أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


دور الأردن النشط في الحراك السياسي في المنطقة

بقلم : نصوح المجالي
13-05-2013 09:28 AM

في الايام القليلة الماضية كان الاردن محط انظار دول الاقليم المؤثرة في قضايا الشرق الاوسط, وبخاصة تركيا وايران والولايات المتحدة, وكان للتحرك السياسي الذي قاده جلالة الملك في دوائر القرار في الساحة الاميركية ثم على الساحة الاوروبية, اثره الواضح في تبني المجتمع الدولي للحل السياسي والتفاوضي لايجاد مخرج للازمة السورية.
فقد ادرك الاردن ان اطالة امد الازمة لن يسفر الا عن تدمير الدولة السورية وتدمير البنى التحتية والمؤسسات وتشريد الشعب السوري, وزيادة الضحايا وسفك الدماء وان تشابك الاوضاع في سوريا وتفاقم قضية اللاجئين السوريين وتدفق المسلحين الى ساحة القتال وتضارب الاجندات السياسية الاقليمية والدولية على الساحة السورية سيؤدي الى مخاطر على وحدة سوريا ارضاً وشعباً وعلى استقرار دول الجوار, كما سيلحق اضراراً اقتصادية واستنزافاً مستمراً لدول الاقليم.
لقد كان موقف الاردن واضحاً, ان الاردن يقف الى جانب الشعب السوري وحقه في الحرية وتقرير مصيره بنفسه وان غياب الحل السياسي سيكرر المأساة التي حدثت في العراق عندما انهارت الدولة المركزية وانفتح العراق على الميليشيات المسلحة والصراعات الدموية وطروحات تقسيم العراق لاقاليم متنافرة وتغريب الهوية العربية في مراكز المد القومي العربي.
لقد نأى الاردن بنفسه عن أي دور عسكري مباشر أو غير مباشر في الازمة السورية, وهو يدرك أن التورط في الصراعات الاهلية والعسكرية, قد يدخل البلاد في صراعات طويلة ليس من السهل الخروج منها وان من مصلحة الاردن تطويق الصراع في سوريا وليس الانخراط فيه او توسيع دائرته.
لقد كان الاردن على اتصال مع معظم دوائر التأثير والقرار في الاقليم والعالم كما كان محط انظار القوى الفاعلة في العالم والمنطقة, لأنه يدرك أن انهيار الدولة المركزية في سوريا قد يؤدي الى تفتيت المنطقة وانهيار ما تبقى من قوة عربية وانكشاف العالم العربي امام اسرائيل.
لقد خرجت روسيا والولايات المتحدة بفكرة عقد مؤتمر دولي لحل الازمة السورية وفق مقررات جنيف, الا أن ذلك لا يخفي تناقض مواقف الطرفين الاميركي والروسي, فكلاهما ساهما في اطالة الازمة واتساع القتل والتدمير في سوريا, فالولايات المتحدة حالت دون ايجاد توازن في الصراع المسلّح, وخذلت الثورة السورية بمنع السلاح عنها, وروسيا دعمت النظام السوري بكل الوسائل وخذلت الشعب السوري.
اما ايران، فتسعى الى تحويل حزب البعث، وانصار النظام السوري الى نسخة اخرى من حزب الله اللبناني، لتكتمل سيطرة ايران على سوريا تماما كما حدث في العراق.
في مؤتمره الصحفي في عمان، برأ وزير خارجية ايران النظام السوري من جريمة تدمير سوريا وتشريد شعبها، والقى بالتهمة على الثوار السوريين والشعب السوري الذين وصفهم بالارهابيين، مع ان القوى المرتبطة بايران تقاتل الشعب السوري، دفاعا عن مصالح ايران في سوريا ولبنان.
وفي ذات الوقت، استمعنا الى خطاب كبير مستشاري الرئيس التركي السيد ارشاد هورموزك، الذي اكد في لقاء مع نخبة من اصحاب الرأي في جمعية الشؤون الدولية، ان تركيا مع الحل السياسي التفاوضي في سوريا، وان علاقات تركيا مع جوارها ومع العالم تقوم على المصالح المتبادلة والعلاقات الاقتصادية التي تساعد على استدامة العلاقات السياسية، وان تجربة تركيا غير قابلة للتصدير، في اشارة لنفي ما سُميّ بالعثمانية الجديدة الا ان التجربة التركية في مسارها الاقتصادي يمكن ان تلهم الشعوب العربية والاسلامية دون ان تكون نموذجا قابلا للاستنساخ فمرتكزات التقدم قد تكون واحدة، وتبدأ بالنهوض بالتعليم واحترام حقوق الانسان ومحاربة الفساد، وتقديم المثل الصالح في التخطيط والادارة، وتبني الديمقراطية، والارتقاء بمستوى الحياة والانتاجية والانجاز، دون التفريط بالمبادئ في سبيل المصالح.
لقد فتحت زيارة جلالة الملك الاخيرة لتركيا الباب واسعا للتعاون المثمر سياسيا واقتصاديا بين الاردن وتركيا كما جاءت اتصالات رئيس الوزراء على هامش مؤتمر محافظي البنك الاوروبي المنعقد في استانبول متابعة لتسريع ما اتقف عليه بين البلدين.
لا يخفى ان هناك تيارين في المنطقة الاول تقوده ايران ويقوم على بناء احزاب وميليشيات مسلحة طائفية ومراكز نفوذ تخترق الدول العربية والثاني تيار تقوده تركيا يقدم نموذجا للنهوض الاقتصادي والسياسي وحسن الجوار دون التدخل في شؤون الدول الاخرى ومن السهل تلمس الفرق بين من يصدر سياسات وادوات الصراع الطائفي وبين من يصدر نموذج النهوض السياسي والاقتصادي في المنطقة.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
13-05-2013 05:06 PM

شتان ما بين الدور الذي تقوم به ايران الصفويه وملاليها المعممين بالشر والحقد وتأجيج الفتن مابين الدول العربيه تحت غطاء الاسلام الذي هو منهم براء خدمه لاحلام تراودهم بالعوده لامجاد الدوله الفارسيه المجوسيه .
ومابين الدور التركي الذي يقوده حزب العداله والتنميه الذي حقق العداله الاجتماعيه ونهض بالاقتصاد التركي لمصاف الدول المتقدمه ونجح بلجم تسلط العسكر المدعومين من الكيان الصهيوني الذين تحكمو بكل مفاصل الدوله التركيه منذ بدايه الحرب العالميه الاولى .
الدوله الصفويه تعمل على قتل وتهجير الشعب السوري وهدم الدوله السوريه من اجل بقاء عميلهم اللاشرعي المجرم بشار بن ابيه الذي اسس لدوله نصيريه مجوسيه في سوريا العروبه وفي جنوب لبنان والدوله الفارسيه نجحت من قبل باحتلال الدوله العراقيه وعينها على البحرين التي تعتبرها جزيره فارسيه وتعمل على تسليح الزيديين في صعدا لتفتيت الدوله اليمنيه وتقوم بين الحين والآخر على زعزعه استقرار الدوله السعوديه بتأليب مشاعر سكان المنطقه الشرقيه .
كل التقدير والاحترام للاستاذ المحترم ابو ذاكر .

2) تعليق بواسطة :
14-05-2013 12:06 PM

الشكر والتقدير للسيد نصوح المجالي ولكن :-
احس من خلال مقالتك هذه انك انت انت لم تتغير احد اعلامي النظام في الاردن ، تسبح بحمد هذا النظام وتمجده وتعظمه على عكس مايراه غيرك ، ترى في هذا النظام انه محور السياسة الدولية وانه محور الاهتمام الدولي وانه ملتقى المفكرين العظماء الكبار وانه المستشار الامين على سير النظام في جميع دول العالم ، لماذا كل هذه المبالغات التي لاطائل من ورائها ، الاردن وانت بلا شك على علم بذلك -- الاردن اكبر ملتقى او تجمع للفاسدين ، الاردن من افقر دول العالم , الاردن يعيش على الاستجداء من هنا وهناك ، الاردن محروم من موارده بقرار سياسي , الاردنيون يعيشون فوق ارض ليست لهم بعد ان بيع كل شيئ __ اكتب في هذه المجالات خير لك واكثر قبولا عند الله وعند الناس اجمعين _ وشكرا لك .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012