أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


على هامش زيارة الوزير الايراني الى عمان .

بقلم : المحامي حسين توفيق العجارمه
08-05-2013 09:40 AM

حين تقصف إسرائيل، دفعة واحدة، 40 هدفاً في ضواحي دمشق، وحين تكون هذه الضربات الثالثة من نوعها في غضون أشهر، والثانية في غضون أيّام، وذلك من دون ردّ سوريّ عليها، فهذا يعني شيئين متلازمين: أنّ سوريّة لن تردّ، لا غداً ولا بعد غد، وبغضّ النظر عن كذبة اختيار المكان والزمان الملائمين، وأنّها، حتّى لو أرادت أن تردّ، غير مهيّأة لذلك، ،، وإلاّ لما كان قد قُصف لها 40 هدفاً دفعة واحدة، ومن دون ردّ
يترافق هذا العجز المعلن، وذو السوابق الكثيرة، مع استئساد بعيد تمارسه السلطة السوريّة على شعبها، يضطلع فيه سلاح الجوّ السوريّ (الذي لم يردّ على الإسرائيليّين) بتاتا .بدعم ايراني للنظام السوري الطائفي واضح للعيان في مواجهة فقط الثورة السوريه التي دخلت عامها الثاني ودون تفعيل اتفاقبة الدفاع المشترك بين ايران وسوريا في مواجهة دولة الكيان الصهيوني .
ان منطقة الشرق الأوسط تشهد صراع بين ثلاثة مشروعات استراتيجية، وبالأخص في المشرق العربي، وهي: المشروع الاسرائيلي، والمشروع الغربي بقيادة الولايات المتحدة، والمشروع الايراني في غياب مشروع عربي للدفاع عن مصالح العرب وسيادتهم وأرضهم. وهو ما دفع بالمنطقة العربية للتحول الى ساحة صراع بين هذه المشروعات .
. ولكن هل ايران جادة في تحقيق مشروعها الاستراتيجي في المنطقة وبناء دولة قوية قادرة على تحقيق نفوذها من لبنان الى أفغانستان، وأن تكون هذه الدولة المرجعية وقائدة شعوب المنطقة؟ يجيب على هذا السؤال عبد الحليم خدام في كتابه (التحالف السوري الايراني والمنطقه )قائلا: الجواب بوضوح: نعم.. ايران جادة في تحقيق مشروعها الاقليمي مع الأخذ في الاعتبار، انها لن تلجأ الى استخدام قوتها العسكرية في تحقيق مشروعها، ولن تخوض حربا خارج حدودها الوطنية لأنها تعرف الأضرار الكبرى للحروب ومعرفتها من خلال الحرب مع العراق، اضافة الى ذلك، فان لجوءها الى القوة العسكرية سيضعها في مواجهات متعددة مع الدول العربية ومع الغرب المتطلع دائما الى حماية مصالحه، وبخاصة النفطية، لكنها ستخوض الحرب وتستخدم قوتها العسكرية في حال تعرضها لعدوان خارجي .
اما عن التحالف «السوري ـ الايراني» فلقد، وظفت ايران هذا التحالف لأن تصبح سورية الأرض المفتوحة أمام النشاط الايراني الاقليمي، وعبر سورية نجحت ايران في بناء التحالف مع عدد من الفصائل الفلسطينية الرافضة للعملية السلمية، وبذلك أصبحت موجودة عبر هذه الفصائل في قلب المعادلة الفلسطينية وقلب ساحة الصراع العربي - الاسرائيلي، وفي العراق وظفت الحرب الأميركية على العراق فأمسكت الوضع في العراق عبر حلفائها وعبر أجهزتها الأمنية، وأصبح لها دور رئيسي في العراق ما اضطر الولايات المتحدة لطلب الحوار معها حول الوضع الأمني في العراق، كما أنها وظفت الحرب الأميركية على نظام طالبان لتمسك بجزء مهم من الوضع الأفغاني ما دفع أيضا الولايات المتحدة لبحث الحوار معها حول أفغانستان .
ان ما سيحكم الأمور ليست مصالح الشعوب، وانما موازين القوى الاقليمية والدولية، وستبقى المنطقة منطقة صراع واستنزاف الى زمن يستطيع فيه العرب أن يقيموا نظامهم وأن يوحدوا جهودهم وأن يتجاوزوا واقعهم وبناء واقع جديد مبني على ارادة الشعوب وعلى قواعد العلم والمعرفة وعلى القدرة في تحديد الخطوط الفاصلة بين الأصدقاء والأعداء».

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
08-05-2013 11:52 PM

أنا قرأت نصف المقال و الباقي بكمله على قناة الجزيرة مثل الكثير من ضحايا الإعلام القطري بما فيهم أستاذنا الكاتب الكريم .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012