23-03-2010 02:25 PM
كل الاردن -

كتب المحرر السياسي ـ خصصت قناة "الجزيرة" القطرية ، حلقة من برنامج " في العمق " للحديث عن الوطن البديل ، بُث ليلة الإثنين 22 آذار 2010.
"الجزيرة" ـ وشعارها الرأي والرأي الآخر" اكتفت ، هذه المرة، باستضافة إثنين من الخط نفسه : يرفضان الوطن البديل لفظا ويؤيدانه واقعا ، هما توجان فيصل وزكي بني ارشيد.
مذيع " الجزيرة "ـ ونذكّر بشعارها الرأي والرأي الآخر ـ سأل بني ارشيد ـ رجل حماس في الإخوان المسلمين في الأردن ـ عن "مواقف يسارية مستغربة من التوطين " فافتى بني رشيد بأنها " اختراقات"!! وهكذا لخصت " الجزيرة" الرأي الآخر، رأي الوطنيين الأردنيين ، بصورة عابرة ومن موقع الإدانة، وبفتوى من معاد للوطنية الأردنية واليسار معا.
توجان فيصل وبني ارشيد قالا كلاما كثيرا متناقضا متشابكا ديوغوجيا حول رفض الوطن البديل ، لكنهما أكدا ، صراحة ، على السياسات والاجراءات التي تكرّسه :
توجان ـ وهي تشبه بطل فلم كابوي يطلق النار من مسدسين وفي كل الاتجاهات ـ قررت أن جميع أبناء الضفة الغربية النازحين منها والمقيمين فيها هم مواطنون أردنيون " . وبصفتهم تلك فإن لهم كامل الحق بممارسة الحقوق السياسية في الأردن ، وطالبت ضمنا بتجنيس أبناء غزة المقيمين في الأردن .
وعرضت توجان " معلومات" غير صحيحة البتة عن الأوضاع القانونية لفلسطينيي الأردن أعطت الإنطباع بأنهم مهددون ومضطهَدون !
وتوجان التي لا تدقق كثيرا فيما تكتب وتقول لها دوافع انتخابية معروفة . فهي ـ التي لا تحظى بتأييد بين الشراكسة ـ تسعى نحو الصوت الفلسطيني ، بل قل الفلسطينوي .
أما بني إرشيد الذي لم يخالف توجان فيما ذهبت إليه ، فهو قرر أن هنالك حقوقا منقوصة لفلسطينيي الأردن! وبالنسبة لبني إرشيد ، فلا يهمنا ما يقول هو نفسه ، ولكن تحركاته الأخيرة المناصرة للتوطين والحقوق المنقوصة ، تثير الأسئلة حول موقف حماس التي طالما أكدت موقفا وطنيا من هذه المسألة على لسان زعيمها خالد مشعل . فهل هي لعبة توزيع أدوار ؟ أم أن بني إرشيد يغازل التيار الفلسطينوي في الإخوان المسلمين الأردنيين ؟
مهما قالا وشرقا وغرّبا ،توجان فيصل وبني إرشيد وضعا نفسيهما على القائمة السوداء المكتظة بأسماء مناصري الوطن البديل .
المشارك الوحيد من خارج المعادلة كان سمير حباشنة الذي مُنح دقيقتين ليظهر ضعيفا خائفا ، آملا ربما بدور مقبل .
أما " الجزيرة" ، فقد اتضحت اجندتها بالنسبة للأردن ... إنها أجندة الوطن البديل .