أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


اجتماع عمان.. خطوة في المسار الطويل

بقلم : نصوح المجالي
23-05-2013 12:11 PM
اجتماع عمان التنسيقي، الذي تشارك فيه احدى عشرة دولة، عربية واوروبية، بالاضافة لتركيا، وعلى مستوى وزراء الخارجية يهدف الى وضع تصور اولي واطار لمؤتمر جنيف 2، ودراسة الاحتمالات والعقبات التي يمكن ان تواجه المؤتمر، وتنسيق الجهود لدفع محادثات السلام بما يحقق آمال وطموحات الشعب السوري.
ومشاركة المعارضة السورية في اللقاء تشير الى امكانية جمع الفرقاء المتصارعين على طاولة المفاوضات، وطرح جمع ابعاد الأزمة على طاولة البحث.
ورغم ان اللقاء، وهو الاول بعد الاتفاق الأميركي الروسي، على عقد مؤتمر دولي بشأن الازمة السورية، لقاء استكشافي وتنسيقي، الا ان انعقاده في عمان، يشير الى اهمية الدور الذي لعبه جلالة الملك والاردن في انضاج فكرة تبني الحل السلمي، على المستوى الدولي، فقد تركزت جهود الاردن على اقناع الولايات المتحدة وروسيا والدول الاوروبية بأن لا مخرج من الأزمة، الا بتبني الدول الفاعلة في الازمة وبخاصة روسيا والولايات المتحدة، حلاً سياسياً للأزمة السورية تفضي الى مرحلة انتقالية تمهد للخيارات الحرة للشعب السوري، الا ان تبني فكرة المؤتمر شيء والتوافق والتعاون الدولي والسوري لانجاح اعمال المؤتمر شيء آخر.
بالنسبة للاردن انعقاد الاجتماع الاول للدول المؤيدة لعقد المؤتمر الدولي وانجاحه تقدير واضح للدور والموقف الاردني الذي لم يتزحزح منذ بداية الازمة رغم التوقعات والرهانات المغرضة والاجواء التي حاول البعض فرضها على الاردن بدون جدوى، فموقف الاردن من الازمة السورية يُشَّرف الاردن دولة وشعبا وقيادة فالاردن لم يتدخل في الصراع الدائر في سوريا، ولم يسمح لاحد ان يستخدم ساحته للتدخل في الازمة السورية عسكريا وتحمل الكثير من الضغط نتيجة هذا الموقف وتركز الموقف الاردني على تقديم الدعم والعون الاخوي والانساني للاجئين السوريين في الاردن، والتحرك على المستويين العربي والدولي للدعوة الى حل سياسي للازمة، تنهي الصراع والدمار الذي لحق بسوريا ولم يقطع الاردن اتصالاته بالنظام السوري، كما اقام علاقات غير تسليحية مع قوى المعارضة اي انه لم يكسر عظم مع اي من اطراف النزاع على الساحة السورية، مما يؤهله للعب دور مهم في المصالحة السورية او الحل السياسي للازمة.
غير ان الازمة ومواقف الدول الفاعلة والمؤثرة مباشرة فيها من التعقيد وعدم الوضوح مما يجعل الحل السياسي في سوريا ليس سهل المنال، فالمواقف الدولية ما زالت متضاربة وغير واضحة، والشقة بين موقف النظام وموقف المعارضة ايضا كبيرة، والموقف العسكري في الميدان يجعل التقدم السريع في المفاوضات السياسية ناهيك عن نجاحها امرا عسيرا وملغماً بالمفاجآت.
الولايات المتحدة تراهن على مرحلة انتقالية تُسحب فيها الصلاحيات من الرئيس الاسد، واجهزته العسكرية والامنية وتناط بحكومة مدنية انتقالية مشتركة تمهد لمرحلة ديمقراطية يختار فيها الشعب السوري بجميع مكوناته، شكل ومضمون نظامه الجديد، وهو الامر الذي لم تقر به موسكو بصراحة، ولن يقبل به النظام السوري الذي يعتبر ذلك شروطا تمس بالسيادة، ويرى ان تغيير الرئيس او المس بالاجهزة العسكرية والامنية خارج البحث، وهنا تكمن العقدة الاساسية.
والنظام السوري يسعى بمساعدة ايران واتباعها تحسين وضعه العسكري على الارض لفرض شروطه، وايران وروسيا تساعدانه تسليحيا لتحقيق ذلك، يشجعهما على ذلك ميوعة الموقف الاميركي وتردده في اتخاذ موقف حاسم وداعم عسكريا للثورة السورية.
والموقف العربي، بدأ يدرك ما ادركه الاردن مبكرا، ان المواجهة والصراع المسلح في سوريا سيكونان طويلين وبدون حسم، على غرار ما حدث في الحرب الاهلية اللبنانية، وان الحرب تأخذ بعدا طائفيا يهدد الاقليم باسره، خاصة وان النظام السوري انتهج اسلوب الارض المحروقة في سوريا، ولم يعد يكترث لما يصيب المواطنين الابرياء وغير المشاركين للقتال من دمار ومصائب.
اضف الى ذلك ان وضع القوى المشاركة في الثورة لا يوحي بوحدة قيادة، وفصائل الثورة وتعدد المشارب السياسية فيها مما يُضعف موقف المعارضة السورية.
وان استمر النظام السوري بالتمسك بموقفه انه لا يفاوض من يحمل السلاح ضده، فسيجر المؤتمر الدولي الى متاهة الاحتمالات، والتفاصيل، والتعطيل التي برع فيها واكسبته الوقت حتى الان.
من المؤكد ان النظام السوري بتركيبته البوليسية والطائفية وما ألحقه من اذى وجرائم في سوريا، لن يترك الحكم باتفاق سلام الا اذا شعر ان ميزان القوة على الارض وفي الساحة الدولية ليس لصالحه، عندها سيبحث عن طريق للخلاص وهذا لم يحصل بعد، نتمنى ان تصفو النوايا وان يتمكن المجتمع الدولي من ايجاد مخرج سلمي للازمة السورية، وان كان ذلك يحتاج الى معجزة تمنع تدهور الاوضاع في المنطقة الى حرب اوسع واشمل، مصلحتنا في الاردن ان يتحقق السلام في سوريا وان تشارك جميع الاطياف السورية في رسم مستقبل سوريا وعملية التحول الديمقراطي فيها والتي يحول دونها اصرار النظام السوري حتى الان على حسم النزاع بالقوة المسلحة.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-05-2013 12:22 PM

قبل قراءة المقال = بعد قراءة المقال. لا توجد كلمة أو فكرة واحدة جديدة نهائيا

2) تعليق بواسطة :
23-05-2013 01:47 PM

"والموقف العربي، بدأ يدرك ما ادركه الاردن مبكرا، ان المواجهة والصراع المسلح في سوريا سيكونان طويلين وبدون حسم"اقتباس من المقال
لدي انطباع ان موقف الاردن وادراكه للامور لا يتفق مع ما تفضل به الكاتب , الاردن يلقن مواقفه تلقينا وتملى عليه املاءا وهو دائر في فلك نعلم جميعا مركزه والسؤال للسفير الاردني السابق في سوريا وهو يدرك ما معنى ان يكون سفيرا هناك ماهي الادلة لديه عمليا من تصرفات الاردن الرسمية على موقف الاردن وما ادركه قبل غيره ؟ وكل الاحترام والتقدير لشخص ابو ذاكر الذي اكن له العرفان بانه درسنا اللغة الانجليزية في الكلية العسكرية في منتصف الستينيات من القرن الماضي قبل ان يترك هذا المجال وينخرط في مجالات اخرى لا حقه

3) تعليق بواسطة :
23-05-2013 04:11 PM

كلام سليم وانا اعتقد ان المؤسسة دفعت الرحال للكتابة على الاقل لتقول لنا ان عملها يقيم ايجابا من الكتّاب

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012