والتعصب للعرق والجنس والمنبت.

أقولها صريحة لكل المكون الفلسطيني في الشتات بغض النظر عن الجنسية وجواز السفر الذي تحملونه في جيوبكم,فالجنسية والهوية لا يعينها ويعينها جواز سفر وانما الهوية هي وطن,وقد اغتصب العدو ذاك الوطن وبقي بفعل القدر وبارادة القادر بقية من ذاك الوطن,فهل انتم متمسكون بالوطن وهل ما زال يعني لكم ذاك الوطن شيئا,وهل يعنيكم دما سينزف وكرامة ستسحق باقدام الصهاينة واعوانهم من المتصهينين لبقية من اهلكم وابناء جلدتكم هناك في ذاك الوطن,وللاردنين أقولها صراحه,لقد باتت المؤامرة قاب قوسين او ادنى ولقد تعرضتم كأردنين كما هو الحال للفلسطينين لاكبر مؤامرة في تاريخ العصر الحديث كانت نتاجا لمخططات واضطهادات ومؤامرات من كل من تصهين ويتصهين,فضاع تاريخكم وضاعت هويتكم واصبحتم اتباعا لشخوص تسمى بلادكم باسمهم وليس لكم ولا لبلادكم من اسمكم نصيب وحتى نشيدٌ لوطنكم ولأردنكم لا تملكون فلا أردن ولا نشيدٌ تغنيه جوقةٌ وتعزفه لأردنكم وانما انتم كما هو حالكم أمسيتم عبيدا تابعين لا رأي لكم ولا قيمة, ولا حتى سعرٌ أبتاعوكم به فقبضتموه وانما تباعون ولا تقبضون ولا تجرعون ولن تجرعون الا الذل والهوان,فاقولها لكم صريحة واضحة صارخه,ان كان من يعنيه امر اهله ووطنه قد تخلى وسيتخلى وسيبقى يردد الاهازيج والاناشيد مؤيدا أزلاما وقيادات تبيعه في وضح النهار,فانتم الاولى بالدفاع عن هويتكم وعن ما تبقى لكم في أردنكم,فالاولى بيتي وبعده بيت جيراني والاولى ابني وبعده ابن آخي,والاولى بلادي وبعدها بلاد أشقائي والاولى دمي وبعدها دماء غيري فكيف أصون دما ودمي قد نزف وكيف أنقذ حياة اذا حياتي هي انتهت؟؟؟؟؟

اذا نهض الفلسطينيون لنجدة ومؤازرة اهليهم ووقفوا وقفة رجل واحد واستنهضوكم لانكم الاقرب والاولى بهم فذاك خير ولنقوم لهم ولنقف لوقفتهم ونفديهم بالدماء والارواح لنمنع مؤامرة اصبحت اقرب الينا واليهم من فطام الرضيع,واذا بقوا على حالهم ومضوا مضبوعين ومستضبعين وراء قيادات وشخوص لا سبيل لهم ومعهم الا ضياع الكرامة والاوطان فلا نحن معهم ولا ضدهم ولكننا مجبورين بأن لا نكون ضد أنفسنا ومع ما تتقتضيه مصلحة ومصير هويتنا وأردننا الحبيب؟؟؟

الوطن البديل ليس مسخرة ولا كذبة ولا دعاية ولا كلام يقال بل حقيقة واقعة يتم العمل على انجازها واتمامها على قدم وساق والضحية المباشرة الاولى في القريب القادم سيكونون الفلسطينيون الذين يربضون على ارضهم هناك ويعضّون على مصيرهم ووطنهم بالنواجذ ليبقوا والذين يظهر فيهم كل يوم ويتحقق قول أمير الشعراء(بلادٌ مات فتيتها لتحيا__وزالوا دون قومهم ليبقوا)وهؤلاء يستحقون منا ان نقف معهم ونموت معهم ولاجلهم,والضحية الثانيه للاضطهاد القادم هم نحن الاردنيون الذين ستسحق اخر كرامة بقيت لهم وتزول من بين ايديهم بلدهم وهويتهم,فهل تستحق الاردن منا أن نكون معها وهل تستحق الكرامة أن نضحي بأرواحنا لاجلها وهل للعيش طيب وحلاوة دون كرامة ودون وطن.؟؟؟؟

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
22-04-2013 11:38 AM

اقتباس- كأردنين كما هو الحال للفلسطينين لاكبر مؤامرة في تاريخ العصر الحديث كانت نتاجا لمخططات واضطهادات ومؤامرات من كل من تصهين ويتصهين,فضاع تاريخكم وضاعت هويتكم واصبحتم اتباعا لشخوص تسمى بلادكم باسمهم وليس لكم ولا لبلادكم من اسمكم نصيب وحتى نشيدٌ لوطنكم ولأردنكم لا تملكون فلا أردن ولا نشيدٌ تغنيه جوقةٌ وتعزفه لأردنكم وانما انتم كما هو حالكم أمسيتم عبيدا تابعين لا رأي لكم ولا قيمة, ولا حتى سعرٌ أبتاعوكم به فقبضتموه وانما تباعون ولا تقبضون ولا تجرعون ولن تجرعون الا الذل والهوان,فاقولها لكم صريحة واضحة صارخه,ان كان من يعنيه امر اهله ووطنه قد تخلى وسيتخلى وسيبقى يردد الاهازيج والاناشيد مؤيدا أزلاما وقيادات تبيعه في وضح النهار,فانتم الاولى بالدفاع عن هويتكم وعن ما تبقى لكم في أردنكم,فالاولى بيتي وبعده بيت جيراني والاولى ابني وبعده ابن آخي,والاولى بلادي وبعدها بلاد أشقائي والاولى دمي وبعدها دماء غيري فكيف أصون دما ودمي قد نزف وكيف أنقذ حياة اذا حياتي هي انتهت؟؟؟؟؟
الاستاذ يونس نهار بني يونس
لك كل الاحترام والتقدير والاعجاب اكثر الله من امثالك ايها العربي الاردني الغيور على وطنك وامتك

2) تعليق بواسطة :
22-04-2013 03:28 PM

جزاك الله خيرا على مقالك
ولكن..من يسمع العاقل المدرك الواعي شرواك!!؟؟

3) تعليق بواسطة :
22-04-2013 10:01 PM

أخي العزيز الأستاذ يونس..تحية وشوقا لاحدود له عدتم والعود أحمد وجزيت خيرا على هذا المقال التنويري الذي سلطت به الضوء على الإشكال وسؤ الفهم في قضية مصيرية تهم الشعبين التوأمين الذي قدر الله أن يكونا أول ضحايا هذه المؤامرة التي تستهدف وطنيهما وهويتهما ودفعا في مقاومتها الألاف من الشهداء ونزف الدماء وشاءت ارادة الله أن يستمر هذا الصراع الى أجل لايعلمه الا الله.
لكن إشارتك الى أحفاد أبي رغال كان لابد منها فهم للأسف تكاثروا كالفطر السام وهم يقبعون بين ظهرانينا ووصلوا الى أعلى المناصب فمنهم مثلا الناطق باسم الشعب المنافح عن حقوقه والمنادي بعروبة وتحرير فلسطين ولكن الله أبا إلا أن يفضحه ويشهر به على رؤوس الأشهاد
عندما كان في طليعة المحتفلين بأستقلال الكيان المسخ وفي عقر دار رئيس هذا الكيان وللأسف هذا غيض من فيض من هؤلاء أحفاد أبو رغال.
سلم قلمك المدافع عن الوطن والأمة ولا تطول علينا الغيبة.

4) تعليق بواسطة :
22-04-2013 10:29 PM

"الايمان في اخر الزمان في شام طوبى لشام"

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012