أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


المؤتمرات الدولية والحلول المنقوصة

بقلم : نصوح المجالي
09-05-2013 11:36 AM
الخلاف الاميركي الروسي بشأن الازمة السورية اعاق ايجاد حل للازمة حتى الان, وبينما اغدقت روسيا وايران السلاح والمساعدات على النظام السوري, تمسكت واشنطن بحظر الاسلحة عن الثورة السورية, بحجة الخوف من تسرب السلاح الى القاعدة والمتطرفين الاسلاميين, كما ردع الموقف الاميركي الاطراف العربية التي كانت تمد الثورة السورية بالسلاح والاطراف الاوروبية التي كانت تدعو لمناصرة الثوار بالسلاح والمساعدات.
ولهذا ازداد الدمار والقتل في سوريا نتيجة للموقف الدولي سواء الموقف الروسي الداعم بدون تردد لنظام الاسد والموقف الاميركي الذي يخشى التورط في الازمة السورية وطالت الازمة.
والخلاف الروسي الاميركي له خلفية اخرى تتعلق بانفراد دول الغرب بتقرير مصير الانظمة العربية في دول شمال افريقيا من طرف واحد, وتضرر المصالح الروسية وازمة حزام الردع الصاروخي, والتدخل الاميركي في جورجيا والصراع مع كوريا الشمالية وتقاسم النفوذ والمصالح في العالم, مما يجعل الازمة السورية في حال التوافق بين الطرفين الروسي والاميركي بنداً من بنود صفقة دولية لتبادل المصالح بين هاتين الدولتين.
ما رشح من لقاء كيري بوتين يتلخص بالدعوة لمؤتمر دولي ينعقد على اساس مقررات جنيف, التي شابها الغموض منذ البداية, فليس فيها ما يشير الى قبول روسيا مبدأ تنحي نظام الاسد رغم النص على حكومة انتقالية لها كامل الصلاحيات, والمؤتمر الدولي سيحول النظام السوري الذي قتل عشرات الالوف من شعبه وشرد الملايين, نداً للمعارضة والثورة, في وقت لم تحقق الثورة نصراً عسكرياً واضحاً يجبر النظام السوري على اعادة حساباته, فالولايات المتحدة بموقفها اضعفت الثورة السورية, بينما قامت روسيا بمد النظام السوري باسباب القوة, ولهذا فالمؤتمر الدولي المقترح في نهاية الشهر الحالي, سيكون فرصة للنظام السوري لكسب الوقت والمناورة والتسلح واعادة التنظيم, ومناسبة لتشتيت وتقسيم المعارضة وارباكها.
في تاريخ المنطقة لم تحل أي من قضايا العرب أو المنطقة حلاً عادلاً وشاملا, من خلال المؤتمرات الدولية فمؤتمر باريس 1919 جاء للمنطقة العربية, ومهد لاتفاقيات سرية قسمت العالم العربي وفيه تم تجاهل الوعود التي قطعت للعرب وتبني المشروع الصهيوني من دول الغرب، وفي مؤتمر سان ريمو 1920 تم فرض الانتداب على البلدان العربية في المشرق وتبني وعد بلفور.
اما اتفاقية كامب ديفيد اخرجت الجانب المصري من الصراع وزادت في تعقيد القضية الفلسطينية وعززت موقف اسرائيل.
ومؤتمر مدريد ادى الى اتفاقية سلام مع الاردن ولم يحقق أي سلام مع الفلسطينيين أو السوريين أو اللبنانيين, بل ادخل القضية الفلسطينية في متاهة ما زالت مستمرة والقرارات الدولية التي صدرت بشأن القضية الفلسطينية, لم ينفذ أي منها وتعطلت نتيجة الغموض وتجاهل اسرائيل للقرارات الدولية وسكوت الدول الكبرى على ذلك.
المؤتمر الدولي لن يفعل اكثر من المزاوجة بين نظام لم يترك حرمة ولا كرامة ولا دماء للسوريين الا وانتهكها وبين ثورة شعب يبحث عن الحرية والكرامة ومن هذه الحالة قد يربح النظام وتخسر الثورة خاصة وان الثورة السورية ما زالت كوادرها غير موحدة وما زالت مخترقة من جماعات متطرفة كما انها لم تفرز حتى الان قيادة مقنعة.
الحل الصحيح ان تدعم الثورة السورية وبخاصة القوى غير المتطرفة عسكريا وماديا حتى تكون نداً حقيقيا للنظام مما يفرض على النظام السوري اعادة حساباته وقبول المفاوضات والحل الانتقالي الذي يمهد لانتخابات حرة يختار فيها الشعب السوري نظامه وحريته.
المترددون عن نصرة الشعوب والخائفون من تجاربهم السابقة في افغانستان والعراق اولويتهم المقايضة على مصالحهم الدولية ولا يمكن ان يأتوا الا بحلول منقوصة لسوريا.
المؤتمرات الدولية التي بحثت في القضايا العربية كانت دائما ساحة للمساومات والحلول المفروضة والمنقوصة التي تفرط بالكثير من حقوق وتطلعات الشعوب وتضحياتها.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
09-05-2013 11:55 AM

يعني لو جبنا كل تحليلات الكوكب والسناريوهات المحتملة الحقيقة الدامغة انه بقاء الاسد مكلف جدا جدا !! يعني حتى الدول التي لا تريد ان تتدخل مثلنا لم تعد تستطيع استقبال المزيد من اللاجئين ولا تستطيع ان تغلق الحدود ايضا وحتى لو اغلقت الحدود فمن دخل ارضنا اذا اردنا عودته يجب ان تستقر سوريا وبالتالي مشكلتنا اننا نعالج الاعراض ونترك الداء "" بشار"" يجب ان يتم اسقاط هذا النظام بدعم القوى المعتدلة التي لا تشكل تهديد لنا ام بقائنا في خانة اللاموقف مكلف جدا لانه الازمة تتصاعد وبالنسبة لروسيا هي لا تتأثر بشكل مباشر كدول الجوار وستبقى تدعمه للنهاية والحديث عن حل سلمي كلام فارغ لانه ولا سياسي يستطيع ان يمون على خمسة مقاتلين ان يوقفوا القتال لثانية !! وتخلي العالم عن المعتدلين اجبر السوريين على اللجوء للمتشددين يعني مش فاهم كيف تفكير هالعالم بقولوا خايفين من التشدد لذلك لن نتحرك وعدم تحركهم هو سبب زيادة التشدد كل يوم يمر يصبح المعتدلين اضعف والمتشددين اقوى وبالتالي سنصل لمرحلة انه لن يكون اي قوى معتدلة على الارض لانه الغرب لا يريد تسليحهم اما المتشددين فهم اكثر تنظيما وتسليحا واقوى عقيدة وبالتالي يغنمون المزيد من سلاح مخازن الجيش السوري لن يتفاوض هذا النظام وبشار على رأسه لانه هو سبب المشاكل كلها لكن بسقوطه سيتفاوض النظام لينقذ ما تبقى منه وبالتالي يجب اسقاطه

2) تعليق بواسطة :
09-05-2013 12:56 PM

هل يوجد حقا خلاف أمريكي روسي بشأن الأزمة السورية؟ لا أظن ذلك

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012