أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


"الحرص الصهيوني" على استقرار الأردن

بقلم : لميس اندوني
19-05-2013 01:29 AM
أن تكون أمريكا، وبعض دوائر الصهيونية، 'حريصة' على استقرار الأردن يثير التساؤل عما تريده هذه الأطراف بالتحديد من الأردن، أي ما هو الثمن الذي علينا دفعه بالضبط.
من ناحية، فإن هذا 'الحرص' له ايجابية مهمة، إذ أنه يعطي الأردن هامشا أكبر للمناورة وعلى صناع القرار استغلال هذه الفسحة، وإن كانت ضيقة، بالدفاع والحفاظ على استقرار الأردن؛ من ناحية أخرى فإن هذا الحرص هو عبء إذ أنه يحمل ابتزازاً سياسياً ومالياً، لأن المقصود هو حماية إسرائيل، سواء بمنع أي خلل بمعاهدة وادي عربة، وتوريط الأردن بأجندة للتدخل في سورية - تحت 'شعار مكافحة الإرهاب'.
كل شيء محسوب، وواشنطن القوة العظمى المهيمنة، ليس مطلوبا إعلان حرب عليها، لكن الاستقرار في الأردن لا يعتمد على تلبيتنا للشروط الأمريكية، وكأنها أوامر، لأن أهم شروط الاستقرار هو في التماسك الداخلي، خاصة أن أهم 'الطلبات الغربية'، وأعني 'إجراءات تقشف' هو تعبير ممجوج لسياسات تفقير الفقير، قد تكون الأهم في تعميق الاحتقان المجتمعي وبالتالي تقويض الاستقرار.
الأكثر استفزازا في الموضوع، هو أن يصل الأمر بمعقل الصهيونية الأهم، وهو مركز واشنطن لدراسات الشرق الأدنى إلى وضع خطة 'إنقاذ للأردن'، همها الأول والمعلن تجنب نمو واتساع الموقف المعادي لإسرائيل إلى حد يؤثر على القرار الأردني والالتزام باتفاقيات 'السلام مع إسرائيل'.
تجب قراءة الخطة، لكن من دون وهم حول نواياها ، خاصة أنها تضمنت بنوداً مثل ضرورة عدم التلكؤ في خطوات الإصلاح السياسي، وان كان بالتدريج، والاستثمار بالمشروعات التي ترفع من سوية المحافظات، قد تبدو في ظاهرها متناغمة مع مطالب الحراك الشعبي لكنها تتعارض من حيث الجوهر والسياق مع مفاهيم العدالة السياسية والاجتماعية ناهيك عن الحد الآدنى من التحرر الوطني.
فالاقتراحات تأتي من باب احتواء المعارضة، من باب الترضية، وليس عن طريق تحولات حقيقية، لضمان سيادة القانون ودولة المواطنة، بل تعزيز المحسوبية والعلاقة الزبونية، كأسس للولاء والطاعة.'
الورقة ترتكز على أن غضب العشائر، خاصة خارج عمان، والحركة الإسلامية يمثلان، كلا على حدة الأخطار الرئيسية على النظام واستقرار الأردن؛ لكنها تنادي 'بترضية العشائر ومحاربة الحركة الإسلامية' كالأهداف الرئيسية التي على واشنطن دعمها عن طريق المعونات المالية والعسكرية، على اعتبار أن 'الكتلة الفلسطينية' لم تعد تشكل خطرا وعليه فإن الأولوية هي استعادة ولاء العشائر الأردنية.
الجدير بالذكر أن أحد كاتبي التقرير روبرت ساتلوف، كان تاريخيا من أكثر مروجي ضرورة احتواء خطر 'الكتلة الفلسطينية'، على استقرار الأردن انطلاقاً من نظرة صهيونية، كانت تسعى إلى تقويض منظمة التحرير الفلسطينية و نفوذها ًبين الفلسطينيين، والى زج الأردن كمفاوض عن الفلسطينيين بدلا عن منظمة التحرير الفلسطينية.
لا شك أن التقرير يعتمد على ملاحظات فيها جانب من الصحة- وكيف لا ومعظم النخب الأردنية تفتح قلوبها وبيوتها وعقولها بكل سخاء لباحثي المركز- لكن يُجرى تجييرها في شهادات أمام الكونغرس ، تصب في مصلحة الهدف الاستراتيجي المعلن لمعهد واشنطن تحت عنوان أن أمن إسرائيل هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي الأمريكي.
لذا فإن الورقة تتعامل مع المجتمع الأردني ليس كمجتمع له الحق في التنمية والتطور الاجتماعي والسياسي بل كمجتمع تجب السيطرة عليه وتطويعه، فموقع الأردن الجغرافي، يجعله في منتهى الأهمية في الحفاظ على أمن إسرائيل، الذي يتطلب في هذه المرحلة تأمين استقرار الأردن وفقاً لشروط محددة.
فالتركيز على مواجهة الحركة الإسلامية، يعكس مخاوف في الأوساط اليمينية الأمريكية، من أن قاعدة الإسلاميين في العالم العربي أكثر راديكالية من وقايتها تجاه القضية الفلسطينية، وأنه في الأردن على وجه الخصوص تتكون من 'أغلبية فلسطينية'، وعليه فإن الورقة عملياً، لا تثق ولا تهتم بأي مكون مجتمعي، إلا بمدى تبعية أفراده أو تطويعه.
بعضهم يعلل جلساته مع باحثي المعهد، بأنها فرصة للتأثير على الإدارة الأمريكية، إما لمكافحة الإسلاميين أو بأمل ضغط أمريكي على الحكومة الأردنية بتسريع الإصلاح؛ لا أدري كيف يمكن فهم هذا التبرير الذي يسلم أمرنا لجهة لا تأبه لا البلد ولا بأي مكوناته بحجة حب الأردن والإصلاح!العرب اليوم

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
19-05-2013 05:09 AM

خطة لانقاذ الاردن

ولم لا حتى ولو جاءت من معهد واشنطن لدراسات الشرق الاوسط والاسباب هي
1 اساء الاردن توظيف موقعه الجيوسياسي المميز ايما اساءة فبدلا من استثمار اهمية هذا الموقع اصبح الاردن دولة مشاع سياسي للدول المجاورة له بابخس الاثمان
2اقصى الاردن اهم مكوناته السكانية كالعشائر وبعض الاقليات ولم يعمل على تنمية المناطق الخاصة بهم اقتصاديا كما يتوجب وهذا الاقصاء ليس وليد الساعة بل دقت ساعته عندما قامت الحكومة الاردنية بحل مجلس شيوخ العشائر عام 1974 دون سبب ولا يزال هذا الاقصاء مستمرا لغاية الان يعكسه امتناع الحكومة الحالية العرجاء تعيين وزراء من بدو الشمال او الوسط او الجنوب فيها
3 قرب الاردن الاخوان المسلمين منه خلال الحرب الباردة وشكل تحالفا سياسيا معهم ضد المد الشيوعي وحركات المد القومي وكان الحزب الوحيد المرخص له بالعمل في الاردن حتى سمي بحزب الملك
4 اعطى الاردن المكونات السكانية العربية من الدول المجاورة له التي جائت البه وسكنت فيه سواءا بدعوة او بغير دعوة وضع الافضلية
5 المكونات السكانية العربية افقرت الاردن بالحد الادنى لوضع الاولوية الممنوح لها واجنداتها السياسية مرتبطة بالدول التي جائت منها وان بتفاوت
6 الاخوان المسلمون مرتبطة اجنداتهم السياسية بقياداتهم الخارجية
7 وبما ان المكونات السكانية العربية تنظر الى الاردن وهو يتهاوى فكان من باب الاولى لحفنة من رجال اعمال ومستثمرين منهم مساعدة ودعم الاردن في محنته الاقتصادية ولكن ما هم ودولة المشاع ولماذا المساعدة ورد بعضا من الجميل
8 احرام على بلابله الدوح حلالا على الطير من كل جنس
9 عاش الاردن حرا

2) تعليق بواسطة :
19-05-2013 01:12 PM

بحرصهم و دفاعهم عن النظام "الهاشمي" فإن بني صهيون يدافعون عن انفسهم!!

3) تعليق بواسطة :
19-05-2013 02:22 PM

سيدة لميس...يبدوا ان خطة انقاذ الاردن لاتعجبك كونها تدعم المحافظات والعشائر رغم أني لاأصدق ان اسرائيل وأمريكا ستفعلان ذلك وإذا فعلت (بتشديد العين)هذه الخطة فستكون مرحلية أو أن الظروف غيرمؤاتية
لتنفيذ أجندة الوطن البديل التي نعرفها.
لذا لاتبتأسي يالميس فواقع الحال ينذر بما تتمنين أنت ومن يشجه التوطين.
ياعيب الشوم العهر التوطيني بات على المكشوف وبأسماء تدعي أنها أردنية وقلقة على الأردن.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012