أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الاطاحة بالفساد تشفي صدور الاردنيين

بقلم : علي السنيد
15-05-2013 12:41 AM
لا يخفى الاثر البالغ الذي تركه الفساد على الرأي العام الاردني، والذي تبدى في هذه المرحلة الدقيقة من خلال توسع الشكوك والريبة ازاء مستقبل الدولة الاردنية، وقدرتها على مواجهة التحديات وتطورات الاوضاع في الاقليم، وكان الحجة البالغة على تردي الوضع السياسي وضرورات التغيير، وتمثل في هذه المرحلة بكونه التحدي الاهم الذي يواجه مصداقية الدولة الاردنية، ومؤسساتها، والغى كونها تملك خصوصية في مجال الحكم والادارة ومنتجها الحريات والحقوق العامة مما يجعلها في الاصل ان تكون بمنأى عن الهزات العنيفة التي واجهت المنطقة العربية.

وهذا الفساد - الذي هو عمليا ما وقع في اطار عمل مجاميع من السياسيين قدموا مصالحهم على مصلحة الشعب والنظام من خلال استغلال مواقع النفوذ والسلطة في الاثراء، والحصول على المكتسبات، وتدويرها في بوتقة الابناء والاحفاد والشلل، والاستيلاء على الحقوق العامة.

هذا الفساد كم أساء للأردنيين في السابق وهو يستولي على جزء مهم من حقوقهم، وبعض من مقدرات بلدهم، وراح يشعرهم بالغبن، والتمييز، وبعدم جدوى المؤسسات الدستورية، والقانون، وها هو ينتصب في هذه المرحلة الدقيقة كي يؤثر على المزاج الشعبي، وكاد أن يحول مصير الأردنيين إلى المجهول، ويقوض الاستقرار بالاستناد الى الشارع الذي جذبته مطالبات اجتثاث الفساد، ووقف عمله في الحياة العامة الأردنية، والتصدي للآليات التي سمحت بتطوره وانتقاله إلى مؤسسات عامة كثيرة، وبأشكال شتى مما بدا وكأنه يؤيدها.

وهذا الفساد الجاثم فوق صدورنا لردح من الزمن أصبحت كلفته السياسية عالية، وتمس باستقرار البلد، ومؤسساته، وقد جاءت الظروف المناسبة لنعيد تصويب أوضاعنا السياسية على وحي من حراك الشارع النقي، ودور البرلمان في ايجاد تشريعات تستأصل الفساد. وليكن الشعار القادم لا مكان لفاسد في الإدارة العامة في الأردن والتي يجب إعادة تنظيفها ممن استغلوا مواقع المسؤولية والنفوذ للمصالح الخاصة، ويمكن إجراء مسح سري لأحوال المسؤولين السابقين والحاليين ومقاربة أحوالهم المالية الراهنة بمستوى دخولهم المترتبة على الوظيفية العامة، وتتبع الآلية التي تحولوا بها إلى أصحاب الملايين، والكشف عن مصادر ثرواتهم، والبيوت التي اشتروها، والشركات التي ملكوها، والاراضي المسجلة باسمائهم، والارصدة في البنوك، وهل حدثت تنفيعات في إطار العائلة على خلفية المنصب العام، وكذلك الكشف عن كل الصفقات التي أجروها اعتمادا على صلاحياتهم وكانت تترتب عليها منافع شخصية. ومن ثم تحويلهم الى المحاكم المختصة والتضحية بهذه الرؤوس، والإسراع بتقديمها إلى العدالة، وهو ما سيعمل على التهدئة من روع الرأي العام، وتطهير المؤسسات من آفة الفساد، واستعادة النزاهة إلى القطاع العام، والسمعة المهنية العالية، وكذلك نفي التهم التي تلقى جزافا على كل المسؤولين السابقين بإظهار الحقائق، وتنقية سمعة من لا تطاله الشبهات منهم. وربما أن وضع إطار النخبة تحت المساءلة سيوقف الحملات المتواصلة التي يشنها المسؤولون السابقون على الحكومات كافة مستخدمين الإعلام، وهو ما يمنعها من العمل، ويؤدي إلى تقويضها غالبا.

وسيفرح الأردنيون كثيرا بوقوع الحيتان، ورموز الفساد، والشخصيات التي استولت على المال العام تحت طائلة القانون، وسيستعيدون ثقتهم بالمؤسسات العامة، ويتجدد شعورهم الوطني، وربما تتوسع الحملة لتطال الفسدة في مؤسسات المجتمع المدني، ومن يتلقون رواتب تدفع من الخارج شهريا، ولتفتح كل ملفات الهيئات الإعلامية، ومراكز الدراسات التي تعمل من خلال التمويل الأجنبي وأدت إلى إثراء أصحابها، وتقوم بدور استعراضي في مجال دعم الحريات، والحقوق العامة.

وهي حملة ستريح الشعب من حالة الترقب، والخوف التي يعيشها اليوم، وقد تعطينا فرصة لاحداث شيء من التغيير، والاصلاح على إيقاع أكثر هدوءا، ويتلمس الأولويات، والمطالب الأكثر إلحاحا.(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
15-05-2013 01:41 AM

الفساد حالة مرضية مقيتة .واخلاقية كريهة لاانسانية وغير شريفة مكروهة ومذمومة وصاحبهامذموم بين الناس .ومبغوض من اللة والناس اجمعين والاعتداء على حقوق الاخرين وسرقة مستحقاتهم ومخصصاتهم بغير اذن شرعى جريمة اخلاقية ودينية ومجتمعية ساقطة فى كل المعايير البشرية والانسانية والسلوكية.جنبنا اللة واياكم هذة الامراض السلوكية الرديئة وغير السوية التى لطالما اطاحت بالمجتمعات واسقطت الدول والشعوب والحكومات وكبار الزعماء والقادة والشخوصات.

2) تعليق بواسطة :
15-05-2013 11:04 AM

الكل يصيح من شر الفساد ، الكل يكره ويلعن الفاسدين , الفاسدون مازالوا طلقاء ومعظمهم معروفيون ، الفساد في الاردن اصبح ظاهرة ارتبطت باسم الاردن في جميع انحاء العالم ، الفساد والاردن كلمتان مترادفتان ، وكل هذا وراس النظام يعلم بذلك والحكومات المتلاحقة تعلم ذلك والمظاهرات والاعتصامات تتلاحق ولكها تطالب بالاصلاح ومحاكمة الفاسدين , مقدرات وقوائم الدولة بيعت كلها رغم وجود دائرة مكافحة الفساد ورغم وجود ديوان المحاسبة ورغم وجود ديوان المظالم ورغم وجود مديريات الرقابة والتفتيش ورغد ورغم ، ومازال الفساد كما هو يتزايد ويتوسع بلا رادع ولا وازع ومقابل ذلك نقول اين راس النظام ( الملك ) اين مجالس النوام ,اين مجالس الاعيان ، اين زعماء السحيجة ، اين الطاهرون الاخيار ، لماذا لايهبون هبة رجل واحد لمحاربة هذا الفساد الذي ولد غصة في القلوب وخلق حقدا مريرا في النفوس واصبح المرء يشك في كل شيئ من حوله حتى بات يشك في نفسه - لماذا انا لست فاسدا - لان الفساد اصبح هو القاعدة والنظافة والطهر والامانة هي الاستثناء .

3) تعليق بواسطة :
15-05-2013 02:09 PM

انت حر ومن احرار الله يقوي عصاتك على هالفاسدين وحماتهم --

4) تعليق بواسطة :
15-05-2013 02:21 PM

الشعب عارف المشكله وسببها لاكن مش قادر لان الدرك والامن حاميهم اما الجيش فهو القادر على الحل -يا رب -

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012