أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


هزات الاقتصاد الأردني

بقلم : سلامة الدرعاوي
15-05-2013 12:46 AM
منذ عام 2008 والاقتصاد الأردني يتعرض لهزات متتالية، أجبرت الحكومات على تغيير سياساتها وبرامجها للتعاطي مع المستجدات المتلاحقة التي كاد بعضها أن يهوي بالاقتصاد لولا المساعدات الخارجية الاستثنائية التي أنقذته من السقوط والانهيار الحتمي خاصة تلك المقدمة من المملكة العربية السعودية الشقيقة.
في نهاية 2008 تعرض الاقتصاد العالمي لأسوأ أزمة في تاريخه بعد كساد 1929 ، وكانت تداعيات الازمة كبيرة على كل اقتصاديات العالم ومنها الاردن الذي تعرض هو الاخر لموجة جفاف مالي في السيولة وتراجع كبير في اسعار الاسهم وهبوط في قيمة الضمانات العقارية، وتوقف مرحلة تحول الاصول الى سيولة، والمحصلة ان النمو الاقتصادي في تلك السنة تراجع من 6 بالمائة الى 2.9 بالمائة، ليبدأ مسلسل التراجع الاقتصادي في المملكة منذ ذلك الحين.
وما أن بدأ الاقتصاد في التعاطي مع الازمة المالية العالمية حتى تلقى ضربة جديدة في تنامي حركات الاحتجاج والاعتصامات الداخلية، حتى أن بعضها طال أجزاء من القطاع العام، مما ساهم في زعزعت الثقة ببيئة الأعمال المحلية، والنتيجة التي بدأت تطفو للسطح هي تجمد التدفقات الاستثمارية، وتراجع كبير في العوائد السياحية، ناهيك عن هبوط نسبي على حوالات المغتربين، وهو ما أنعكس سلباً حينها على احتياطيات المملكة من العملات الصعبة والتي هبطت من 22 مليار دولار في سنة 2008 الى 6.2 مليار دولار في شهر تموز من سنة 2012 .
ورغم ذلك بدأ الاقتصاد الوطني بالتكيف مع تلك التحديات، وقد نجح نسبياً في ذلك، إلا أن هزة كبيرة أخرى خيمت على الاداء المالي للدولة، وساهمت بزعزعت الاستقرار في الموازنة العامة وهو انقطاع الغاز المصري بشكل تام لأكثر من عام ونصف العام، أي منذ منتصف شهر حزيران في سنة 2011، وقد كلف ذلك خسائر فادحة على الخزينة بمقدار خمسة ملايين دولار يومياً، وكان لذلك تداعيات مرعبة على عجز الموازنة الذي كاد في عام 2012 ان يتجاوز ال2.5 مليار دينار.
لكن الحكومة نجحت في تجاوز هذا الكابوس ، عندما اقدمت على قرار مهم كاد أن يهوي بها لولا يقظة الأردنيين وتماسك المؤسسات، وذلك برفع أسعار المحروقات والذي عوض الخزينة جزءاً مهماً من خسائرها من جهة، وجعل الدول المانحة تبدأ بإرسال منحها المتأخرة للمملكة من جهة أخرى.
وما أن بدأ الوضع المالي بالإستقرار النسبي حتى بدأت الأزمة السورية تلقي بظلال قاتمة ليس فقط على الأمن العام في منطقة الشرق الأوسط، وإنماعلى كل الأنشطة في المملكة، فالخسائر لم تعد مادية من حيث كلف اللاجئين والذين تجاوز عددهم 1.3 مليون لاجئ، والتي تتجاوز كلفهم الشهرية اكثر من 200 مليون دولار، وإنما في توليد ضغوط سياسية وأمنية واجتماعية على المجتمع الأردني.
هذا هو الاقتصاد الأردني كما رأينا، لا يمر عام إلا ويتعرض لأزمة خانقة، تهدد أمنه واستقراره، ولولا حكمة القيادة وقوة المؤسسات ومساعدة المجتمع الدولي في التعاطي مع تلك الهزات، لكان الاقتصاد في خبر كان.(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
15-05-2013 01:35 AM

اولى خطوات استعادة الاقتصاد الوطني عافيته قدتمت فعلا وهي اقالةمدير الموازنه العامه من منصبه رغم ان القرار جاء متاخرا .فالموازنه والاقتصاد مترابطان ارتبطا وثيقا تم استهدافهما بسياسات عقيمه من خلال موازنات ارتجاليه باهته لم تراعي الحد الادنى من التخطيط السليم بشكل متعمد غالبا مما ادى الى تراجع اقتصادي

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012