أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


دموع في العيون الفلسطينية

بقلم : د.امديرس القادري
28-04-2013 09:22 AM

من حق الأقلام على أصحابها أن ترتاح قليلا من عناء ومشقة التحليل والتقيد بمعطيات الواقع ، ومن حقها أن ترتاح أيضا من ضغوطات السياسة وما قد يخرج عنها من جديد المواقف التي قد تجبر الكاتب على الإنصياع والرضوخ المسؤول لها ولما قد تمليه عليه من شعور واحساس وهو يخط حرفاً هنا وكلمةً هناك ، ومن حق هذه الأقلام أيضا أن تعيش وأن تشعر بشيء من الرومانسية النابعة من حالة التخيل والحُلم الإنساني لكونهما حقاً مكتسباً ومشروعاً لكل بني البشر .
وهل هناك أجمل من أن نتخيل رومانسية ذلك اليوم الذي لا بُدَ ستتحرر فيه فلسطين وتعود معه إلى أصحابها الشرعيين ، و من ثم إلى العرب والمسلمين الذين لا يزالون يصرون على التعامل معها على اعتبار أنها قضيتهم المباشرة وهمهم الأول والأخير ، ستة عقود ونيف وهم يتغنون ويرفعون هذا الشعار ، كلهم وبلا إستثناء ، وعلى الأخص الشعوب التي حلمت بتحقيق ذلك ، ولم تزل تتمنى الصلاة ركعتين في الأقصى الشريف الذي كلَ ويئسَ من المناداة لفك أسره ، وإنقاذه من براثن بني صهيون الذين سرقوه عنوةً ، واغتصبوه واستباحوا حرمته وقداسته بالقوة .
عقود من هذا الزمن الذي لا يرحم والدمعة الخالدة قابعة في زاويا العيون الفلسطينية وهي تبحث عمن يساعد في مسحها ، ولكن وللأسف فلم يكن يولد من رحم هذه الدمعة سوى المزيد من الدموع ، ولكن هذه العيون التي لم تفقد الأمل ظلت شاخصةً نحو تراب الوطن الفلسطيني لأنها لا تريد أن ترى شيئاً آخراً سواه ، ولن تقبل عنه بديلا حتى قيام الساعة ، فهذا هو العهد والوعد بين هذة العيون ودمعها ، وبين الأجساد التي لم تنحني والدماء الطاهرة التي تجري في عروقها ، وهذا هو الرجاء الذي لم ينضب من القلوب النابضة بحبها الذي ليس له حدود ، فهذه فلسطين المكتوبة شعراً ونثراً على لوح الصدور .
وهذه هي فلسطين التي تواصل البحث عمن ينصفها فيعيد لها حريتها التي سرقوها منها قهراً وزوراً ، ولكن كيف يكون السبيل لذلك ؟ فالخمسة الكبارفي مجلس الأمن لم يعرفوا في يوم من الأيام كيف يكون مذاق الأحلام ومرارتها عند الشعوب المظلومة والمضطهدة ، و فلسطين التي بُحَ صوتها وهي ترجوهم أن يعيدوا لها ولو جزءاً من حقها المسروق لم تجد عندهم أية آذان صاغيةً لذلك الرجاء ، بل لقد حاربوها بسلاح \' الفيتو \' الذي جعلوه سيفاً مسلطاً على رقبتها ومشرعاً في وجهها كلما سعت أو حاولت أن تتقدم منهم بطلب .
وفي الولايات المتحدة وغالبية دول الغرب رؤوساء وحكومات لا همَ لهم سوى الإنحياز التام والسافر إلى جانب القاتل المجرم ، ولا مكان أبدا في أجنداتهم يمكن أن يتسع لإنصاف المظلوم ، وكيف ينصفونه وقد تحجرت قلوبهم وغدت أشد قسوة من حجر الصوان خصوصاً إذا ما كان الأمر يتعلق بفلسطين وشعبها ؟ فهذه قضية ليس لها عندهم سوى المزيد من التآمر وفرض القهر عليها ، هذه هي حقيقتهم التي لن تُغيرها ابداً كل المراهنات العبثية الواهية التي يقيمها ويتمسك بها البعض من قادة الفلسطينيين والعرب .
أما القمم العربية والجامعة المحروسة فيكفينا منهم ما فعلوه في قمة الدوحة التي إنعقدت مؤخرا في دولة قطر ، فالشطب العلني والصريح لفلسطين وقضيتها وإعادتها إلى ذيل البيانات والقرارات هما الهدية التي قدمها هؤلاء القادة لشعب فلسطين ، ولم تعترض دولة واحدة على هذا التهميش المقصود الذي التقى عليه القادة من دول الربيع ودول الشتاء القارس فشكرا لهم جميعا ، فحتى المبادرات وبعض المشاعرالتي كانوا يعلنون عنها في القمم السابقة للتغطية على ضعفهم وعجزهم فقد قرروا أن يحرموا فلسطين منها هذة المرة وبعد أن اتفق النفط والغاز على وجود ما هو أهم من فلسطين ومأساة شعبها .
في الختام ، فلا بد لدموع شعبنا وعذاباته من أن تتقدم أيضا بجزيل الشكروعظيم الإمتنان من علماء ومشايخ الدين الإسلامي الحنيف الذين برهنوا على عدم مقدرتهم وإخفاقهم بالتالي في اجتياز متطلبات الإمتحان الفلسطيني ، ففي الوقت الذي يبرع البعض منهم في \' إمتحانات عربية \' أخرى يفترض أن تكون أقل أهمية ، فقد ظلت الدعوة إلى الجهاد على أرض فلسطين لتحريرها وانقاذ مقدساتها المستباحة تخرج عنهم ومع الأسف ضعيفةً وبكل خجل ، وبما يخالف ويتناقض مع كل الأوامر النازلة من رب العالمين الذي يدينون له بالعبادة ، بينما يسارعون وبلا تأخير إلى إبداء الإنصياع والطاعة لكل الأوامر التي قد تصدر اليهم عن قصرهذا السلطان أوذاك الحاكم .
اليوم وفي أجواء هذا الربيع العربي ، و ما نتج عنه من زيادة في عدد العيون العربية الدامعة في مختلف عواصم هذا الوطن العربي المترامي الأطراف ، فإن عيون شعبنا الفلسطيني على ما يبدولا تزال مرشحة لتساقط وجريان أنهرمن الدموع وعلى مدى سنوات عديدة قادمة ، و حتي يتغيرهذا الواقع المرير فإن عليها أن تكفكف دموعها لوحدها ، وما من سبيل لذلك سوى عيون وفوهات البنادق ورصاصها الذي يجب أن ينهمر من جديد على عصابات عدوها ، هذا هو طريق المقاومة بكافة أشكالها وبشتى سبلها والذي لن نجد في نهايته سوى الفرح الذي انتظرناه طويلا ، وهذه دعوة صادقة من القلب لأصحاب الأقلام الراغبين في أخذ مثل هذه الإستراحة الرومانسية التي اختار أن يلجأ إليها كاتب هذا المقال بالتركيزعلى ذلك في كتاباتهم وفاءً لفلسطين !.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
28-04-2013 07:45 PM

أخي الدكتور مديرس..تحية لك من القلب على هذه العاطفة الجياشة نحو تراب بل تبر
أرضنا المقدسة السليبة فلسطين ألتي سلبها
عدو غاشم بمساندة ودعم حلفاء الشيطان قوى الإستكبار العالمي الدول الإستعمارية.
لكن الأسف كل الأسف هو أن ما تبقى في القلب والذاكرة من فلسطين هو في طريقه للتلاشي بعد أن أوجد لنا ما ننشغل به
في كل قطر من أقطارنا ألتي أوجدوا لها حكاما رسخوا القطرية وعادوا كافة أشكال الوحدة ألتي بها فقط تعود لنا فلسطين وتتحرر من أسرها.
كانت فلسطين ولم تزل قضية العرب الأولى و
هي العنوان الأقرب لوجدان كل مواطن عربي وأنا أجزم أن الكثير من أبناء الأمة يفدون فلسطين بدمائهم لكن من يقرع الجرس؟؟ من هو جدير بإطلاق هذا النداء..؟؟لاخير في أمة لارأس لها ياسيدي
نحن نبحث عن قادد فذ كصلاح الدين يصلح أحوال هذه الأمة المشتتة ألتي استمرأت الذل والهوان وخصوصا ممن خلقوا من تراب فلسطين ويبحثون عن هوية غير هويتها ولنا في سلطتها المزعومة خير متال ممن أنعم عليهم بجوازات أردنيةو يحاربون كل أشكال المقاومة للعدو الصهيوني
لانقول إلا لك الله يافلسطين حتى يأتينا الله
بقائد لاهم له إلا تحريرها وما ذلك على الله ببعيد.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012