أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


رسالة الى نقيب المعلمين ..3

بقلم : تامر البواليز
29-04-2013 09:24 AM

حقا كان لنا نحن المعلمون في هذا الوطن صفحة ستسجل في التاريخ وتدرس في المناهج الصادقة التي نأمل حضورها بعيدا عن المناهج الوضعية المنقوصة حين سطرنا جميعا مثالا يحتذى به في هذا الزمان للتعبير عن الثورة الحقيقية التي تخاطب العقول يعيدا عن لغة الفوضى والخراب ، حين طالبنا بعودة الحق لأصحابه بثورة المعلم الأردني للمطالبة بإحياء نقابة المعلمين التي سلبت منه جورا وظلما من سماسرة السياسة والخامدين على كراسيهم العاجية دون أي نظرة تقدير وإحترام لهذا المعلم الذي جبل عقولهم وأنار دروبهم بعيدا عن الجهل وظلماته .
ونقابة المعلمين التي طال غيابها كانت هي بالفعل وما زالت الامل الذي يعقده كل معلم ومعلمة من اجل النهوض بمستواهم المعيشي من شتى المناحي الإجتماعية والإقتصادية علاوة على دورها في الرقابة على شؤون هذه الرسالة المقدسة بعد فشل وزارة التربية والتعليم الذريع في تقديمها يد العون للمعلمين وما موقفها في أثناء الحراك إلا خير دليل ، وبالفعل بدات تلك الشرارة بعبارة اطلقها احد أصحاب المعالي بطريقة تجاوزت كل الأعراف حينها أشعلت شموع الثورة البيضاء وكان الربيع العربي قد بدأ من هذه الحكاية وبعيدا عن أي مبالغة ، وانطلقت تلك الإحتجاجات في شتى ربوع الوطن وعمت الإضرابات معظم مدارس المملكة احتجاجا على كل شيء ! بعد أن بلغ السيل الزبى وكان بالفعل حدثا تاريخيا يجب أن يسطر في كتاب يقرأه ابناء أبناءنا .
ولم يكن من الغريب أبدا أن يرافق اي حراك سلمي كما هو الدموي بعض المنغصات والعقبات التي تعيق طريقه ، و المعلمون كغيرهم إصطدموا بهذا الواقع من تدخلات أمنية مضحكة إستطاعت إستخدام لغة التهديد ولغة التشويق بالإفضل مستقبلاً و التعويل على بعض الزملاء الذي يريدون البقاء بعيدا عن أي أمر كان لان همهم الخبز ولا يريدون خوض المغامرة في ظل الاحكام العرفية المتبرجة ببعض المساحيق والمناكير ! وكغيرنا ايضا من اي حراك يرافق البشرية إستطاع المعلمون أيضاً أن يجعموا على رمز لحراكهم يمثلهم ويقول بقولهم وما كان امامهم من خيار إلا الاستاذ مصطفى الرواشدة الذي استطاع ان يحوز حب وثقة المعلمين والمعلمات دون اي مقدمات بفضل تاريخه الذي يشرف كل أردني وطني حر غيور على بلده وعلى امته ولم يتاجر يوما بأي مبدا كان لا يساوم عليه الا من الجبناء .
أذكر جيدا أننا في بداية الحراك كمعلمين لم نكن يدا واحدة بشكل كامل ، ففي حين كانت محافظات الجنوب واربد تعمها الإضرابات كانت بعض المدراس في المحافظات الاخرى غائبة عن المشهد بفعل التركيبة المجتمعية !! والزرقاء كانت إحدى هذه المدن واشهد بذلك ان ما كان في مدينتي يكاد لا يذكر ، وفي ذاك الوقت ذهبت لمهرجان خطابي في مجمع النقابات عقد تحت اشراف الأخوة في حزب الوحدة الشعبية الذي كان له دور يقدر في بادئ الامر لدعم حراك المعلمين ، وهي المرة الأولى التي التقي بها مصطفى الرواشدة شخصيا ، وفي خضم حديثي مع أحد الزملاء من الكرك حول شكل الحراك المختلف كليا عن ما يحدث في الجنوب وغيرها ، فأجابني بكلمة واحدة ( إنتوا في الزرقاء ما عندكم مصطفى الرواشدة ) !!! الله اكبر من هو مصطفى الرواشدة الذي إستطاع وبلمح البصر ان ينال هذه الثقة وهو الذي يمتاز بنحالة جسده وطوله الممتد لما يزيد عن المتر و سبعين سم وبذلته التي اصابها اليتم لانها ليست معقودة بحضن ابويها من الغرافات الفاخرة ، علاوة على سيجارته وعينيه التين تلمعان وتذكرني بالجاحظ الذي رحل عنا قبل فترة ! ولكن هيهات بين هذا وذاك فمصطفانا أرق وأجمل وبيننا ها هنا رمزا لكل المعلمين فعد الينا يا مصطفى ؟ !!!!
نقيب المعلمين .. 12 حرفا قضت مضاجع الحكومات والأجهزة الأمنية على مدار عقود طويلة ولكن هذا المسمى الأن حاضر رغم أنوفهم ، وهم بلا شك يريدون النيل منه بل والاحق من كل ذلك تدمير النقابة ككل لأنها بالنسبة لهم حمى لا تروق لأدمغتهم فهي داء يلسع فتات العقل في جماجمهم الصغيرة الهشة لأنهم و بإختصار يريدوننا عبيدا منصاعين ومطبلين ومهللين للمكارم والبعثات ولدواء الضغط المجاني وللقبر المزركش بالذهب وماء المسك ؟؟ وصم بكم عمي لا نقول ولا نسمع بل صامتين صامتين لا شان لنا إلا الذهاب والرجوع من والى مكان يسمى مدرسة ولكن فليخسأ هؤلاء فنحن لدينا الأن نقابة ولها نقيب فأين ان انت منا يا نقيبنا الحبيب ؟ يا من سطع عنفوان كلماتك الإرتجالية في ميادين وساحات المعلمين في شتى ربوع الوطن ؟ أين انت عنا في احلك الظروف واعقدها ؟ اتلك القبة الباهتة أجمل من سحنة المعلم المحترقة بشمس الفرصة والخمس دقائق و المناوبة المملة مرة كل أسبوع ، أترضيك إبتسامة الصباح من سماسرة باعوا الوطن وتاجروا به وتترك إبتسامة من هم حولك من الذين عاشوا معك كغيرهم من المسخمين ! اعتقد عمي أبو عمر كما أعتدت أن أخاطبك بأنه كفى وكفى فلم يعد لهذا الامر مقام ولا مقال فاترك حقيبتك هناك او أقذفها على سطح القبة وعد الى نقابة المعلمين فهم عاتبون ، لا وما يحزن اكثر ان بعضهم نادمون ويرعفون بما لا يمكن ان يكون ...... من عتب يقطر عتبا وقهرا على نقابتهم التي غاب عنها النقيب الأمل والقدوة .
يتبع ...
في المرة القادمة سأحدثكم ما الذي حدث لنقبنا العزيز حتى طقت مرارته !!!!

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012