أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


حتى لا تصبح نقابة المعلمين ذراعاً حزبياً

بقلم : نصوح المجالي
20-05-2013 12:40 AM
نستخلص من تصريحات نقيب المعلمين السيد مصطفى الرواشدة وجود انقسام حاد بين ممثلي حركة الاخوان المسلمين في النقابة وتكتل النقابة للجميع أي القوى غير الاخوانية في النقابة.
لم يطل الامر حتى تبدأ المغالبة على قاعدة حزبية داخل النقابة, فالنقيب مستنكف عن حضور اللجنة المركزية للمعلمين لأن الاخوان على حد قوله يدفعون بقرارات تخدم اغراضهم الحزبية وتمكنهم من السيطرة على النقابة وتسهل لهم التصرف بأموالها لاغراضهم ومؤيديهم, كما ان هناك قرارات صدرت بغير حق كما اوضح النقيب استبدل فيها رؤساء لجان لأنهم لا يخدمون تيار الاخوان كما ان هناك بيانات تصدر عن النقابة مردها اوامر حزبية وليس قرارات نقابية تستهدف مصالح المعلمين وهناك تحذير من ان رفع رسوم الاشتراك قد يقلص عدد المنتسبين غير الحزبيين ويعظم فرصة الاخوان في النقابة عدا عن التجاوزات الاخرى وتعمد تعيين مناصري الاخوان واقربائهم ومناصريهم خلافاً لأسس التعيين المقرة والكلام لنقيب المعلمين.
كنا نتوقع حدوث مثل هذا الشرخ في نقابة المعلمين لأن الغلبة وزرع الانصار في مفاصل أي مؤسسة يقودها الاخوان سواء كانت وزارة كما حدث في وزارة التربية او بعض الجامعات أو النقابات أمر متوقع, فالحركة الاخوانية تسعى للتمكين الذي يوفر لها دوراً سياسياً اكبر ولهذا من السهل التضحية بشركائها الاخرين في أي نقابة أو تحالف من اجل تحقيق مصالحها الحزبية, وحضورها في الساحة السياسية, غير ان البعد الاهم ان سيطرة الاخوان المسلمين على نقابة المعلمين سيعني التأثير المباشر على جيش من المعلمين سيكونون هم ومئات الالاف من الطلبة تحت تأثير وتوجهات حركة الاخوان المسلمين والخطر ان يستمر التحكم في هذه العلاقة لاغراض حزبية ولاغراض سياسية هي في الاساس خارج اهداف نقابة المعلمين وقد تصبح مدارسنا مسرحا للحراك الاخواني الذي تحول الى نافلة بعد كل صلاة جمعة لاهداف لم تعد تخفى على احد.
هناك تيار يقوده نقيب المعلمين يسعى لخلق التوازن داخل النقابة ومنع تسييسها او استغلالها او حرفها عن اهدافها ونحن نتحدث عن اكبر نقابة في البلاد من حيث العدد ومن حيث التأثير في مئات الالاف من الشباب وعلى اكبر عدد من الاسر وذوي الطلاب.
نخشى اذا ما تحكم حزب واحد معارض في نقابة المعلمين ان تتحول النقابة مع الزمن الى ميدان تحرير اردني جديد يحمل كل معاني التحشيد والتأليب واثارة الصراع مع الدولة لاسباب سياسية لهذا لا بد من اطلالة على اوضاع النقابة تمنع الاستحواذ عليها وتمنع حرفها عن اهدافها خدمة لمصالح المعلمين المهنية والمادية.
لقد جاءت النقابة نتيجة نضال طويل للمعلمين لتحسين اوضاعهم وليس لزرع الفرقة والانقسام بينهم وليس لخدمة اغراض حزب اختار ان يواجه الدولة الاردنية التي احتضنته وكست عظمه لحما ووفرت له الامن والدعم عندما كانت الحراكات الاخوانية في البلدان الاخرى تطارد وتقتل وتودع في السجون.
نريد لنقابة المعلمين أن تنهض بالمحتوى التربوي والعلمي والاداء في مدارس المملكة, وان يكون لها رأي في تطوير التعليم, وفي الارتقاء بدور ومكانة المعلم في العملية التربوية لا ان تصبح ساحة صراع واستقطاب حزبي وسياسي واداة في يد حزب او احزاب تفرّق بين اعضاء النقابة بحسب افكارهم أو عقيدتهم.
يجب أن تكون الغلبة في قطاع التربية والنقابة جزء منه لصالح الوطن واستقراره ولصالح الجسم التعليمي وتقدمه, ولصالح الاصلاح والتقدم المنشود في البلاد, فاختطاف نقابة المعلمين يعني فرض اجندة حزبية عليها وهذا ما اعاق خروجها لحيز الوجود طويلاً وما قد يهدد مسارها اذا لم تكرّس لغاياتها المهنية الجليلة قبل أي شيء آخر.(الراي)

التعليقات
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012